القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تغيير اسم الوكالة مؤامرة على قضية اللاجئين

تغيير اسم الوكالة مؤامرة على قضية اللاجئين

مصطفى الصواف

وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، هذا هو الاسم الجديد، لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهذا أول التلاعب بقضية اللاجئين من قبل الأمم المتحدة، وعلى ما يبدو أن هذه الخطوة سياسية بامتياز وتعطي مؤشرات سلبية تجاه قضية اللاجئين، وأن الوكالة آخذة بلعب دور خطير وخطير جداً في تصفية القضية الفلسطينية والتي جوهرها هو قضية اللاجئين، وأن العمل جارٍ من قبل دهاقنة السياسة في الوكالة لشطب قضية اللاجئين من عمل الوكالة، رغم أن الاسم الجديد أبقى على كلمة اللاجئين وأسقط أهم ما في الاسم القديم وهو الإغاثة والتشغيل.

ربما في مقالات سابقة تطرقنا إلى الدور السياسي التي تريد وكالة الغوث أن تلعبه، وقلنا إن هذا دور مشبوه؛ لأن الوكالة ليس من مهامها العمل السياسي، وأن وجودها منذ لحظة التكوين كان لمعالجة قضية اللاجئين، وأهم عنصر في قضية اللاجئين هو إغاثة وتشغيل الذين هجروا من أرضهم وديارهم بفعل الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، والذي - مع الأسف - شاركت الأمم المتحدة في هذا الاغتصاب للأرض، وهذا الطرد للإنسان، فهذا الدور ليس منَة من الوكالة على الشعب الفلسطيني، بل هو جزء من معالجة الخطيئة التي ارتكبت من قبلها، والتي لن تحل إلا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أجبروا على تركها بفعل الجريمة الصهيونية.

إن تغيير اسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اشتم من ورائه جريمة ومؤامرة من قبل وكالة الغوث على قضية اللاجئين، والتي تعد واحدة من ثوابت الشعب الفلسطيني، فعندما تتخلى وكالة الغوث عن دورها الأساس والمهم الذي من أجله قامت وهو الإغاثة والتشغيل، فهذا ينذر بالخطر، وكأن الوكالة تريد أن ترسل رسالة إلى العالم بأن اللاجئ الفلسطيني أصبح في غنى عن إغاثة الأمم المتحدة، وعن التشغيل الذي تقدمه للاجئين الفلسطينيين.

لقد حذرنا سابقا من البرامج التي أدخلتها الوكالة على نشاطاتها وطبيعة عملها، والتي هي في الأساس برامج ترفيهية ثانوية لا حاجة للاجئ إليها بشكل كبير، وكأن الوكالة تريد أن تتحول إلى هيئة ترفيهية من خلال ألعاب الصيف، أو من خلال الرحلات التي تقدمها لبعض الفتية إلى الخارج، والتي تحمل أهداف خبيثة أقلها أنها ذات طابع تطبيع ثقافي مع المغتصب الصهيوني، أو محاولة القيام بعملية غسيل للعقول الفلسطينية من خلال تقبل جريمة الاغتصاب، وتزيين التعايش مع المغتصب والإقرار له بحق في الأرض المغتصبة، والعمل على تشجيع الناشئة على نسيان الحقوق الفلسطينية وتغيير الثوابت التي لايزال الشعب الفلسطيني متمسكاً بها.

برامج الوكالة باتت برامج ذات أهداف سياسية تعمل على خدمة الأهداف الصهيونية، وإلا ماذا يعني أن تفرض إدارة الوكالة على طلاب المرحلة الإعدادية دراسة الهولوكست (المحرقة) التي تعرض لها يهود على يد النازي الألماني بكل ما تحمل من مبالغة وأكاذيب وتضليل؟! بماذا يمكن تفسير إجبار طلاب الإعدادية على زيارة متحف الهولوكست في نيويورك، وشرح المحرقة وفق الرؤية الصهيونية للطلاب، دون التطرق إلى هولوكست فلسطين في العدوان الصهيوني على غزة وجريمة اغتصاب فلسطين، والاكتفاء بسرد معاناة اليهود التي لا علاقة لنا بها كشعب فلسطيني، بل دفعنا ثمناً لها من حقوقنا وأرضنا والذي على إثره بتنا مشردين ولاجئين، وما تفسير رفض الوكالة الاعتراف بالقضاء الفلسطيني في قطاع غزة؟!

علينا التوقف ملياً أمام ما يجري في وكالة الغوث الدولية (الأونروا)، وهذا التلاعب بالأهداف التي قامت عليها الوكالة خدمة للاحتلال من خلال شطب الإغاثة والتشغيل من اسم الوكالة، والذي له دلالات سياسية خطيرة ليس فقط على اللاجئين في قطاع غزة، بل على اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمسة، وما نخشاه من هذه الخطوة هو أن تشطب قضية اللاجئين من قاموس الأمم المتحدة، والعمل على توطين اللاجئين كل في مكانه.

لابد من التحرك العاجل والسريع ضد قرار الوكالة بتغيير اسمها، والقيام بفعاليات الاحتجاج المناسبة في الأماكن الخمسة، وإجبار الوكالة على العودة عن قرارها (المؤامرة)؛ لأن هذه المؤامرة يجب ألا تمر، وإلا فسنساعد بأيدينا على القضاء على أهم ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني وهو قضية العودة، التي تحاول الوكالة ومن يتولى أمرها من أمريكا وغرب ظالم شطبها من قاموس الأمم المتحدة وأجندة العالم.

المصدر: صحيفة فلسطين