القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

ثلاثة شروط لتكون انتفاضة على مقاس أوسلو

ثلاثة شروط لتكون انتفاضة على مقاس أوسلو

بقلم: د. عصام شاور

ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن دخول انتفاضة القدس شهرها الرابع ومع ذلك يصر البعض على الادعاء بأنها هبة شعبية، وقد تحدثنا مرة في هذا الموضوع الذي لا يستحق النقاش والجدال، ولكن مع وجود فلسفة جديدة صادرة عن جهات رسمية في منظمة التحرير فإنه لا بد من التعريج عليها لتسليط الضوء على ما يفكر به البعض ممن يريدون تفصيل انتفاضة على مقاس "أوسلو" فقط.

يقول أحد قادة منظمة التحرير إن هناك ثلاثة شروط لا بد من تحققها حتى تتحول " الهبة " الجماهيرية إلى انتفاضة، وهي: موقف سياسي ملموس وقابل للتطبيق والتحقيق، وأن يكون للانتفاضة قيادة صحيحة وسليمة وموحدة، أما الشرط الثالث فهو الابتعاد عن عسكرتها وتجنيبها الوقوع في فخ يستدرجها إليه نتنياهو.

لو نظرنا إلى تلك الشروط لوجدنا أنها لم تتوفر تقريبا في الانتفاضتين السابقتين، على الأقل في شرطين حيث لم يكن هناك قيادة موحدة للانتفاضتين، وإن كان ذكر اسم "القيادة الموحدة" فإنه يعبر عن قوى منظمة التحرير ولكن حماس والجهاد الإسلامي لم تكونا ضمن تلك التشكيلة رغم أن أقوى العمليات الاستشهادية التي أوقعت خسائر فادحة في صفوف المحتل كانت غالبيتها من تنفيذ حركتي حماس والجهاد، كما نفذت حركة فتح عمليات بطولية استشهادية وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو، كذلك فعلت بعض الجبهات في منظمة التحرير ولكن بدرجة أقل، أما الحديث عن قيادة سليمة وصحيحة فهي كلمات غير مفهومة وتحتاج إلى تفسير من صاحبها، حيث إننا لا نشكك في قيادة أي فصيل فلسطيني من حيث السلامة الأمنية، أما الصحة فإن كل فصيل يعتبر نفسه صحيحًا من حيث الانتماء الفكري وغيره على خطأ، إن كان ذلك ما كان يقصده صاحب الفلسفة الجديدة.

حديث صاحبنا عن ضرورة الابتعاد عن عسكرة الانتفاضة يكشف "الطابق" كما نقول بالعامية. الانتفاضتان الأولى والثانية تميزتا بالعمليات الاستشهادية التي زلزلت الكيان الغاصب ومكنت منظمة التحرير من استغلال الوضع بطريقة غير صحيحة لإنجاز "توقيع" اتفاق مع المحتل الإسرائيلي مع عدم تطبيقه رغم مرور ربع قرن ولم تكن عودة ذلك القيادي إلا بسبب تلك العمليات، وبالتالي فإن فلسفة صاحبنا معكوسة تماما، فهو يريد ويسعى الى تحويل انتفاضة القدس القائمة والمتصاعدة الى هبة جماهيرية سلمية "على الآخر"، بحيث يسقط منا الشهداء ولا يجرح أي صهيوني، ونقابل رصاصهم بصدور عارية وأيدٍ فارغة إلا من أوراق مكتوب عليها "نحن شعب يستحق الحياة" و"ارحمونا وخلونا نعيش"، وهذه ليست انتفاضة شعبية ولكنها بحق "هبة سلمية" ماركة "أوسلو " ولا تمثل أي فصيل فلسطيني لا فتح ولا حماس ولا حتى جبهة النضال التي ينتمي إليها صاحبنا.

المصدر: فلسطين أون لاين