القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

حماس والإعلام المصري..آفاق التفاهم!

حماس والإعلام المصري..آفاق التفاهم!

بقلم: عماد عفانة

بات جزء كبير من وسائل الاعلام المصري وما تروجه من شائعات متوالية بحق حركة حماس يمثل لها حرجا كبيرا كونه يهدف للنيل من سمعتها ومن طهارتها ومن صورتها في عيون الشعب المصري الذي يكن لها كبير احترام وتقدير كونها حركة مقاومة تتصدى للاحتلال.

حيث أمسى جزء غير قليل من الاعلام المصري المعادي للنظام الحاكم يستهدف النيل من حركة حماس بل ويوظفها للنيل من الحكم الجديد في مصر كونه يمثل جماعة الاخوان المسلمين التي تعاديها التيارات الليبرالية واليسارية والعلمانية والقومية على حد سواء.

قد لا يكون هدف الاعلام المصري الرئيس هو تشويه حركة حماس بقدر ما يريد تشويه جماعة الاخوان المسلمين والنيل من طريقتها في الحكم من خلال ربطها بحركة حماس ثم الصاق التهم والشائعات بحركة حماس المعروف عنها ان حركة مقاومة مسلحة في وجه الكيان الصهوني.

لقد فشل الاعلام المصري فشلا ذريعا في اثبات مزاعمه بشأن ما يروجه عن ما يسمى بالميليشات المسلحة لجماعة الاخوان، كما فشل في اثبات تورط الاخوان في أي مظاهر عنف مسلح او غير مسلح في اطار الخصومة السياسية التي تجتاح الساحة المصرية منذ نجاح جماعة الاخوان في الانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي تفضح فيه المشاهد المصورة والمروية مظاهر العنف والبلطجة التي يحميها الليبراليون ويؤمنون لها الغطاء السياسي باسم الثورة.

وعليه ربما لجأ الاعلام المصري المعادي لجماعة الإخوان للتعويض عن هذا الفشل بربط الاخوان بالعنف او بمليشيات مسلحة، عير ربط جماعة الاخوان بحماس المعروف انها حركة مقاومة مسلحة ثم إلصاق التهم والشائعات بحماس التي ليس لها من الوسائل الاعلامية القوية التي تستطيع فيها مواجهة هذا السيل من مزاعم التشويه والشائعات المغرضة.

الأمر الذي يفتح الأعين على وسائل إعلام حركة حماس وعلى دورها في التصدي لهذه الهجمة المستمرة منذ الثورة المصرية وحتى اليوم على حماس.

بدءا بتهم اقتحام سيناء ورفع العلم الفلسطيني عليها، وبتهم تفجير كنيسة القديسين قبل الثورة، مرورا بتهم اقتحام السجون وتهريب السجناء بعد الثورة، وبمحاولات توطين الفلسطينيين في سيناء، وبالهجوم على القوات المصرية في مجزرة رفح، وتهم استنزاف الوقود والتسبب بأزمة وقود في مصر، وليس انتهاء بمزاعم تصدير آلاف المسلحين لمساندة الرئيس مرسي في القاهرة ومزاعم تهديد القسام للجيش المصري..الخ من هذه الخزعبلات التي اضطرت قيادات كبيرة من حماس وعلى رأسها نائب رئيس مكتبها السياسي لينبري شخصيا لدحض هذه الاتهامات.

وذلك لجهة التساؤل عن استراتيجية حماس للتصدي لحملات التشويه التي تستهدف النيل من طهارة بندقيتها المقاومة، وتوظيفها في إطار خصومات سياسية مصرية لا ناقة لها فيها ولا جمل، علما أن حماس أكدت غير مرة على استراتيجيتها التي تقضي بعد التدخل في الشأن الداخلي لأي من الدول العربية، وبحصر الصراع المسلح مع العدو الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية.

فبنظرة موضوعية صرفة على آفاق حماس للتصدي لمحاولات النيل من صورتها نرى أنه ينبغي ان تكون وسائل :

· على الصعيد السياسي:

- إذ ينبغي ان تعمل حركة حماس بجد على تنظيم لقاءات تعاون وانفتاح وتنسيق مع مختلف القوى السياسية على الساحة المصرية، أحزاب وقوى وتجمعات وتكتلات، ليبرالية ويسارية وقومية واسلامية بهدف توضيح الرؤية لهذه القوى جديدها وقديمها تجاه حركة حماس وبيان أهداف حماس الاستراتيجية وسياساتها الخارجية خصوصا تجاه الساحة المصرية التي ترى فيها سندا حقيقيا للشعب والقضية.

· على الصعيد الاعلامي:

- إذ ينبغي ان تعمل حركة حماس وبشكل عاجل على الانفتاح على مختلف وسائل الإعلام المصرية وتنظيم لقاءات معها سواء مجتمعة او متفرقة، وبيان الوجه الحقيقي لحماس وسياساتها وازالة اللبس والغموض الذي يعتري اعين البعض تجاهها، ونزع كل مفاعيل واسباب التحامل المفضي إلى الاتهام والتشويه، والعمل على تجنيد هذه الوسائل في إطار المعركة الشاملة مع العدو المحتل إلى جانب حماس بل والكل الفلسطيني انطلاقا من اسلامية وقومية وعروبة القضية الفلسطينية.

- فتح خطوط اتصال وتواصل مباشر وخطوط ساخنة بين مختلف وسائل الاعلام المصرية وناطقي حماس بهدف توثيق عرى التنسيق ونزع فتائل التوتر وسوء الفهم أولا بأول.

- فتح خطوط تعاون وتنسيق بين وسائل اعلام حماس المرئية والمطبوعة والمسموعة والالكترونية وبين مختلف وسائل الاعلام المصري، بما يتضمن تبادل البث المرئي والمسموع وتبادل الطباعة والنشر في كلتا الساحتين، ليس لضمان عدم تشويه الحقائق مرة أخرى فحسب بل لتوظيف الاعلام المصري بما له من سعة انتشار وتأثير لتأمين مزيد من التفاعل الجماهيري مع القضية الفلسطينية وشعبنا المحاصر ومقدساتنا المنتهكة وأسرانا المستباحون في سجون الاحتلال.

· على صعيد الحاضنة النخبوية:

- جميل ان ينظم الأزهر في مصر مؤتمرا حاشدا لنصرة الاسرى في سجون الاحتلال، لكن الأجمل ان تعمل حماس على فتح خطوط تعاون وتنسيق مع مختلف الحواضن النخبوية المصرية لنصرة مختلف القضايا الفلسطينية العادلة بما فيها الاسرى والمقدسات والجوانب القانونية بمستوياتها والانسانية على اختلاف انواعها..الخ.

· على صعيد الحاضنة الشعبية:

- والحاضنة الشعبية هي الأهم من بين كل الحواضن الأخرى نظرا لاتساعها وكونها تصب بشكل طبيعي في جانب نصرة الشعب والقضية الفلسطينية بشكل عام، وكونها المتلقي من وسائل الاعلام المصرية، والعمل على تحصين الحاضنة الشعبية المصرية بالحقائق من الشائعات الضارة والنيل من العلاقة المتينة مع الدولة والشعب المصري سيفشل بالضرورة جميع مساعي الاعلام المتحامل وغير المهني فضلا عن جعله معزولا منبوذا.

المناداة من حماس بإعلام مصري مهني لا تتحقق بالمقالات والتصريحات في الصحف الفلسطينية ذات الانتشار المحدود، ولا تؤتي أكلها اذا بقيت حبيسة فضائية الأقصى قليلة الحظ في المشاهدة مصريا، وانما تتحقق بالعمل حثيثا وبشكل مواجهي ومتواصل على تبيان الحقائق لذات الوسائل التي تشوهنا لنطل عبرها لتصبح قلاعاً اعلامية تناصرنا ولا تعادينا.