حماس وحزب الله
وإيران
بقلم: إياد
القرا
الأجواء
السائدة في المنطقة هي أقرب إلى الأجواء التي سبقت الحرب على غزة، التي أشعلها
نتنياهو بالتصرفات الهوجاء وعدم إدراك ووعي للوقائع، مندفعاً تحت تقدير موقف أن
حماس في لحظة ضعف ومنشغلة في واقع قطاع غزة المرير وفي عزلة إقليمية.
جاءت النتائج
على غير المتوقع، وهي أن حماس اندفعت نحو صد الحرب بقوة وشراسة، وفشل الاحتلال في
فرض الوقائع وتحقيق الأهداف لأنها كانت حقيقة غير واضحة، وجاءت ضمن سياسة الاحتلال
في إضعاف المقاومة.
يحاول الاحتلال
إرساء قاعدة العزلة الدولية واستغلال الظروف المحيطة للقيام بعمليات انتقامية، في
غالبيتها حسابات خاطئة، ولعل عملية القنيطرة والتساؤلات التي فتحتها، إلى أين تذهب
المنطقة؟ وكيف سيكون الحال عام 2015؟، نموذج لذلك، وقد يكون بعضها له علاقة
بالمعركة الانتخابية لدى نتنياهو.
عملية القنيطرة
كانت فرصة جديدة لإعادة التموضع لقوى المقاومة في المنطقة في مواجهة الاحتلال،
ومعالجة الملفات الشائكة وخاصة أنها في غالبيتها لا ترتبط بالعلاقة الخاصة بين
الجانبين، بل مرتبطة بالعلاقة مع أطراف أخرى.
إيران أصبحت
أكثر قناعة أن حماس هي رأس الحربة في المنطقة، ومقاومة الاحتلال، وأن التغيرات
والظروف القاسية التي واجهتها كفيلة أن تضعها في الصدارة، وأن الخلاف الذي حدث حول
الملف السوري يمكن تجاوزه.
حماس أبقت على
شعرة معاوية مع إيران التي ترى فيها أنها القادرة على توفير الغطاء لاحتياجاتها
اللوجستية والمادية، وسند قوي لمواجهة المصاعب التي تمر بها، وتتوافق مع رؤية
إيران التي ترى في حماس حليفاً قوياً وله بُعد ودعم جماهيريان قويان يجعلانها تتربع
على عرش الأحزاب العربية والإسلامية من حيث الدعم الشعبي.
بينما حماس
وحزب الله يعتبران القوتين الكبريين في مواجهة الاحتلال، وأثبتت التجارب التي مرتا
بها، أنهما قادرتان على إيلام الاحتلال، فحماس التي صمدت في ثلاث حروب خلال 6
سنوات، قادرة على أن تتبنى معادلة جديدة في التحالف مع القوى الأخرى في المنطقة،
المعادية للاحتلال.
عملية القنيطرة
الأخيرة كانت البوابة لعودة الحلفاء والتذكير أن الاحتلال الإسرائيلي هو الهدف
الذي يجب أن تتوحد خلفه قوى المقاومة، وأن السلاح المشرع في المنطقة يجب أن يوجه
لفلسطين المحتلة، والرسائل التي أرسلتها حماس واضحة في أن رؤيتها واضحة وبوصلتها
لم تتغير بتغير الظروف والمواقف.
فلسطين أون
لاين