رافت مرة/ كاتب فلسطيني
منذ يوم السبت 29 تموز / يوليو إلى صباح اليوم الخميس 3 آب / أغسطس، حركت حركة حماس جميع اجهزتها السياسية والميدانية لتطويق الاشتباك المؤلم في مخيم عين الحلوة، ووقف اطلاق النار ، وحماية المخيم .
بذلت قيادة حركة حماس على مستوى رئيسها الاخ المجاهد ابو العبد هنية وقيادة الحركة في لبنان ، جهودا مكثفة من أجل حقن الدماء ووقف الاقتتال.
منذ اللحظات الأولى وضعت قيادة الحركة في لبنان القيادة المركزية في أجواء الاشتباك واستشعرت الخطر ، فتحرك الاخ ابو العبد هنية وهو لا زال في مصر لحضور الحوار الوطني .. ومن هناك ومباشرة تحدث مع كل قيادات حركة فتح والسلطة الفلسطينية المتواجدة هناك ، طالبا وقف اطلاق النار والمحافظة على الامن والاستقرار.
بالتزامن ، كانت قيادة حركة حماس في لبنان على المستوى المركزي والسياسي والمناطقي، تبذل جهودا مكثفة مع الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية والاحزاب اللبنانية وقيادة الجيش والفاعليات الصيداوية ، من أجل وقف الفتنة ومنع الاقتتال.
وبعد مماطلة كبيرة ومكشوفة وعبثية من احد أطراف الاشتباك في اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في بيروت ، وقف ممثل حركة حماس في لبنان ابو ياسر احمد وممثل عصبة الأنصار وأعلنا انسحابهما من الاجتماع احتجاجا على المراوغة المعيبة ، وقالا : (( نحن ذاهبان إلى مخيم عين الحلوة ومن أراد وقف اطلاق النار فليحق بنا )).
ليل الثلاثاء الاربعاء ، نجحت القوى الفلسطينية واللبنانية في فرض وقف اطلاق النار ، وبدأت الحياة تعود تدريجا..مع خروقات واضحة.
ليل الخميس ، فوجئ الفلسطينيون واللبنانيون بعدوان جديد غادر ، من طرف معني ، ما أدى إلى اشتعال الموقف مجددا.
في منتصف الليل ، حركت حركة حماس محركاتها مجددا ، وأجرى الاخ المجاهد ابو العبد هنية اتصالات بدولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، وبعث رسالة عاجلة لسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ثم تحدث صباحا مع دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ،كما مع سفير فلسطين اشرف دبور .
خلال كل هذه التحركات تنطلق حماس من موقف سياسي ووطني واخلاقي وانساني.
فهي تتمسك بالأمن والاستقرار ورفض العنف وعدم الاحتكام للسلاح في الخلافات الداخلية.
وتولي حماس اهمية استراتيجية للوجود الفلسطيني في لبنان في مسار العمل من أجل القضية الفلسطينية، وصمود المجتمع وتعافيه.. كما لأهمية مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في مشروع المقاومة والوحدة الوطنية وأهمية مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في الاطر والمؤسسات الفلسطينية، والمحافظة على المخيمات وحق العودة.
وتعتبر حماس ان من واجبها المحافظة على الوجود الفلسطيني في لبنان وعلى المخيمات والتجمعات ،وتحذر من استغلال الظروف الدولية لتنفيذ مخططات تستهدف تغيير الواقع السياسي او الاجتماعي للوجود الفلسطيني في لبنان..
وحذرت حركة حماس مرارا من مشاريع امنية مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى تدمير المجتمع الفلسطيني في لبنان واضعافه ، في حين يحاول الاحتلال ضرب قلعة المقاومة في غزة ، واستهداف الضفة الغربية والقدس وتعزيز الاستيطان ،في ظل حكومة صهيونية ارهابية تعمل على تصفية عناوين القضية الفلسطينية.
تريد حماس من خلال جهدها السياسي تجاه جميع القوى والاحزاب الفلسطينية واللبنانية، تثبيت وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة وحل المشاكل من داخل البيت الفلسطيني، كما تنبه حماس إلى خطورة تعمد طرف فلسطيني استهداف المجتمع اللبناني وتوجيه الرشاشات نحو مدينة صيدا، وتعطل الحياة في المدينة ، وهو ما يخرب العلاقات الفلسطينية اللبنانية.. كما ما لهذا الاقتتال من نتائج خطرة على الداخل اللبناني والمقاومة في لبنان.
سوف تواصل حماس جهودها باندفاع وحرص وحكمة ، من أجل منع تدمير مخيم عين الحلوة..وهي إلى جانب قوى مخلصة كثيرة..عينها على فلسطين والانسان..