القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

حماس وصورتها المهتزة في مصر

حماس وصورتها المهتزة في مصر

رأي القدس العربي

العلاقة بين حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' وبعض وسائل الاعلام المصرية المتعاطفة مع المعارضة، والمعادية لحركة الاخوان المسلمين ليست على ما يرام ومرشحة للتصعيد اكثر فأكثر في الايام المقبلة، خاصة بعد ورود انباء عن احتمالات حدوث مواجهات بين قوات الجيش المصري ومجموعات مسلحة في سيناء.

الدكتور يوسف زرقة المستشار السياسي للسيد اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في قطاع غزة تحدث يوم امس عن حملة اشاعات من قبل وسائل اعلام مصرية ستستهدف الحركة في الايام المقبلة وهدد بمقاضاتها امام محاكم مصرية، ولكن من غير المتوقع ان يعطي هذا التهديد ثماره.

علاقة حكومة حماس بالرئيس المصري محمد مرسي قوية للغاية، فالحركة هي امتداد عسكري وسياسي لحركة الاخوان المسلمين التي جاء من رحمها الرئيس، لكن علاقة الحركة مع المعارضة سيئة للغاية، واستطاعت الاخيرة عبر محطات التلفزة التابعة لها، ان تبث الكثير من الاشاعات حول ارسال حركة حماس 'آلاف' المقاتلين لمساعدة جماعة الاخوان المسلمين، وحراسة القصر الجمهوري حيث مقر الرئيس مرسي لمنع اقتحامه من قبل المحتجين.

حركة حماس نفت كل هذه الاشاعات وقالت ان 'فلول' النظام السابق هي التي تسربها، واكدت على عدم تدخلها في الشأن الداخلي المصري، لكن هذا النفي لم يجد آذانا صاغية من قبل اجهزة اعلام لا تستهدف حركة حماس بشكل متعمد فقط وانما تخوض حاليا حملة تكريه ضد الشعب الفلسطيني انعكست في بعض المضايقات للمواطنين الفلسطينيين من قبل الامن المصري في مطار القاهرة وفي معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة.

الرئيس مرسي بذل جهدا كبيرا لتخفيف عملية التحريض التي تستهدف حركة حماس، ولكن محاولاته هذه كانت محدودة النتائج امام الآلة الاعلامية الضخمة للمعارضة. وهذا امر متوقع، فاذا كان هو نفسه يواجه حملات شرسة ضده، بل اكثر شراسة من تلك التي تتعرض لها حليفته حركة حماس، فمن الطبيعي ان يكون مغلول اليدين في هذا الاطار.

الامن المصري ما زال يتعامل بالعقلية الامنية التي كان يتبعها ايام الرئيس مبارك تجاه الفلسطينيين ابناء قطاع غزة على وجه الخصوص، خاصة في المرحلة التي تلت العملية الارهابية التي استهدفت جنودا مصريين على الحدود مع معبر رفح وادت الى استشهاد 19 جنديا مصريا لحظة الافطار في رمضان الماضي.

اجهزة الاعلام المصرية المعادية لحركة حماس، لاسباب ايديولوجية محضة، يجب ان تتحقق من الاتهامات والاشاعات الموجهة الى الحركة قبل بثها على الهواء لكي تصل الى ملايين المصريين الطيبين الذين قدموا آلاف الشهداء لنصرة قضية فلسطين، كما ان حركة حماس مطالبة في المقابل ببذل جهود من اجل التواصل مع الشعب المصري بطرق فاعلة من خلال اساليب علمية مهنية، لشرح وجهة نظرها وتبديد هذه الشائعات.

حركة حماس ليست الشعب الفلسطيني، واجهزة الاعلام المضادة لها ليست الشعب المصري، لكن من المهم التأكيد بان العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني تاريخية واستراتيجية واخلاقية وانسانية والمأمول ان يعي الجميع في الجانبين هذه الحقيقة.

القدس العربي، لندن، 11/3/2013