القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

حتى لا تقع النكبة الثانية

حتى لا تقع النكبة الثانية

رشيد حسن

الأوطان لا تستجدى ، والحرية لا تعطى ، بل تنتزع انتزاعا، ثمنها الدم المهراق الذي يروي الارض المغلولة، حتى يزهر الربيع ، فالمجتمع الدولي لم ولن ينصف الشعب الفلسطيني، فلقد جربناه على مدى "64” عاما، ما دام الغرب وأميركا حلفاء لاسرائيل، والعدو الصهيوني لن يرتدع الا بالقوة، فهي اللغة الوحيدة التي يعرفها ، ولا يعرف سواها.

مناسبة هذا الحديث ، خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة ، ودعوته المجتمع الدولي التدخل لمنع العدو من تنفيذ النكبة الثانية ،التي بدأت ترتسم نذرها في الارض الفلسطينية ..استيطانا وتهويدا . لقد عرى الرئيس الفلسطيني العدو الصهيوني العنصري، وكشف للعالم كله أساليب هذا الفاشي في الاستيلاء على الارض ، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، حتى بات يحاصر البر والبحر والسماء ، ويمنع الماء والهواء، ويقتل الحياة على الارض الفلسطينية " اجتث أكثر من مليون شجرة زيتون”، مصرا على نفي الشعب الفلسطيني في اربع أصقاع الارض. لن يستطيع هذا المجتمع ، ما دام في معظمه يدور في الفلك الأميركي، وما دامت معظم الدول الاوروبية متواطئة مع العدو ، أن يوقف النكبة الجديدة، بعد مصادرة أكثر من 60% من اراضي الضفة الغربية ، و87% من اراضي القدس، واقامة "144” مستعمرة تضم أكثر من نصف مليون صهيوني ، وطمس معالم القدس العربية الاسلامية ، والعمل على تهويد الأقصى.. وأن الوحيد القادر على وقف هذه النكبة الجديدة هو الشعب الفلسطيني ، بتفجير المقاومة من جديد، ووضع العدو وحلفائه ، وخاصة واشنطن، والأنظمة العربية امام الحقيقة التي طالما حاولت أن تنساها أو تتناساها. لن يستطيع العدو الصهيوني أن ينعم بالأمن والاستقرار، ما دام الشعب الفلسطيني أسيرا مكبلا في وطنه، مشردا في أربع أصقاع الارض... فهذا الشعب الذي لم ينس النكبة الأولى، وبقي مصرا على الاحتفاظ بالذاكرة ، التي لا تمحى، يورثها السلف للخلف ، كما يورث مفاتيح البيوت، وفجر ثورة 65، وقبلها ثورة 36، وأفشل كافة مشاريع الانصهار والتذويب والوطن البديل .. هذا الشعب الذي لم ترهبه دبابات العدو ، والجوع والحصار ، والتعذيب في السجون والمعتقلات الاسرائيلية، ففجر انتفاضة الحجارة وانتفاضة الاقصى، وذكر العدو بمعادلة الدم بالدم ، هذا الشعب لن يتأخر فجره، ، وسيفاجئ العالم بالربيع الفلسطيني. كنا نتمنى لو أن الرئيس الفلسطيني وضع النقاط على الحروف، وهو يتحدث عن النكبة الاولى،ليؤكد أن الشعب الفلسطيني كله متمسك بحق العودة الى وطنه الى يافا وعكا وحيفا ، وكافة القرى التي تمت ازالتها من الوجود لاقامة المستعمرات الصهيونية ، وان لا حل حقيقيا الا بتنفيذ حق العودة بموجب القرار 194 ، فهو حق غير قابل للتفاوض، ولا يسقط بالتقادم. لماذا لم يتعرض صراحة الى الدور الاميركي ، المعادي للشعب الفلسطيني، وحقه في اقامة الدولة وحقه في العودة، والى الدور الاوروبي المتواطئ مع العدو ، وكلا الدورين يشكلان انتهاكا صريحا للقانون الدولي ولشرعة حقوق الانسان، لانهما يدعمان الاحتلال البغيض.

باختصار.... الرئيس الفلسطيني أسقط القناع عن وجه العدو العنصري أمام العالم أجمع ، وكنا نأمل بعد ادانته هذه، ان يعلن الغاء "اوسلو” وكافة الاتفاقات ، لان العدو لم يلتزم بها على مدى "19” عاما ، وجعل منها حصان طروادة للاستيطان والتهويد، ويعلن انطلاقة المقاومة الشعبية ، واضعا العالم كله ،وخاصة الدول الشقيقة امام مسؤولياتها ، في دعم المقاومة ،وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني .

المصدر: جريدة الدستور الأردنية