القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

حلّوا عن ظهر المخيمات

حلّوا عن ظهر المخيمات

في الوقت الذي يشكو فيه الفلسطينيون في لبنان من اتساع البطالة في صفوفهم، بسبب إجراءات منعهم من مزاولة العشرات من المهن والحرف، إلا بشروط مجحفة لا يمكن توفيرها.

وفي الوقت الذي يشكو فيه الفلسطينيون في لبنان، من وفاة أطفالهم الرضع عند أبواب المستشفيات، لعدم امتلاكهم ثمن فاتورة العلاج، وتمتنع وكالة الغوث عن معالجتهم، بدعوى عدم توفر الموازنات الضرورية.

وفي الوقت الذي يشكو فيه الفلسطينيون في لبنان من الاكتظاظ السكاني الخانق في المخيمات، بسبب تكاثرهم الطبيعي، وبقاء المخيمات عند حدودها كما أنشئت في العام 1948، وبسبب رفض الحكومات اللبنانية السماح لهم بتملك شقق سكنية في المدن اللبنانية.

وفي الوقت الذي يشكو فيه الفلسطينيون في لبنان من غياب البنية التحتية لتخدم المخيمات، من كهرباء وماء ومجارير ومكبات للنفايات. ما حول أحياء بكاملها في هذه المخيمات إلى «محميات» للقوارض والزواحف والهوام والأمراض السارية.

وفي الوقت الذي يشكو فيه الفلسطينيون في لبنان من تجاهل الدولة لكل هذه الهموم، وعجز الوكالة عن أداء واجباتها بالمستوى المطلوب، في هذا الوقت بالذات، يطل علينا سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، داعياً إلى تكرار مأساة نهر البارد، في باقي المخيمات من الشمال إلى الجنوب، بذريعة سحب سلاح الفلسطينيين.

نسي جعجع أن الفلسطينيين على استعداد للحوار مع الدولة اللبنانية لبحث قضية السلاح، ولقضايا المعيشة الحياتية الإنسانية والاجتماعية، وان الدولة اللبنانية هي التي تعطل هذا الحوار، وتتهرب منه حتى لا تقف أمام استحقاقات تقديم الخدمات للمخيمات، وحتى لا تقف أمام المعادلة التالية: الدولة هي المسؤولة عن المخيمات، ما دامت هذه المخيمات تحت سيادة الدولة اللبنانية.

نسي جعجع أن السلاح في المخيمات هو نتاج لحروب شنتها قوى عديدة (من بينها قواته) على هذه المخيمات، وان تنظيم هذا السلاح لا يمكن أن يتم إلا بتعاون الدولة اللبنانية نفسها، وهي التي تمتنع عن ذلك.

نسي. جعجع أن السلاح موجود في لبنان في كل مكان، بما في ذلك لدى جعجع وأنصاره، وان السيادة اللبنانية بما في ذلك سحب السلاح «غير الشرعي» لا تتجزأ.

مطلوب من جعجع أن يبقي المخيمات خارج التداول السياسي في زواريب القضية اللبنانية. فلا داعي لأن يزايد على عون من بوابة المخيمات، ولا داعي لأن يزايد على البطرك الراعي من بوابة المخيمات.

المخيمات خاضعة للسلطة اللبنانية، وهي لا تتردد على الإطلاق في تسليم أي مطلوب فلسطيني للدولة اللبنانية، بينما ما زال مئات بل آلاف المطلوبين اللبنانيين يسرحون ويمرحون تحت حماية بعض الزعامات التي يعرفها جعجع جيداً.

حلوا عن ظهر المخيمات.. وحلوا مشاكلكم، يا زعماء لبنان، بعيداً عن المتاجرة بالمخيمات.

المصدر: 194