حماس
تترقّب نتائج إيجابيّة لوقف إطلاق النّار
بقلم: عدنان
أبو عامر
أخيراً،
شهدت غزّة وقفاً لإطلاق النّار بين حركة "حماس" وإسرائيل بعد دعوة
مصريّة مساء 4/8، عقب مفاوضات أجرتها المخابرات المصريّة مع الوفد الفلسطينيّ.
وقال عضو
المكتب السياسيّ لـ"حماس" المشارك في مفاوضات القاهرة عزت الرّشق
لـ"المونيتور": "إنّ الحركة وافقت على دعوة مصر إلى وقف إطلاق
النّار 72 ساعة تبدأ السّاعة الثامنة من صباح 5/8، وبدء مفاوضات غير مباشرة حول
شروط التّهدئة، على أساس المطالب التي توافق عليها الوفد الفلسطينيّ، وسلّمها إلى
الجانب المصريّ".
موافقة
متأخّرة
وأبلغ
مسؤول مصريّ قريب من المفاوضات "المونيتور" أنّ "جهوداً علنيّة
وسريّة، سبقت الدعوة إلى وقف إطلاق النّار، ومورست ضغوط على مختلف الأطراف للوصول
إلى هذه المرحلة التي قد تشكّل وقفاً نهائيّاً للحرب الدّائرة، وقد لعبت الأمم
المتّحدة والإدارة الأميركيّة الدور في التّأثير على إسرائيل، ومارست قطر وتركيّا
نفوذهما على حماس. كما أنّ الميدان القتاليّ في غزّة اشتعل بصورة جنونيّة، ممّا
يعني أنّ البديل هو دخول الجانبين مرحلة جديدة من الفعل وردّ الفعل، ومواصلة سقوط
الضحايا".
وقال
نائب رئيس المكتب السياسيّ لـ"حماس" ورئيس الحكومة السّابق في غزّة
إسماعيل هنيّة في كلمة مساء 5/8: "إنّ حماس تعاملت مع التحرّكات السياسيّة
بمسؤوليّة عالية، وبالتّواصل مع قطر وتركيّا ومصر لوقف العدوان ورفع الحصار،
للاستثمار السياسيّ الأمثل، والتوصّل إلى خاتمة تليق بتضحيات شعبنا وأداء
مقاومتنا، وعدم تجاوز التضحيات التي قدّمتها غزّة. وما عجز العدو عن تحقيقه في
ميدان الحرب لن يحصل عليه في السياسة.
ولقد علم
"المونيتور" من مسئول مصري واكب المفاوضات أنّ "الإعلان عن وقف
إطلاق النّار سبقته لقاءات ماراتونيّة في القاهرة، جمعت المخابرات المصريّة بصورة
انفراديّة مع ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينيّة، ظهر 3/8 قبيل وصول وفد حماس من
الدّوحة. وفور وصوله، التقى مع مسؤولين مصريّين في اليوم نفسه، لكن الاجتماع
الأكثر جديّة كان مع مدير المخابرات العامّة المصريّة محمد التهامي ظهر 4/8، الذي
طلب من حماس وبقيّة الوفد الفلسطينيّ قبول المبادرة المصريّة دفعة واحدة، مع
تفهّمه لبعض تعديلاتهم".
وقال عضو
في الوفد الفلسطينيّ من خارج "حماس" شارك في لقاء التهامي في حديث
لـ"المونيتور": "الاجتماع لم يكن وديّاً ولا سيّئاً، بل محدّداً
بمطالب قدّمناها كوفد فلسطينيّ موحّد، لكن المصريّين بدوا مصرّين على وقف إطلاق
النّار من دون شروط مسبقة، مما تسبّب بحدّة في النّقاش مع وفد حماس. وفي النّهاية،
تمّ التّوافق".
وقد
تقدّمت الفصائل بورقة موحّدة من المطالب شملت فتح المعابر وإلغاء المناطق العازلة
التي فرضتها إسرائيل مع غزّة والإجراءات العقابيّة لسكّان الضفّة الغربيّة وإعادة
إعمار غزّة.
وقال
الرشق لـ"المونيتور": "إنّ الموقف الفلسطينيّ موحّد في اتّجاه
إنجاز اتّفاق مشرّف يحقّق مطالب الشعب بعد هذه التضحيات، ولن نسمح لإسرائيل
بالتهرّب من المسؤوليّة، ويجب أن يتضمّن أيّ اتّفاق نهائيّ لوقف إطلاق النّار كسرا
حقيقيّاً للحصار المفروض على غزّة ووقف للعدوان".
المعركة
مستمرّة
ولعلّ ما
يشير إلى جديّة المفاوضات الحاصلة في القاهرة حول وقف نهائيّ لإطلاق النّار مغادرة
وفدين من "حماس" و"الجهاد الإسلاميّ"، قطاع غزّة مساء 5/8 عبر
معبر رفح متّجهين إلى القاهرة، بعضويّة القياديّين خليل الحيّة وعماد العلمي عن
"حماس"، وخالد البطش عن "الجهاد الإسلاميّ"، بعد أن تعثّرت
مغادرتهم الجمعة الماضية 1/8، بسبب الوضع الأمنيّ بعد خرق إسرائيل للتّهدئة
الإنسانيّة.
لقد حصل
"المونيتور" على معلومات حصريّة من أحد أعضاء وفد حماس في القاهرة
مفادها أنّ "حماس لم تتشجّع بداية لوقف إطلاق النّار قبيل الاتّفاق على
تفاصيل المبادرة المصريّة، من دون تقديم إنجاز فوريّ للفلسطينيّين في غزّة، وفضّلت
إعلاناً للتهدئة الإنسانيّة بواسطة الأمم المتّحدة، ليبقي الميدان ضاغطاً على
إسرائيل، لكن إصرار مصر على مطلبها بوقف إطلاق النّار، وليس التّهدئة، مع إقناعها
لبقيّة أعضاء الوفد، بجانب تصعيد إسرائيل لقصفها الجويّ والبريّ وسقوط الضحايا
الفلسطينيّين بالمئات يوميّاً، اضطر "حماس" للموافقة على ذلك، بعد
التّشاور بين أروقتها القياديّة في الداخل والخارج".
وعلم
"المونيتور" من مصدر كبير في "حماس" في غزّة أنّها كانت تفضّل
"الانتظار لإصدار موقف فلسطينيّ موحّد من العرض المصريّ لوقف إطلاق النّار،
بعد أن صدرت مواقف فرديّة مساء 4/8 حول قرب التوصّل إلى وقف لإطلاق النّار خلال
الساعات المقبلة.
فيما جاء
موقف "حماس" متأخراً حتى ساعة مبكرة من فجر 5/8.
إنّ
"المونيتور" اقترب من غرفة التّفاوض في القاهرة بين المسؤولين المصريّين
والفلسطينيّين، وعلم من مسؤول في وفد منظّمة التحرير أنّ "الخيارات التي طرحت
في المفاوضات ضيّقة، وحماس ليس لديها المزيد من الوقت لرفض مبادرة مصر التي قد
نتوافق على تعديلاتها".
لذلك،
أصدرت كتائب القسّام مساء 5/8، بياناً جاء فيه: "أنّ فصول المعركة مستمرّة،
ولن تنتهي حتى تحقيق مطالب شعبنا العادلة، وهي تتعامل مع وقف إطلاق النّار كمرحلة
موقّتة، وسلوك العدو يحدّد سير المعركة ومآلاتها، وتوجّهاتنا في الأيّام المقبلة
مرهونة بتحقيق تطلّعات شعبنا التي لا مجال لتجاوزها".
وطلب
"المونيتور" من مسؤول في "حماس" بالخارج تفسيراً لهذا البيان،
فقال: "يأتي بيان القسّام للتحذير من تخوّفات تسري في الشارع الفلسطينيّ بعدم
توافر رغبة دوليّة وإقليميّة عاجلة للقيام بذلك، لمعاقبة حماس والفلسطينيّين على
الصمود في الحرب، وهو سيناريو مكلّف تحاول الحركة التعامل معه".
أضاف:
"إنّ الجمهور الفلسطينيّ قدّم صموداً أسطوريّاً مع المقاومة خلال أيّام
الحرب، ويتوقّع منا، ويستحق ذلك، تعويضه عمّا فقد من شهداء وجرحى ومنازل، بما
رفعناه من مطالب عادلة تتمثّل برفع الحصار. وإنّ الحركة تبذل جهوداً مع الجميع
للإسراع في ذلك، لكنّها ليست لوحدها، فهناك وفد فلسطينيّ موحّد يتحمّل بصورة
جماعيّة تحقيق هذه المطالب، وليست حماس وحدها. وإذا حصل أيّ تباطؤ في تحقيق المطالب
التي رفعناها، فنحن لم نضع سلاحنا بعد".
المصدر: المونيتور