القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

حق العودة.. يفرض نفسه في العالم الافتراضي

حق العودة.. يفرض نفسه في العالم الافتراضي

بقلم: سامي حمود

يعتقد العدو الصهيوني أن مرور الزمن على احتلاله لأرض فلسطين وطرد أهلها منها عامل مساعد لتثبيت أحقيته مقابل نسيان أهلها الأصليين حقهم فيها. إلاّ أن المعادلة كانت لمصلحة الفلسطينيين عندما أثبتوا أن حقهم في العودة إلى وطنهم يزيدهم تمسكاً وإيماناً بانتصار قضيتهم وحتمية عودتهم.

وبعد أن تجاوزت النكبة عمر 64سنة على التهجير واللجوء، نرى أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم يزيد ويكبر مع مرور تلك السنين، بل يتعداها إلى مرحلة العشق الذي لا ينفصل، هذا العشق المتمثل بشعار يُرفع على الدوام عنوانه «حق العودة».

هذا الحق الذي أصبح بمثابة المحرّك لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن اللجوء والشتات، ويجعل منهم حراكاً عالمياً تتعدد أشكاله وألوانه وتعابيره وفاعلياته حتى وصلت إلى العالم الافتراضي ودخلت صفحاته الإلكترونية وحضرت بقوة الحق المقدس والمسلوب وبقوه إيمان وعزيمة اللاجئين والإرادة التي لا تنكسر.

إن «حق العودة» تجاوز كل الحدود ولم تستطع جميع المحاولات الدولية والعربية والأميركية والصهيونية شطب هذا الحق وإلغاءه من قاموس اللاجئين الفلسطينيين، وذلك من خلال مشاريع مشبوهة عديدة كلها باءت بالفشل.

«حق العودة» يحتل مساحة كبيرة من الفضاء الإلكتروني الواسع والمتعدد في الاهتمامات والاتجاهات مثل مواقع (الفايسبوك والتويتر واليوتيوب)، حيث ينشط في دعم هذا الحق ونصرته شريحة كبيرة من الشباب الفلسطيني والعربي والإسلامي وحتى الغربي أيضاً، ليُصبح هذا النشاط بمثابة جهود إعلامية ذات ثقافة شعبية تفرض نفسها في واقع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. بل أحياناً يغلب هذا النوع الجديد من الإعلام الذي أُطلق عليه اسم «إعلام الشعوب» بعد نجاحه في إشعال الثورات العربية في عالمنا العربي، حيث كانت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي لها الفضل الكبير في هذا الإنجاز التاريخي المهم.

وفي ظل تلك الأجواء المشتعلة في العالم العربي والمشتعلة دائماً فلسطينياً، انطلق الشباب الفلسطيني بثورته التي أُطلق عليها اسم «ثورة اللاجئين الفلسطينيين» وأيضاً «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» التي من أهدافها الرئيسية المطالبة بحقهم في العودة، وذلك من خلال تنظيم مسيرات مليونيه لتحرير فلسطين. وبالفعل تسارعت الخطوات العملية وانتشرت الفكرة سريعاً وتضامن معها القريب والبعيد وأصبح 15أيار 2011 بمثابة الموعد التاريخي الذي يصنع مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني والمواجهة مع العدو الصهيوني ويؤسس لمشروع التحرير والعودة.

ورأينا حجم الصفحات والمواقع التي أُنشئت لهذا الغرض وحجم المعلومات التي تدفقت لتلك المواقع والجهود الكبيرة لشريحة مهمة من الشباب الفلسطيني والعربي والإسلامي والغربي في دعم مشروع «مسيرات العودة المليونية».

وقد تكللت تلك الجهود المهمة بمشهد تاريخي عظيم توّجته دماء الشهداء في مارون الراس اللبنانية والجولان السوري الملاصقين لفلسطين. وهذا يؤكد أن «حق العودة» أصبح بمثابة الروح لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وليس مجرد حلم يعيش على أطلاله، ولا فكرة ينسجها في خياله أو ينشرها في فضائه الإلكتروني لمجرد أنه يهوى الاحتراف والإبداع، ولكن لأن الفلسطيني يعشق أرضه ووطنه ومقدساته ويضحّي لأجلها.

وإذا أردنا أن نرصد أسماء تلك الصفحات وعناوينها، فإننا لا نستطيع بسبب عددها الكبير والمتزايد كل يوم، ولكن معظم تلك الصفحات يهتم بقضية حق العودة ونصرة القضية الفلسطينية وحقوقها الثابتة عموماً.

المصدر: مجلة العودة – العدد الـ58