القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

حماس تفاجئ الاحتلال وتربكه عسكرياً وسياسياً

حماس تفاجئ الاحتلال وتربكه عسكرياً وسياسياً

بقلم: رأفت مرة

بعد مرور 48 ساعة على بدء معركة "انتفاضة القدس" التي أعلنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رداً على الاعتداءات الصهيونية المتلاحقة على الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وغزة، يبدو لنا من خلال قراءة المشهدين السياسي والعسكري، أن حركة حماس حقّقت إنجازات نوعية على هذين المستويين، وهو ما يصبّ في النهاية في المصلحة الاستراتيجية الفلسطينية.

ويمكن تلخيص واقع حركة حماس في الـ48 ساعة الماضية كالآتي:

1- قرار واضح بالمواجهة وخوض المعركة بقوة.

2- التأكيد على الدفاع عن مصالح الفلسطينيين.

3- المباشرة بنقل المعركة إلى قلب الكيان الصهيوني وخلق أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية في داخله.

4- إسقاط نظرية الدفاع والأمن والتفوّق الأمني "الإسرائيلي".

5- كثافة الردّ على العدوان "الإسرائيلي" سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، لنزع عناصر القوة من الاحتلال، وإفراغ العدوان من أهدافه، وخلق تصدّعات في تركيبته.

ويلاحظ أنه لتحقيق هذه الأهداف بدأت حماس هجومها بشكل كاسح، وكان أول الإنجازات توسيع دائرة المواجهة والردّ من منطق القوة، لإسقاط أي اعتقاد لدى الاحتلال بأن حماس ضعيفة ومأزومة.

لذلك بدأت حماس بإنزال أوراقها على مسرح المواجهة واحدة تلو الأخرى على الشكل الآتي:

1- كثافة الرد الصاروخي وتوسيع دائرته، أكثر من 300 صاروخ، وجبة واحدة منها فقط كانت 80 صاروخاً.

2- ضرب عمق الكيان بشكل مباشر وأهم تجمعاته السكانية والاقتصادية في تل الربيع (تل أبيب)، وحيفا والخضيرة وكفرسابا والقدس.

3- قيام قوة من "الكوماندوز" البحري في "كتائب القسام" باقتحام قاعدة "زيكيم" العسكرية قرب عسقلان ومهاجمتها من البحر بعد إمطارها بالصواريخ، ما يدلّ على جرأة "كتائب القسام" وإقدامها وامتلاكها المبادرة.

4- تفجير عدة أنفاق تحت أقدام الاحتلال، أهمها معبر كرم أبو سالم.

5- الكشف عن صواريخ جديدة مثل "R160" و"G80" ذات المدى البعيد.

إضافة إلى ذلك، فقد نجحت حماس في تقديم أهدافها السياسية وتحديدها بدقة، مثل وقف الاعتداءات "الإسرائيلية" والإفراج عن أسرى عملية "وفاء الأحرار".

كما نجحت حماس في تقديم مشهد قيادي رائع من خلال إدارة المعركة وتوجيه الرأي العام والتنسيق بين الأعمال السياسية والجهادية والإعلامية.

وأوضحت أهدافها للرأي العام الفلسطيني، ومارست حرباً نفسية ضدّ المجتمع الصهيوني من خلال بثّ الكثير من التسجيلات والفيديوهات والصور والرسائل.

في المقابل؛ ظهر الإرباك على المشهد السياسي "الإسرائيلي"، فالحكومة "الإسرائيلية" لم تحدّد أهداف العدوان، وكرّرت عبارات قديمة مثل "توفير الأمن في الجنوب"، وظلّت الغارات تستهدف في غالبيتها المدنيين الفلسطينيين والمؤسسات والأراضي الزراعية.

الخلاصة؛ إن حماس نجحت في إدارة المعركة بامتياز، وسيطرت على المشهد، وزاوجت في الأوراق والأدوار، بينما ظلّ المشهد "الإسرائيلي" مأزوماً وعاجزاً ومتردداً، ليصحّ القول إن قرار حماس بالمواجهة هو قرار قديم وثابت، وإنها لم تخسر الوقت في الإعداد.