حالة ارباك وتوتر تنتاب الأونروا في لبنان بمعالجة المشكلة بينها واللاجئين
علي هويدي
تقول مديرة قسم الاعلام في الأونروا – مكتب لبنان السيدة هدى سمرا صعيبي لصحيفة المستقبل اليوم 14 تموز 2011 بان :"عدد الموظفين الأجانب في الأونروا 7 فقط: المدير (لومباردو) ونائباه و4 في وظائف أخرى، ورواتبهم تأتي من نيويورك مباشرة ومن خارج جدول الرواتب لمكتب لبنان وبالتالي من خارج موازنة اقليم لبنان. أما الأجانب الآخرون فيعملون في مشاريع محددة ممولة من خارج الموازنة، مثل مشروع إعمار نهر البارد، ومرتباتهم من المشروع نفسه وتوظيفهم يتم بالاتفاق مع الجهة المانحة. وهناك نوع آخر من الأجانب في الأونروا يعملون كمتطوعين من دون أي مرتبات او حتى مصروفات تقع على كاهل الأونروا".
بدورنا نتساءل ما هي الوظائف الاربعة التي يعمل بها الموظفون الاجانب الاربعة الذين يتقاضون رواتبهم مباشرة من نيويورك؟ ولا نعتقد بان نيويورك جمعية خيرية تقدم رواتب لسبعة موظفين ومن خارج ميزانية الاقليم دون مقابل، واذا كان تعيين موظفي المشاريع يجري بالاتفاق بين الأونروا والجهة المانحة التي بمعظمها دول غربية، فان تلك الدول ايضا ليست بجمعية خيرية، اما النوع الاخر من الاجانب الذي يعمل مع الأونروا كمتطوعين، فهذا غريب جدا، فمن هم هؤلاء ومن يدفع ثمن تذاكر سفرهم واجرة منازلهم وطعامهم وشرابهم وكسوتهم ومصروفهم اليومي وتنقلاتهم والتأمين الصحي الخاص بهم؟ وهل هم افرادا يمثلون انفسهم ام يمثلون مؤسسات ومن هي تلك المؤسسات، وما هي معايير مشاركتهم وفي اية مجالات يعملون؟؟
تضيف السيدة هدى صعيبي، بأن "السيد لومباردو يؤمن بالحوار وبسياسة الباب المفتوح والشفافية. وعلى الرغم من كل الحملات، فإن هذه السياسة ستتواصل". وتضيف: "بعض الأحيان يطلب من السيد لومباردو او المسؤولين الاخرين تقديم اجابات على بعض الأسئلة، فيما هناك قوانين لا يمكن لهؤلاء تجاوزها، ومعلومات تعد سرية لا يمكن افشاؤها وفق قوانين واجراءات "الأونروا"، لكن السائلين لا يتفهمون هذه المسألة".
طالما ان السيد لمباردو يؤمن بالحوار وسياسة الانفتاح فلا يعقل ان يتم غلق الابواب وتحدي اللاجئين والقول بان " على الرغم من كل الحملات فان هذه السياسة ستتواصل!"، وبالمقابل انطلاقا من الشفافية حبذا لو يتم اطلاعنا كلاجئين، بعناوين ولا نريد اية تفاصيل عن "القضايا والمعلومات السرية التي لا يمكن افشاؤها وفق قوانين الأونروا".
وتضيق السيدة صعيبي "...وبالنسبة الى برنامج التربية والتعليم، يتم وضعه مركزيا ويحوّل إلينا من المكتب الرئيسي في عمّان ويشرف مكتب "الأونروا" في لبنان على تنفيذه".
عندما كنا نسأل إدارة الأونروا عن برنامج التربية والتعليم في لبنان، خاصة فيما يتعلق بتدريس منهاج القضية الفلسطينية في مدارس الأونروا، الجواب كان بان الأونروا تتبع برامج التربية والتعليم الخاصة بالدولة المضيفة اي لبنان (والمنهاج جزء من البرنامج)، فكيف تحول الامر الان الى ان البرنامج "يتم وضعه مركزيا في عمان ويشرف مكتب الأونروا في لبنان على تنفيذه"؟.
من الواضح بان حالة الارباك والتوتر التي تنتاب الأونروا في لبنان تؤشر الى فقدان البوصلة بمعالجة المشكلة بينها وبين اللاجئين وهذا بحد ذاته بحاجة الى علاج.