«حماس» تعيد تموضعها: انفتاح
على مصر وزيارة لإيران
بقلم: قاسم قصير
تنشط قيادة حركة «حماس» منذ أسابيع من أجل
مواجهة الحصار السياسي والمالي الذي تواجهه، وخصوصا في قطاع غزة، والذي أدى الى التضييق
على أنصار الحركة وكوادرها ومؤسساتها.
وفي هذا الإطار، تنشط الحركة لتعزيز التواصل
مع مصر وايران وروسيا، مع الاستمرار في محاولة إبقاء الأبواب المفتوحة مع دول الخليج،
ولا سيما السعودية، والحفاظ على العلاقات مع السودان وقطر وتركيا.
وكان وفد قيادي للحركة قد زار مصر قبل أسابيع
وذلك لمواجهة «الحملة التي أطلقتها السلطات المصرية ضد الحركة» من خلال اتهامها بدعم
العمليات الإرهابية التي حصلت في مصر، وللبحث في كيفية تخفيف الحصار عن قطاع غزة. وقد
حرص قياديو الحركة على طمأنة المسؤولين المصريين بأن الحركة ضد أي عمل إرهابي يستهدف
مصر وأمنها، وأعربوا عن استعداد حركة «حماس» للتعاون مع السلطات المصرية لحماية أمن
سيناء ومنع تسلل أية مجموعات إرهابية من قطاع غزة، ودعوا الى الفصل بين مواقف «حماس»
ومواقف «الإخوان المسلمين».
وبعد زيارة الوفد أصدر عضو المكتب السياسي
للحركة الدكتور خليل الحية، بيانا أكد فيه تقدير الحركة لدور مصر التاريخي تجاه قضايا
الأمة والقضية الفلسطينية خاصة، مشددا على عمق العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعب
المصري «الذي قدم التضحيات والشهداء في سبيل القضية الفلسطينية المقدسة».
كما أعرب الوفد عن حرصه على استقرار مصر
وأمنها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ورفض المساس بالأمن القومي المصري، وعدم السماح
بأي حال أن ينطلق من غزة ما يضر بأمن مصر وشعبها، والتشديد على حماية الحدود بين قطاع
غزة ومصر.
كما أكدت «حماس» رفضها لسياسة الاغتيالات
السياسية كافة وإدانة اغتيال النائب العام المصري هشام بركات وكل حوادث الاغتيالات
السياسية التي حدثت في مصر.
وفي الوقت نفسه، كان وفد من قيادة الحركة
يزور ايران ويسعى الى إعادة تعزيز العلاقة معها والحصول على دعم مالي لمؤسساتها بعد
تراجع هذا الدعم في السنوات الأخيرة.
وقبل أيام عقد رئيس المكتب السياسي للحركة
خالد مشعل ووفد من قيادة الحركة، لقاء في العاصمة القطرية الدوحة مع نائب وزير الخارجية
الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي يشغل منصب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط
ودول أفريقيا.
في هذا الوقت، تعمدت «حماس» عدم إصدار أي
موقف من القرارات التي اتخذتها الدول الخليجية وبعض الدول العربية على صعيد اتهام
«حزب الله» بالإرهاب، وذلك حرصا على العلاقة القوية التي تربط الحركة بقطر والسعي لإعادة
العلاقة مع السعودية والتي شهدت بعض الجمود في المرحلة الاخيرة.
ويبدو أن الحركة تمر في مرحلة حرجة من خلال
سعيها للتوفيق بين موقعها في السلطة في قطاع غزة ودورها المقاوم وعلاقاتها التاريخية
مع «حزب الله» و«الإخوان المسلمين» وايران، وقد تكون الحركة مضطرة للتضحية إما بدورها
في السلطة أو بموقعها المقاوم أو بارتباطاتها التاريخية والايديولوجية.. وتلك مهمة
ليست بالسهلة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
المصدر: السفير