القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

ثورة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ضد «الأونروا»

ثورة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ضد «الأونروا»

بقلم: سامي حمود

لا شك أن وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" باتت تُشكل، بالنسبة لمن تقوم على رعايتهم وهم اللاجئون، أداة ضغط وتنغيص وتعكير لحياتهم اليومية بقراراتها وتقليص خدماتها من حين إلى آخر، ومن خلال تصرفات مُشينة لبعض موظفيها "المخلصين" على حساب مصالح شعبهم.

ولم يعد مستغرباً على اللاجئين الفلسطينيين سياسة عمل المدراء العامين للأونروا في لبنان مع بداية عهد كل واحد منهم، فلو عدنا إلى الوراء قليلاً إلى عهد السيد سيلفاتوري لومباردو الذي تميز عهده بالفساد مما أدىّ إلى قيام انتفاضة شعبية ضد سياسته وسوء إدارته للأونروا في لبنان. ثم جاءت السيدة آنا ديسمور التي تميزت بقدرتها على تهدئة ثورة اللاجئين الفلسطينيين ولكنها سرعان ما ارتبكت الخطأ نفسه من خلال الإعلان عن وقف نظام الطوارئ وعدم تقديم المساعدات لسكان مخيم نهر البارد، الأمر الذي أدّى إلى انتفاضة سكان مخيم نهر البارد ضد هذا القرار الجائر وتضامن معهم كل أبناء المخيمات الفلسطينية الأخرى في لبنان. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل أصدرت القرار الجائر بوقف المساعدات الشهرية عن 1100 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان.

اليوم، ونحن نستقبل العهد الجديد للمدير العام للأونروا في لبنان السيد ماتيوس شمالي، تلقّى اللاجئون الفلسطينيون الصاعقة الكبرى من قبل المفوض العام للأونروا السيد بيير كرينبول عندما أصدر عدة قرارات جائرة بمثابة حكم الإعدام على اللاجئين الفلسطينيين بخصوص تقليص خدمات الأونروا على مختلف الأصعدة مع بداية شهر تشرين الأول 2015 بحجة عدم وجود تمويل، ثم أعاد ذكرها السيد ماتيوس شمالي وزاد عليها بإصدار قرار توقيف المساعدة الشهرية ال ( 100 $ ) بدل الإيواء للعائلات الفلسطينية اللاجئة من سورية إلى لبنان.

لا شك أن هذه الصاعقة لن تمر مرور الكرام، إذ أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قرورا عدم الرضوخ لهذه القرارات الجائرة بحقهم وأعلنوا ثورة سلمية في مواجهة سياسة الأونروا، والضغط من أجل إلغاء تلك القرارات والاستمرار بتقديم الخدمات مع ضرورة تحسين مستوى الأداء والعمل على محاربة الفساد الإداري والمالي داخل الأونروا. في المقابل، يؤكد اللاجئون الفلسطينيون على تمسكهم بوكالة الأونروا كونها شاهد دولي على نكبتهم ولجوئهم والمسؤول الأممي المباشر عن رعايتهم وتقديم المساعدات الإنسانية لهم لحين تحقيق العودة الكريمة بإذن الله.