تحركوا.. قبل أن تنفجر!
بقلم: سامي حمود
لم يعد خافياً هذه الأيام أن فتيل الانفجار بدأت شرارته تقترب شيئاً فشيئاً من تخوم مخيمات وتجمعات العائدين الفلسطينيين في لبنان، إذ أن الأمر بات شبه مؤكداً أن هناك خطراً يحدق بالعائدين وعلى مصير حياتهم وعلى قضيتهم الأساسية العادلة المتمثلة بحق العودة وحقهم في العيش بكرامة.
ذاك الخطر الذي بدأت تظهر ملامحه في تفشي بعض الظواهر الاجتماعية الدخيلة على المجتمع الفلسطيني المحافظ، تلك الظواهر بمجملها أشبه بالظواهر التي تنتشر في المجتمعات الغربية، ومنها زيادة نسبة المشاكل اليومية والتي بدأت تصل إلى حد الشروع في القتل، وانتشار ظاهرة تعاطي الحبوب لدى الشباب المراهقين والتي يتعاطونها من خلال تدخينهم النارجيلة، بالإضافة إلى حالات السكر وظاهرة السفور والعلاقات الغير شرعية.
إن تفشي تلك الظواهر في المجتمع الفلسطيني تجعلنا ندق ناقوس الخطر ونسأل عن كيف الخلاص وكيف نحمي مجتمعنا وأنفسنا من انفجار قد يؤذي الجميع إذا لم نتحرك. ولا نريد هنا أن نُوجّه أصابع الاتهام إلى جهة ما وإنما نٌريد أن نضع الجميع أمام مسؤولياته وواجباته.
ولكن المسؤولية تدفعنا أن نساعد في إيجاد الحلول والخطوات العملية التي من شأنها أن تدرأ الخطر عن مجتمعنا الفلسطيني، ومن شأنها أن تساعد في بناء مجتمع فلسطيني سليم قوي خالٍ من تلك الظواهر السيئة التي لا تمت إلى مجتمعنا بصلة. وأبرز تلك الخطوات هي:
- التوافق على إنشاء إطار فلسطيني موحد داخل كل مخيم، وتكون لديه سلطة نافذة. (من الفصائل والشخصيات المستقلة).
- التوافق على إنشاء جهاز أمني، ذو سلطة.
إن وجود هذين العنصرين بالتحديد يشكّلان خطوة هامة في طريق الحل وعاملان أساسيان في وجود مجتمع يتمتع بالاستقرار والأمن والأمان. وإن استمرار حالة التشرذم والتنافر والتنافس الغير محمود بين القوى والفصائل واللجان والمؤسسات الفلسطينية أثّرت بشكل كبير في تعاظم المشاكل وزيادة نسبتها. فالمطلوب فلسطينياً أن نتوحد ليس فقط سياسياً وإنما المطلوب أن نتوحد اجتماعياً وإنسانياً، وأن نسعى جميعاً لخدمة العائدين الفلسطينيين وإدارة شؤون حياتهم بطريقة صحيحة.
وهنا نُشيد بالدور الذي تقوم به مجموعة من الشباب الفلسطيني في مخيم برج البراجنة تحت شعار "تجمع محبة"، هذا التجمع الذي يهدف إلى إيجاد آليات عمل مشتركة، والعمل على خدمة أهالي المخيم والمساعدة في حل بعض المشاكل الحياتية، مثل أسلاك الكهرباء المتشابكة والتي أدّت إلى قتل عدد من الناس في المخيم، بالإضافة إلى حملات نظافة عامة وحملات توعية ايضاً.
والجدير للذكر أيضاً هو الحملة الأهلية التي أُطلقت منذ نحو 5 أشهر في مخيمات وتجمعات منطقة صور، تحت شعار: حملة "أمانة" لتعزيز القيّم الإسلامية في المجتمع الفلسطيني، والتي أبرز أهدافها تسليط الضوء على الظواهر الاجتماعية الدخيلة والدعوة إلى نبذها واجتنابها من خلال التوعية وتعزيز مستوى التربية لدى الأجيال.
وختاماً نقول كما قال نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: كلكم راعٍ.. وكلكم مسؤولً عن رعيته.
المصدر: البراق – عدد تشرين الأول