القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

حكاية رفح

حكاية رفح


بقلم: وائل أبو محسن

هل تعلموا ما هي حكاية مدينة رفح، إنها مدينة فلسطينية تقع جنوب قطاع غزة، يحدها من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الجنوب شريط حدودي ممتد مع جمهورية مصر العربية، أما حدودها الشرقية فهي مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وحدودها الشمالية محافظة خان يونس.

رفح بوابة فلسطين الجنوبية على العالم الخارجي، فمنها دخل صلاح الدين محررًا لفلسطين، ومنها دخل الغزاة والمحتلون على مدار العصور، ومنها ستنطلق معركة التحرير لفلسطين بإذن الله.

يزيد عدد سكانها على 220 ألف نسمة، بها العديد من المخيمات مثل مخيم الشابورة ويبنا، وارتكب بحقها مجازر كثيرة، كان آخرها مجزرة يوم الجمعة 1/8/2014م، التي استشهد فيها أكثر من 150 مواطنًا خلال ساعات قليلة، وضعوا في ثلاجات حفظ الخضار كما في الاجتياح الصهيوني عام 2005م، ولم يتغير الواقع من وقتها.

تعاني رفح من نقص في أهم مقومات الحياة فيها، وهي عدم وجود مستشفى مركزي في المدينة، فعلى مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية من عمر انتفاضة الأقصى حدث في المدينة اجتياحات ومجازر عديدة كان حصيلتها الآلاف من الشهداء والجرحى.

أكثر ما كان يؤلم أهالي رفح هو فقدان أبنائهم الذين يصابون في اعتداءات الاحتلال بإصابات متوسطة، ولا يمكن إسعافهم على الفور، ولا يمكن نقلهم إلى المستشفيات سريعًا، إذ تعمد الاحتلال في الاجتياحات التي يقوم بها في قطاع غزة فصل رفح عن باقي المدن؛ كونها خط الإمداد الأول للقطاع من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، ما يؤثر على الوضع الصحي الكارثي في المدينة.

اعتمدت مدينة رفح على العيادات الصحية الموجودة في المدينة التي لا تعوض وجود مستشفى، فمع انطلاق انتفاضة الأقصى كانت المنطقة الشرقية برفح على موعد مع افتتاح عيادة لسكان المنطقة سميت عيادة الشهيد أبو يوسف النجار، حولت اضطراريًّا إلى مستشفى نتيجة الإصابات الكثيرة في بداية الانتفاضة.

لم يول أي من المسئولين أو وزراء الصحة في الحكومات المتعاقبة أي اهتمام لرفح ولوضعها الصحي؛ فمقارنة بمدن أخرى يوجد بها ثلاثة مستشفيات لم تعط الأهمية لتطوير مستشفى النجار وتوسيعه؛ ليصبح قادرًا على استيعاب احتياجات أكثر من 220 ألف نسمة.

ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى ستبقى رفح دون مستشفى يخدم أبناء المدينة مثلها مثل باقي مدن قطاع غزة؟!، ومتى سينظر إلى المدينة الحدودية التي تعد شريان القطاع ويوجد بها معبر رفح البري ومعبر كرم أبو سالم التجاري، وسابقًا الأنفاق الحدودية التجارية ومطار غزة الدولي؟!

في الختام نقول: إن حراكًا قد بدأ لبناء مجمع رفح الطبي، وبدأت مخططاته تطفو على السطح بعد اختيار قطعة أرض مناسبة وملائمة لمكان المجمع، لكن يبقى التمويل لهذا المشروع الكبير الذي بدوره لن يخدم الأجيال القادمة في رفح فقط بل في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة .

المصدر: فلسطين أون لاين