حماس حركة إسلامية وجهتها فلسطين
مصطفى الصواف
بتّ اليوم أكثر قناعة أن من يقف وراء
حملة التحريض على قطاع غزة وحركة حماس والمقاومة في فلسطين ليس الإعلام المصري
وحده بل من يغذي ويوجه هذا الإعلام هو جهاز الدولة الرسمي سواء كان امنيا أو
سياسيا وهذا الإعلام ما كان له أن يستمر بهذه الحملة الشعواء من الأكاذيب والتضليل
والتحريض لولا التوجيه والموافقة من قبل الحكام الجدد حتى بات السفير المصري في
رام يردد ما يردده الإعلام المصري بل ويشارك في نشر بعض الأكاذيب التي تزوده بها
أجهزة امن السلطة في رام الله.
إذا كان يعتقد صناع السياسة الجدد في
مصر أنهم بهذه التصرفات وهذه الحملة من الافتراءات والأكاذيب والتهديدات المبطنة
يمكن أن تخيف الشعب الفلسطيني ومقاومته فأعتقد عليهم أن يتعلموا من تجربة المخلوع
مبارك ومن وزير مخابراته السابق عمر سليمان والذي مارس أبشع مما تمارسه هذه
الأجهزة اليوم حتى أنه توجه إلى (إسرائيل) يوما مطالبا إياها بالعمل على القضاء
على حماس والمقاومة بعدوان واسع حتى خرجت وزيرة خارجية الاحتلال عام 2008 وأعلنت
الحرب على غزة من قبل القاهرة وبحضرة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط دون أن يتمعر
وجهه خجلا أو يبدي امتعاضا من تصرفتها.
واليوم يتعامل الحكام الجدد لمصر بعد
انقلاب الثالث من يونيو مع قطاع غزة بأسلوب اقل ما يقال أنه غير إنساني وأسلوب
همجي أشبه ما يكون بالبلطجة ولي الذراع والضغط الاقتصادي والسياسي وربط كراهيتهم
للإخوان بفلسطين وحركة حماس ويعكسون الأمر على قطاع غزة في حالة من خلط الأوراق
لتصدير أزمتهم الداخلية وفشلهم على تدخل أطراف خارجية ويتهمون حماس بالتدخل ف
بالشأن المصري دون أي دليل أو بينة واضحة وحتى عندما تحدثوا عن أسماء ذكروا منهم
المعتقل منذ عشرات السنوات والمحكوم بعشرات المؤبدات في سجون الاحتلال أو شهداء
ارتقوا بعمليات استهداف من قبل الاحتلال أيضا، إضافة إلى جملة من الأكاذيب
والافتراءات التي لا يصدقها عقل طفل فلسطيني أو مبتدئ في علم السياسة في عالمنا
العربي.
إذا كان الحكام الجدد ومن يقدم لهم
الإرشادات والسيناريوهات لكيفية التعامل مع قطاع غزة والمقاومة وحركة حماس يعتقدون
أن ذلك سيركع الفلسطينيين فهذا أمر قلنا انه مجرب وعندما حاول مبارك حشر قطاع غزة
وشدد الحصار عليه كما يجري اليوم كان الانفجار في وجه الإجراءات اللاإنسانية التي
اتخذها في ذلك الوقت، والسؤال هل يريد الحكام الجدد أن يحدث انفجار شعبي تجاه
الحدود مع مصر؟ أم يريدون أن يموت شعب قطاع غزة جوعا؟، في كلا الأمرين هناك قاعدة
تقول إذا كان الموت لا محالة فلن يكون جوعا، وعلى حكام مصر أن يتعلموا من التجارب
الماضية ويتعلموا من التاريخ وان يعيدوا فمهم للفلسطينيين ولقطاع غزة.
أما إذا كان هؤلاء الحكام ومن يخطط
لهم ويوحي إليهم يعتقدون أن زيادة الضغط على القطاع يمكن أن يجعل من الحكومة وحركة
حماس تغيير من عقيدتها وتتخلى عن مبادئها وثوابتها فهذا دونه الموت، فحركة حماس
حركة إسلامية منهجها إسلامي وعقيدتها إسلامية ووجهتها فلسطين ولن تكون غير ذلك
وارتباطها بالحركات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين هو ارتباط في
المنهج والعقيدة والدين كل في مكان تواجده دون أي تدخل في خصوصية البلد أو في
الشأن السياسي حال التوافق أو الخلاف، ومنهج حماس أنها حركة تحرر وطني تنتهج
الإسلام منهجا وعقيدة وتعتبر فلسطين كل فلسطين هي ارض وقف إسلامي وجماعة الإخوان
تعتبر فلسطين كل فلسطين هي ارض وقف إسلامي وان مسئولية تحريرها هي مسئولية عربية
إسلامية.
على الحكام الجدد في مصر أن يلتفتوا
إلى قضاياهم الداخلية ولا يعملوا على خلط الأوراق وأن لا يصدروا أزمتهم تجاه الشعب
الفلسطيني وقطاع غزة تحديدا، أن يتوقفوا عن شيطنة غزة والمقاومة كوسيلة لشيطنة
جماعة الإخوان المسلمين وأن يعيدوا حسابات موقفهم مرة أخرى مع القطاع وان يبنوا
علاقاتهم على أساس التعاون وحسن الجوار وألا يتدخلوا في الشأن الداخلي لفلسطين وأن
يحترموا رغبة الشعب الفلسطيني كما يحترم الشعب الفلسطيني رغبة الشعب المصري ولا
يتدخل في الشأن الداخلي.
لسنا كفلسطينيين معنيين بالفوضى في
مصر ولا نتمنى أن يكون في مصر فوضى أو صراع وما نريده أن تبقى مصر قوية عزيزة
موحدة لأن قوتها هو قوة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، فهل سيفهم الحكام
الجدد هذا الأمر ويدركوا حقيقة الموقف في قطاع غزة حكومة وحركة وشعب.