القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 21 تشرين الثاني 2024

حتى المجازر تحولت إلى جزء من الهوية الفلسطينية.. مخيم تل الزعتر نموذجا


ياسر علي/ كاتب وشاعر فلسطيني

يمكننا أن نزعم أن مجزرة تل الزعتر هي أول وأكبر مجزرة ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني، ونُفذت بأيدٍ عربية.. ويمكننا أن نزعم أيضاً أنه لم يسبقه أي حدث حظي بكثافة التفاعل الفني والثقافي، في مجتمع ثقافي يساري ناهض في تلك الفترة.

واليوم في 12 آب/ أغسطس 2023، وبعد 47 عاماً على المجزرة، ما زال هناك من يسأل ويستفسر عن بعض البديهيات من حكاية استشهاد مخيم الصمود، وعاصمة الفقراء -كما سماه مظفر النواب- رغم شهرته وانتشار تفاصيله.

قد لا يعلم البعض أن هناك أكثر من 12 كتاباً عن هذا المخيم المنكوب المنسي، الذي ما زال يحتضن جثامين أبنائه الشهداء تحت أنقاضه.

فيما يلي جمعنا ما لدينا من كتب عن المخيم، لنضعها بين أيديكم، لمزيد من الاطلاع على قصة مخيمنا الذي خرجنا منه تحت وابل الرصاص ووسط آلاف المجازر والضحايا.

تشكلت الكتب الأولى عن المخيم والمجزرة على أمرين:

1 ـ وقائع الحصار

2 ـ شهادات الناجين

وبعضها زاد في المنهجية قوائم الشهداء والجرحى.. التي كانت ما تزال بدائية.. وقد صدرت هذه الكتب في السنة الأولى بعد سقوط المخيم. وهو ما كان يبدو توجُّهاً عاماً في الإعلام الموحد لمنظمة التحرير، كي يتناول كل كتاب الجانب الذي يهم الكاتب، كالشعر والكتابة والرسم والأغاني والتقارير وغيرها. في المرحلة الثانية، تناولت الكتب الوقائع والبيئة السياسية والرُّؤى والآراء والتحليلات.

نأتي إلى الكتب المبكّرة:

1 ـ النهوض مرة أخرى (شهادات واقعية من تل الزعتر):

كان هذا الكتاب من أوائل الكتب المنهجية عن المخيم. ألّفه الكاتب علي حسين خلف، وأصدره الإعلام المركزي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وصدر في بيروت في كانون الثاني (يناير) 1977، أي بعد خمسة شهور من سقوط المخيم.

يقع الكتاب في نحو 250 صفحة، فيه تسعة فصول وملحق للصور. ويتضمن الكتاب تجربة مخيم تل الزعتر، شهادات المقاتلين، شهادات الجرحى، شهادات أمهات الشهداء، شهادات عامة، شهادات الصحفيين العرب والأجانب، جداول الشهداء، غيرها من الفصول في الكتاب.

2 ـ تل الزعتر: الرمز والأسطورة

عندما سقط المخيم، وخرج المقاتلون، كان بينهم المناضل عدنان عقلة أو أبو أحمد الزعتر، وهو الذي كتب عنه محمود درويش "أنا أحمد العربي". خرج وقد احتفظ في ذاكرته وأوراقه ما استطاع، وأعدّ كتابه "تل الزعتر.. الرمز الأسطورة.

قدَّم للكتاب القائد جورج حبش، وأصدرته اللجنة السياسية الإعلامية المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وصدر بعد سنة من سقوط المخيم، أي في 12 آب (أغسطس) 1977 في بيروت.

يقع الكتاب في 284 صفحة، ويضم المقدمة والفصل الأول عن الوضع الديمغرافي والجغرافي لمخيم تل الزعتر. والفصل الثاني عن حرب تل الزعتر ومعركة حرش ثابت ويوميات الحصار والصمود. أما الفصل الثالث فيتضمن أسماء شهداء الجبهة الشعبية في المخيم. ويتوسع الفصل الرابع بأسماء شهداء منظمة التحرير والحركة الوطنية.

أما الفصل الخامس فهو عن التضامن الأممي ومذكرات إحدى المناضلات الأمميات في الدفاع عن المخيم.

3 ـ طريق تل الزعتر

هو كتاب إنساني منوّع، يقع في 120 صفحة، ألّفه هاني مندس، وأصدره مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عام 1977 (من دون تحديد الشهر)، كتب مقدمته الشاعر محمود درويش، واعتمد على مقاطع وفلاشات وصور ورسوم لأطفال الذين المخيم عبّروا فيها عن المجزرة.

يتحدث الكتاب عن مشاهد اشتهرت في الحصار من خلال اقتباسات وشهادات من أهل المخيم ومقاتليه، بعناوين، مثل: الجفاف، أيام العدس، الماء الأحمر (حنفية الماء)، الجحيم، الموت في رعاية الصليب الأحمر، وغيرها من الفصول..

4 ـ تل الزعتر: الشهيد والشاهد

كتاب من إعداد نساء تل الزعتر، بدأنَ بجمع شهاداتِهنّ وتجربتهنّ بدعمٍ من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وصدر الكتاب عن اللجنة التنفيذية والشؤون الثقافية في الاتحاد في نيسان (أبريل) 1977 في بيروت.

صدر الكتاب في 183 صفحة، ويتضمن شهادات حية لنساء المخيم، في مقدمتها شهادة والدة كاتب هذه السطور، مع ملحق الأهازيج الفلسطينية الخاصة بتل الزعتر، بالإضافة إلى ملحق للصور من مراحل الحصار والتهجير.

5 ـ يوميات طبيب في تل الزعتر

كان في مخيم تل الزعتر طبيبان فلسطينيان، هما يوسف عراقي وعبد العزيز اللبدي.. أصدر كل منهما كتاباً. وقد استطاع الدكتور يوسف عراقي إصدار كتابه في عام 1977، وفيه يومياته كطبيب في 126 صفحة.

تناول فيها يومياته في ترتيب وإدارة العمل الإسعافي في المخيم، وسلط الضوء في تدهور الوضع الطبي والإنساني في الحصار. وأرفق الكتاب مع لوحات للفنان الفلسطيني توفيق عبد العال.

وقد أصدر الدكتور يوسف عراقي نسخة مُحدَّثة في فلسطين عام 2016.

6 ـ يا وَحدَنا.. أوراق تل الزعتر

هذا الكتاب الذي ألَّفه الدكتور عبد العزيز اللبدي، صدر عن الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية في 163 صفحة. روى فيها اللبدي مذكراته الشخصية المندمجة بالتجربة الإسعافية والإنسانية في المخيم.

وتزين الكتاب برسومات خاصة للفنانة التشكيلية تمام الأكحل التي تحدثت في مذكراتها عن رسوم تل الزعتر وكيف أن زوجها الفنان إسماعيل شموط كان "يرسم ويشهق"!.

7 ـ حكايتي مع تل الزعتر

هو أيضاً كتاب للدكتور عبد العزيز اللبدي، الذي أصدرته دار منشورات ضفاف عام 2016 في بيروت في الذكرى الأربعين لسقوط المخيم. وهو قراءة ثانية مُتأنّية وموسَّعة لما جرى، فيه جزء من كتاب "يا وحدنا" المذكور أعلاه عن وقائع الحصار.

يقع الكتاب في 348 صفحة، بالإضافة إلى الملاحق والفهارس والصور، ويتحدث فيه أيضاً عن تجربته الشخصية بالعمل الوطني عموماً وتل الزعتر خصوصاً.

8 ـ تل الزعتر.. ذاكرة فلسطينية خالدة

صدر هذا الكتاب عن دار الندى في بيروت للناشط والكاتب حسين فارس عام 2007، في 288 صفحة، ويُعدُّ كتاباً توثيقياً استفاد من ذاكرة المؤلف وذاكرة الأحياء من أهالي تل الزعتر، ومن علاقات المؤلف بالأهالي، ومما توفّر لديه من كتب سابقة ووثائق عن يوميات المخيم. وأرشيف الجرائد والمجلات التي كانت تصدر خلال أحداث حرب السنتين. وقائمة طويلة بأسماء الشهداء مفروزين حسب فصائلهم بالإضافة إلى الشهداء المدنيين.

9 ـ مخيم تل الزعتر.. وقائع الذاكرة المنسية

صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في الدوحة نهاية العام الماضي، في كانون الأول (ديسمبر) 2022، ويقع في 463 صفحة. بذل فيها الكاتب جهداً بحثياً كبيراً، واطّلاعاً على مصادر نادرة مكتوبة ومرئية، ومقابلات مطولة. فخرج كتاباً أكاديمياً محكّماً.

يقرأ الكتابُ معركة تل الزعتر ضمن بيئتها الإقليمية وأهمية المعركة في الصراع القائم في تلك المدّة. وأثر المعركة الحاسمة فيه على مسار الحرب اللبنانية. ويتابع الكاتب قضايا أهالي الزعتر بعد سقوط المخيم.

يأخذ البعض على الكاتب أنه ليس من أبناء المخيم، وبالتالي لم تنطبع في ذاكرته أحياء المخيم ولا يعرف خريطته الداخلية، كما هو الحال مع باقي الكتب. غير أن هذا لا يُعيبُه في القيمة العلمية ووجود الخرائط التفصيلية التي يحتاجها.

هذه باختصار أهم الكتب التي ننصح بقراءتها لنعرف أكثر عن المخيم ويوميات حصاره ووقائع مجزرته، والظروف السياسية المحيطة بالمجزرة. علماً أن بعض الكتب لم ننشرها كونها أقرب للرواية من التوثيق.

المصدر: العربي 21