حديث "الأونروا"
بنكهة فلسطينية
بقلم: محمد أبو ليلى *
منذ الصغر ونحن نعايش
إسم "الأونروا" في كلّ تفاصيل حياتنا، في دراستنا ومرضنا، في طعامنا وشرابنا،
وفي كل شيء.
ففي أزقة المخيم تنادي
الأم لطفلها "تعال إشرب الحليب ولا!.
فيردّ الطفل: إذا من
حليب الأونروا ما بدي.. مش طيب"! وفي مكان آخر تقول الأم لابنها "ولك روح
اتحكم يمّا شوف وجهك كيف صاير. فيرد ابنها قائلاً: يمّا اسا اذا روحت على عيادة الأونروا
رح يعطيني بنادول وبحسسك انه دافع من جيبة أبو".
وعند استلام الإعاشة
وجهٌ ضاحكٌ آخر، تستلم الأرز والسكر والطحين قديماً والزيت.. يقولون "بتفتح السكر
مسوّس، بتفتح الرز مسوّس، بتفتح الطحين مسوّس، شو هاي الأونروا المسوسة كل شي عندها
مسوّس!
وفي الشتاء وإذا طافت
شوارع المخيم تخرج الأمهات من بيوتهنّ بينما يسبح الأطفال ويمرحون في المياه.. ترفع
الأمهات أيديهنّ إلى الأعلى ويقلن "الله لا يوفق الأونروا على هيك طرقات وبهدلة.."!
أما في التعليم، يصارح
الأب ابنه "يابا أنا للصراحة مش قادر أعلمك برا.. بعينك الله على مدارس الأونروا
صح في بالصف 40 طالب بس شو بدي أساوي مش غادر"...
ولختايرة المخيم حديثهم
الخاص وخاصة عندما يسردون خروجهم من فلسطين فيقولون "لما طلعنا من فلسطين حطّونا
بخيم وبعد فترة طويلة صار يوزعولنا مساعدات مثل سردين وطحين وحليب وكنا نوقّف بالدور
عشان نحصل على مساعدات هاي الوكالة يلي اسمها الأونروا".
حتى الوثائق لها نصيبٌ
من الأونروا ومنها بطاقة الطبابة فيقول أحدهم "يا زلمي شو هادا كرت الاعاشة يلي
عمليتو الأونروا عرض 15 متر وطول 7 أمتار يا زلمي كيف الواحد بده يحمله هادا".
هذا ما كان يحكى في
المخيم عن "الأونروا
يتبع...
* باحث فلسطيني
والمدير التنفيذي لمؤسسة جذور للتراث الفلسطيني