القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«ثورة اللاجئين» تنطلق على «فايسبوك»: دعوة الشتات للزحف إلى فلسطين

«ثورة اللاجئين» تنطلق على «فايسبوك»: دعوة الشتات للزحف إلى فلسطين
 
 
الإثنين, 28 آذار 2011
عمر وهبة - الحياة

لم يعُد في الإمكان تجاهل أي دعوة شبابية تطلق في فضاء الإنترنت ولا يستطيع أحد أن يستهين بها أو أن يقلل من شأنها طالما أنها دعوة شرعية لها دوافع منطقية للخروج الى العلن، من دون أن يترافق ذلك بالضرورة بتفاؤل مفرط بنجاحها وتحقيق الغاية منها.

وداخل فلسطين نجح الشباب في رفع الصوت عالياً من خلال دعواتهم واعتصاماتهم لإنهاء الإنقسام ما أدى إلى استجابة مقبولة نوعاً ما من طرفي الخلاف «فتح» و«حماس». أما خارج فلسطين فبادرت مجموعة من الشباب المستقلين الى دعوة من نوع آخر تعنيهم بالدرجة الاولى وهي «عودة اللاجئين إلى فلسطين». ويشير «الآدمن» أو صاحب الدعوة الالكترونية إلى أن «الفكرة مستوحاة من الثورات السلمية التي حدثت في الوطن العربي». ويقول: «لم لا نطرح فكرتنا بشكل سلمي ومبسط بحقنا في العودة الى ديارنا».

ويرفع القائمون على هذه الحملة شعار «الزحف التاريخي» نحو فلسطين في 15 أيار (مايو) المقبل، أي ذكرى نكبتهم معولين على حشد الملايين من أبناء فلسطينيي الشتات والمتضامنين معهم للتجمع في ثلاثين نقطة والإنطلاق منها إلى فلسطين. ويرى الداعون الى «الزحف» أن الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة تعطيهم فرصة تاريخية لا تعوض. فقد بات حلم العودة بالنسبة إليهم قاب قوسين أو أدنى بعد 63 عاماً من التشتت. «أنت صاحب حق وما عليك سوى أن تخرج»، بهذه البساطة يروّج هؤلاء الشباب لحملتهم العنكبوتية.

ويقول القائمون على هذه الحملات انهم لا يملكون قيادة توجههم وان هناك لجاناً تنسيقية في كل بلد بما فيها البلدان المحيطة بفلسطين يتشاور أعضاؤها في ما بينهم وينسقون كيفية تنظيم «الزحف» وتحقيق الهدف منه. ولكن حتى هذه اللحظة لا يبدو أن ثمة مشاركة فعالة في هذه العملية لا من خلال عدد المنضمين الكترونياً اليها ولا من الإمكانات التي في حوزتهم خصوصاً أنه لا يوجد منظمات فلسطينية كبيرة تتبنى المشروع بل اكتفى بعضها باطلاق كلمات التأييد والتشجيع والدعم لها.

وتواجه المنظمين تحديات كبيرة وصعبة، أولها التوزع الجغرافي للفلسطينيين اللاجئين على أصقاع الأرض المتباعدة تفصلهم حدود عليهم أن يجتازوها. من هنا فإنها لا تشبه ثورة اللاجئين الثورات القائمة في الدول العربية وساحات المدن فيها كما إن المؤيدين للزحف والمنضوين تحت لوائه قلة، وهم لا يتجاوزون 7 آلاف مسجل بصفة «أعجبني» (Like) أو صديق للصفحة (Friend)، بعد أكثر من شهر على إطلاق الحملة. وحتى اللحظة يبدو أن الدعوة لم تصل إلى ملايين اللاجئين الذين لا تستعمل غالبيتهم الإنترنت خصوصاً بين الفئات العمرية المتقدمة، فيما لم يقتنع آخرون ممن يتصفحون الشبكة بهذا التحرك فتجاهلوا الدعوة. وعن الاستفسار ما إذا كان الداعون يلجأون الى استخدام وسائل مختلفة غير الإنترنت للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الاشخاص يقول «الآدمن»: الله أعلم!

لكن اللافت أن تحركات مشابهة تطورت على صفحات أخرى، فأطلق البعض دعوة إلى «إنتفاضة ثالثة» ليكون الحراك أشمل ويعم فلسطينيي الداخل والخارج باعتبار أن مشكلة الاحتلال تخصهم جميعاً. ونجح منظمو هذه الصفحة في حشد عدد أكبر من المؤيدين فاق 200 ألف بعد نشر الرابط على صفحات مصرية، وعبّروا عن انزعاجهم من مضايقات موقع «فايسبوك» لهم بعد عمليات إلغاء مشاركات وشطب أعضاء.

ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في تلك الدعوات الثقة المفرطة لدى المشاركين والمنظمين على حد سواء، إذ دعا أحد المعلقين إلى «شطب قرار التقسيم 181، وإسقاط مشروع أوسلو، وإنهاء الاحتلال»، بينما رأى آخر أن «الزحف صار مهماً جداً، وأي تراجع عن الفكرة يعني التراجع عن الحق»، حتى وصل الأمر الى تخوين الذين لا يريدون أن يشاركوا «اذا لم تخرج وتساهم مع ابناء شعبك تكون قد اعلنت انك تتنازل عن حقك في فلسطين الى الأبد، فلا تتكلم عن أي حلول أو أي مساومات ستجري بعدها».

ويساور المنظمين القلق من حملات مضادة وأعمال تشويش متعمدة لإحباط حملتهم، في حين أفادت مصادر صحافية في الداخل إن الموساد يعمل على مراقبة المواقع الإلكترونية بعد نجاح ثورتي مصر وتونس، وأصبح يولي إهتماماً بالغاً لما يتداوله الناس على تلك المواقع والثورات التي تنظم ويعمل على دراستها، لأن التجربة أثبتت عدم كفاية مراقبة الحركات الفلسطينية والتنظيمات التي تعتبرها مصدر تهديد لها.

صحيح أن الوقت ما زال مبكراً جداً للحكم على نجاح «ثورة اللاجئين» من فشلها، لكن «الآدمن» يقول ان في حال الفشل «سيبقون معتصمين في أقرب نقاط من فلسطين مكتفين بتحريك قضيتهم إعلامياً».