القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

«حماس» في الذكرى الـ24 لانطلاقتها: تحدي المزاوجة بين المقاومة والحكم

«حماس» في الذكرى الـ24 لانطلاقتها: تحدي المزاوجة بين المقاومة والحكم

بقلم: ضياء الكحلوت

طورت «حماس» نفسها سريعا في الميدان السياسي والعسكري والاجتماعي، وحافظت على تماسكها رغم كثرة الاشكاليات التي عصفت بوجه وحدتها الداخلية، وأفشلت مخطط تركيعها وجلبها لمربع التنازلات السياسية بعد حصار غزة والعدوان عليها.

قدرة «حماس» على التكيف مع المحيط الأسوأ والأصعب في كل الظروف لم يرحمها من انتقادات وجهت إلى إدارتها الحكومية في قطاع غزة، إذ أن حكومتها لم تستطع تنفيذ التنمية المطلوبة التي وعدت بها.

أما «حماس» التي تحتفل بذكرى انطلاقتها الرابعة والعشرين اليوم في أجواء صعود الإسلام السياسي ومعسكر «الإخوان المسلمين» في الدول العربية ترى في نفسها المستفيد الأكبر من التغيرات، لأنها تراهن على الشارع الذي تقول إنه معها قلباً وقالباً. وأكد عضو المكتب السياسي لـ«حماس» محمود الزهار، أن حركته اقنعت شريحة واسعة من الناس في الداخل والخارج بأهدافها وبياض يديها وما تشهده الحركة حالياً من التفاف واسع حولها وحول خيارها دليل على ذلك.

وشدد الزهار في تصريح خاص لـ«السفير» على أن «حماس» متماسكة داخلياً وفي بنيتها التنظيمية وأن لا صحة لوجود تيارات كالصقور والحمائم فيها، مؤكداً أن الاختلاف في الرأي في بعض الأوقات لا يعني وجود مشكلة.

وأوضح القيادي البارز في «حماس» أن حركته مستمرة في تطوير نفسها ولم تركن إلى ما وصلت إليه الآن، وأنها حققت العديد من أهدافها لكنها لم تغفل الأهداف الأخرى التي تحتاج إلى نفس طويل وصبر وثبات وأهمها تحرير فلسطين.

ونفى الزهار أن تكون «حماس» فشلت في المزاوجة بين السلطة والمقاومة وأكد أن مقاومتها لم تتوقف رغم اعتلائها الحكم، مشدداً على أن «حماس» لم تغير أي بند أو تجري أي تعديل على أي من أهدافها الأساسية ولم تجر ذلك على ميثاقها.

ويعتقد الزهار أن «حماس» أكبر الرابحين من «الربيع العربي» وخاصة في ظل صعود «الإخوان المسلمين» ورغبة الشعوب الجامحة في التقارب مع فلسطين، مؤكداً أن الشارع العربي لن يسكت على ما يجري في فلسطين وسيظهر ذلك قريباً.

من جانبه يعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن «حماس» حققت خلال مسيرتها انجازات نوعية وكمية وحققت قفزات على الصعيد السياسي والعسكري والحضور الاقليمي، واهم انجازاتها الوصول لحكم غزة والاحتفاظ به على مدار سنوات متتالية من الحصار والعدوان والمؤامرات.

وأشار المدهون في تصريح لـ«السفير» إلى أن «حماس» وهي تقترب من الدخول إلى منظمة التحرير الفلسطينية يزداد رهانها على قبولها دولياً بعدما وجدت نفسها الآن في وسط تحرك اقليمي فاعل عبر المحاور المختلفة في المنطقة والتي تميل لها أو تدعمها.

أما المحاذير أمام «حماس»، فيرى المدهون أن أهمها هو التخلي عن صبغتها المقاومة والتي اكتسبت فيها كل مميزاتها وحضورها، فـ«حماس» لم تصل الى ما وصلت اليه الا بفضل استراتيجيتها الممانعة والمقاومة والمحافظة على ثوابت القضية في ضوء تخلي حركة «فتح» عنها وافساح الساحة لها، «اي تنازل اليوم من حركة حماس مهما كانت المغريات الدولية لن يفيدها بقدر ضررها وستجد نفسها في المأزق نفسه الذي وجدت فيه حركة فتح والسلطة».

ويلاحظ المدهون أن «حماس» استفادت من تجارب من سبقها في العمل السياسي وتعلمت من اخطاء حركة «فتح»، لهذا رفعت شعار انها لن تتدخل باي ازمات داخلية لاي من الدول العربية، وان تحتفظ بحبل الود مع الجميع وهذا افاد الحركة وفتح لها مجالات عديدة وخيارات مختلفة، وما يميزها انها تتعامل بتأني وتمهّل سياسيا، ولم تستعجل قطف الثمار السياسية ، وتدير الانقسام بمهارة وحنكة اعلامية وميدانية، وتقوم بتعظيم قوتها بغزة بمنأى عن اي مواجهات غير محسوبة مع الاحتلال.

بدوره يعتقد المحلل السياسي والخبير في شؤون الفصائل الإسلامية عدنان أبو عامر أن «حماس» مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن تنتشر أكثر فأكثر في صفوف الفلسطينيين، ليس بالضرورة وفق المفاهيم التنظيمية التقليدية، ولكن بسلوك يومي مقبول، وباختلاط أكثر فأكثر في مختلف المستويات الشعبية، الفقيرة تحديدا، حتى تستطيع الوصول إلى ما هو أعلى منه اليوم.

ونوه أبو عامر بأن المطلوب من «حماس» استحضار ثوابتها من جديد في ذكرى انطلاقتها، وألا تفقد بوصلتها تحت ضغط الترغيب أو الترهيب، وألا تنسى أن خصومها وأعداءها قبلوها عندما عجزوا عن مواجهتها، وأن تكون جاهزة دائماً لخطوة الخروج من «مستنقع السلطة» الذي قد يفقدها أكثر مما يكسبها.

المصدر: جريدة السفير