حكاية مخيم اليرموك تلعن كل
المتآمرين عليه
بقلم: عبد المجيد العوض
ماذا أتكلم عنك يا مخيم اليرموك؟
ماذا أتكلم عنك والدمع ينهمر من
العيون لما أصابك وما أحل بك؟
كيف سأتكلم عن مخيم فلسطيني، أول من
خذله زمرة من بني جلدته؟!
قصف ودمار، قنص وتهجير.. هذه حال
سوريا وأهلها، أما أن يموت أهلك وناسك جوعاً أمام الناس أجمعين فهذا ما لم نكن
نتوقعه!!
يا ترى هل يجوز الكلام بحضرة أناس لا
يجدون قطعة خبز تكسر جوعهم؟!
يا ترى هل يجوز الكلام بحضرة أم تنظر
إلى ابنها وهو يئن من الجوع؟!
بأي حال سأكتب عنك يا مخيم اليرموك،
وأطفالك الذين ينظرون إلى فلسطين بكل عين بريئة، قد جفت عروقهم من قلة الماء، أي
قلم سيخط معاناة طفل يقول لأبيه: " إني جائع يا أبتاه" أم أية صحيفة
ترضى أن يكتب فيها أن شاباً شنق نفسه بسبب عدم قدرته أن يجلب الطعام لإخوته الصغار.....هذه
حالنا وهذا مصابنا.
مخيم اليرموك، ذاك المخيم الذي يقع
في مدينة دمشق، هو محطة لنعبر من خلاله إلى فلسطين، شعبنا شعب أصيل، ما كان يوماً
من الأيام سبباً لزعزعة أمن واستقرار سوريا، همه فلسطين وكيف نربي أطفالنا على
حبها؟، بل كيف نوثق ما نسمعه من أجدادنا؟، لأجل هذا وجدنا هناك ولأجل هذا وجد مخيم
اليرموك.
حدثت الثورة السورية، كنا على الحياد..
أزمة داخلية.. شأن سوري.. فترة وتمضي.. هكذا قلنا لأن هدفنا وبوصلتنا الأولى
فلسطين فقط، لم نتدخل بشؤون الدول العربية ولن نتدخل، ولكن بعض من يتغنى بالأم
فلسطين، للأسف، جلب الدمار لشعب فلسطين، جلب الدمار لمخيم اليرموك، من خلال تدخله
في الشأن السوري إلى جانب طرف ضد آخر، تدخلاً ليس بالمواقف والخطابات بل بالأسلحة
والمعدات، ومن يومها واليرموك يئن من كل الجهات سواء من معارضة أم من نظام، ودخل
اليرموك في بحر من البيانات والخطابات والمبادرات، فترة بعد أخرى بيان يدعو للحل،
ومبادرة يتلوها بيان يدعو لسحب المسلحين، "وقضيناها بيانات وكذب، والشعب يقتل
داخل المخيم ويموت جوعاً.
وخلالها بدأ الحصار المحكم على مخيم
اليرموك، وبدأت الحكاية، شعب مسكين داخل مخيم يمنع من: الطعام والشراب، ولا يجوز
له أن يأكل إلا الرصاص، فصائل فلسطينية مخادعة وظالمة تلعب بدم الشعب الفلسطيني
لمصالح وعلاقات، قنص وقصف وتدمير يتعرض له الأهالي، شعب يقتل ولا يجد من يدفنه.
وبدأت الفصائل بالتحرك لكي تنهي أزمة
هذا المخيم، وكان آخر هذه التحركات المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا أن ينعقد اليوم
للإعلان عن التوصل إلى حل ولكنه ألغي ليدخل المخيم مرة جديدة في المجهول "وكل
ما صارت اللقمة بالتم بيقولونا فشلت المبادرة".
كيف فشلت؟ ولماذا فشلت؟، كل فصيل
يلقي لومه على الآخر ويبقى الشعب المسكين هو المحاصر المظلوم.
أكثر من ستة أشهر مضت على حصار مخيم
للفلسطينيين من قبل من يتغنون بفلسطين ويرفعون الشعارات من أجلها،هم أنفسهم الذي
يرفعون شعارات فلسطين يحاصرون شعبها، حتى يدفعهم الحصار إلى أكل القطط.
وأخيراً، لا يسعني إلا أن أوجه تحية
إجلال وإكبار لأهل مخيم اليرموك، وتحية ذل وعار لمن حاصرك يا مخيم اليرموك...
المصدر: رابطة الإعلاميين
الفلسطينيين