تصريحات
النائب عزام الأحمد
د. حسن
أبو حشيش
لتأكيد
المعلومة نقول إن السيد عزام الأحمد هو واحد من أبرز قيادات حركة فتح، ورئيس
كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي، ومسئول ملف المصالحة فيها، وحلقة الوصل مع
حركة حماس. تابعت تصريحاته الأخيرة حول العديد من القضايا المحلية والعربية،
واستوقفتني الكثير من المعلومات التي نعيشها وندركها ونعرفها جيدا، حيث استعرضها
بشكل منافٍ للحقيقة وللواقع.
في هذا
المقال أعارضه سياسيا ومعلوماتيا، وأنتقده من الزاوية العامة التي يمثلها السيد
الأحمد وليس من باب الشخصنة،حيث لا علاقة من قريب أو بعيد لي به إلا من خلال عمله
العام. عزام الأحمد في هذه التصريحات أعلن بشكل قاطع أن المسئولية التامة والكاملة
عن تعثر المصالحة تقع على حركة حماس، ولم يتطرق من قريب أو بعيد لمسئولية حركة
فتح، موحيا بالأبيض والأسود، والجنة والنار، وبالليل والنهار، وبالاتهام والبراءة،
بالطبع كل شيء سلبي هو موقف حماس وكل شيء وردي وإيجابي هو لحركة فتح، حيث سلط
الضوء على " القذى" في عين حماس، وعتم على جذع الشجرة في عين فتح، وهذه
من أخطر سقطات مخاطبة الرأي العام،ومن مظاهر التضليل وعكس الحقائق.
كذلك عين
نفسه ناطقا باسم حماس، يتحدث باسمها، ويُقرر عنها، ويدعي أنه يعرف أكثر من بعض
قياداتها،حيث أعلن أن حماس وافقت ووقعت وفوضت عباس لإجراء مفاوضات وبقية الفصائل
كالجهاد والشعبية تحفظت، وهذا في مايو 2011م في القاهرة، وفي قوله اعتماد على نصف
العدسة ونصف الحقيقة كـ"لا تقربوا الصلاة"، هو اجتزأ بعض عبارات خالد
مشعل ضمن اتفاق كامل وشامل،وينص على أن منظمة التحرير هي مرجعية المفاوضات التي هي
من اختصاصات عباس، لكن بعد أن يُعاد تشكيلها لتصبح ممثلا لكل الشعب الفلسطيني، هذا
العور السياسي في كلامه لا يليق بنائب تشريعي، الأصل أن يكون مؤتمنا على رأي وهموم
وتطلعات الشعب، لا أن يقوم بتحوير المواقف، وقص العبارات حسب هواه،ولم ينقل الأحمد
تصريحات حماس على لسان كل قياداتها وبياناتها الرسمية أنه لا تفويض لعباس ولا
لغيره في تمثيل الشعب الفلسطيني، أم أنه لم يقرأ ولم يطلع ولم يعرف.
هذا موقف
يونيو2013م بمعنى أنه ينسخ ما قيل في مكة 2008م وفي القاهرة 2011م والتي جاءت ضمن
تفاهمات رزمة واحدة ، ولعل الأخطر والأهم في تصريحاته هو قوله : سنُقوض وننهي
الانقسام بعد 14-8 بدون مشاركة حماس بعد رفضها لكل الحلول التي اقترحتها فتح دون
أن يُوضح للشعب ماهي الاقتراحات التي أعلنتها فتح لتحقيق المصالحة، وحول الآلية
أكد أنها ليس بالعنف، ولا بالاستعانة بالاحتلال، ولا بالاستعانة بالدبابات المصرية
رغم أنه أبدى استعداده لدخول غزة على ظهر دبابة مصرية لكنه أكد أن مصر لن تُقدم
على هذه الخطوة، وبلا إجراء انتخابات لأنها غير ممكنة وغير ميسرة، إذن لم أفهم
كمشاهد ما الذي يريده؟، حتى عندما سأله مدير الحوار عن بعض الأصوات التي تطالب
بالحراك ضد غزة أعلن أنه لا علاقة لهم بفتح، لكنه يدعو ويؤيد ذلك... إذن هو يطالب
بالفوضى والفلتان في غزة، وعلى ما يبدو أن السيد النائب لم يقرأ تصريحات زميله
النائب الفتحاوي حسام خضر عن حال الشعب في الضفة الغربية، ولم يشاهد قمع المسيرات
والشهداء، وتدهور الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي.
وأختتم مقالي
بإعلان الأحمد أنه نصح حماس بعدم دعم مرسي والتدخل بالشأن المصري، وبعد أن أعلن
بوضوح إعجابه بالإعلام المصري الذي يشيطن قطاع غزة ومقاومته وحكومته، ويستدل
بمضمونه على تورط حماس في الشأن المصري...بعد كل هذه الهبوط السياسي ناقض نفسه
وقال إنه على استعداد أن يخرج في مسيرة تأييد لقائد الجيش المصري السيسي،بالتأكيد
هذا بعد قومي وديني وأخلاقي وليس تدخلا في الشأن المصري!!! بعد استعراض بعض
مقتطفات من تصريحات الأحمد... أترك تقدير الأمر للقارئ.