القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

حرق الأوراق الفتحاوية يهدّد أمن المخيمات

حرق الأوراق الفتحاوية يهدّد أمن المخيمات

بقلم: قاسم قاسم

مع اقتراب المؤتمر السابع لحركة فتح، الذي يفترض أن يدعو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقده في أيلول المقبل، «سيتبدد الهدوء الذي عاشته المخيمات في الفترة الماضية، وستبدأ الصراعات الفتحاوية الداخلية بالانعكاس أمنياً على المخيمات». هذا ما توقعه كثيرون من مسؤولي الفصائل الفلسطينية في الأسابيع الماضية.

واستباقاً لأي حدث أمني، تكثفت اللقاءات بين مسؤولي الفصائل وقيادات فتح، وكانت الرسالة التي وصلت إلى قيادات الحركة واضحة: «يجب عدم انعكاس الخلافات الفتحاوية الداخلية بين أنصار (القيادي المفصول من فتح محمد) دحلان وأبو مازن على أمن المخيمات»، بحسب أحد مسؤولي فصائل تحالف القوى الفلسطينية. لكن كل هذه الجهود والوعود التي رافقتها تبدّدت لحظة اغتيال القيادي الفتحاوي طلال البلاونة المعروف بـ«طلال الأردني» (المقرب من القيادي الفتحاوي محمود عيسى «اللينو») والخشية من ردّ الفعل على الاغتيال.

الهمّ الأكبر بالنسبة إلى مسؤولي فتح اليوم هو عدم السماح لأنصار دحلان بالتمدد في المخيمات. يلفت المصدر إلى أن «الصراع بين قيادات فتح استعر، وبدأ مسؤولو الحركة بإحراق أوراق بعضهم على الساحة اللبنانية»، مشيراً إلى الاشتباك الذي وقع قبل أسابيع من مقتل الأردني بين الأخير ومجموعة فادي صالح. ورغم ترويج الفتحاويين أن صالح حمساوي، بعدما تدخلت حماس والفصائل الإسلامية لوقف إطلاق النار، يشير مسؤولون في المخيم إلى أن والد صالح، العميد في الحركة أحمد صالح، مرشح لعضوية اللجنة المركزية لفتح ولخلافة صبحي أبو عرب على رأس الأمن الوطني! ويؤكّد مسؤول في حماس أن «فادي صالح استُدرج إلى الإشكال، والهدف كان إحراق ورقة والده أمام أبو مازن، بذريعة أنه لا يمكنه تولي هذه المسؤولية، بينما ابنه الحمساوي يطلق النار على الفتحاويين».

من جهتها، تجزم قيادات فتحاوية بأن دحلان بدأ بتحريك الساحة اللبنانية، وهي «الساحة الوحيدة بعد الضفة التي يمتلك أبو مازن حيثية فتحاوية فيها»، عبر «التنسيق مع عضو اللجنة المركزية سلطان أبو العينين لتوتير المخيمات»، خصوصاً أن الأخير «يعلم بنية عباس إزاحته من منصبه، لأنه وصل إليه بعد التنسيق مع دحلان، وتواصلهما لا يزال قائماً من تحت الطاولة».

الخشية من التوتير لا تنحصر في مخيمات الجنوب فقط. فما جرى في الشمال من توزيع بيانات باسم «أحرار المخيمات» تهاجم مسؤول الإقليم رفعت شناعة والسفير الفلسطيني أشرف دبور، تنبئ بوصول الخلافات إلى مخيم البداوي أيضاً. حتى الآن، هذه «الحركات» يمكن تحملها، لكن الخوف هو «من تكرار سيناريو اغتيال كمال مدحت (بعبوة ناسفة على مدخل مخيم المية ومية) الذي كان يعمل مع السفير السابق عباس زكي على تشكيل جبهة موحدة لإيصال الموالين لهم إلى اللجنة المركزية لفتح».

على المقلب الآخر، تنظر الفصائل بحذر إلى ما يجري على الساحة الفتحاوية. وتقول قيادات بارزة في حماس إن «ما يجري شأن داخلي فتحاوي، ولكن إذا انعكس الأمر سلباً على المخيمات، فسنتدخل مع باقي الفصائل لمنع تأزيم الوضع». تقول إحدى هذه القيادات حاسمة: «لن نسمح بوجود دحلاني في مخيماتنا. ربما نسقنا مع دحلان في غزة لزكزكة أبو مازن. لكن من الممنوع وجوده في مخيمات لبنان».

المصدر: الأخبار