القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

حماس وفوز نتنياهو.. خيارات الحرب والمصالحة

حماس وفوز نتنياهو.. خيارات الحرب والمصالحة


بقلم: عدنان أبو عامر

جاءت نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت يوم 17/3 مخيبة لآمال الفلسطينيين، لأن فوز اليمين يعني تكرار لسياسة سابقة من توقف المفاوضات، واستمرار تجميد أموال الفلسطينيين، ومواصلة حصار غزة.

موقف حماس من فوز "بنيامين نتنياهو" جاء على لسان سامي أبو زهري الناطق باسمها متحدثاً "للمونيتور" بأن "حماس لا تفرق بين الأحزاب الإسرائيلية، لأنهم متفقون على التنكر لحقوق شعبنا والعدوان عليه، والمقاومة قادرة على فرض المعادلات، وعلى قادة الاحتلال، أياً كانوا، تقييم مواقفهم بعد هزيمتهم في غزة".

تجدد المواجهة

لكن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، قال يوم 19/3 أن حماس لم تتفاجأ من الانتخابات الإسرائيلية، بسبب الطبيعة الدينية والسياسية للإسرائيليين، داعياً لبناء استراتيجية وطنية للرد عليها.

فيما قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس، في حديث "للمونيتور" أن "حماس ماضية في مشروعها في المقاومة المسلحة بغض النظر عمن سيترأس الحكومة الإسرائيلية، لأن الانهيار المرتقب لعملية السلام مع فوز نتنياهو، يؤكّد صوابية نهج المقاومة المسلحة، وفوزه يدلّ على ميل المجتمع الإسرائيلي للتطرف."

تصريحات قادة حماس حول عدم اهتمامهم بالانتخابات الإسرائيلية موجهة للرأي العام الفلسطيني، لكنها لا تخفي خيبة أمل سادت بعض أوساط الحركة في الساعات الأولى لإعلان نتائج الانتخابات فجر 18/3، لأن حماس أرادت التأكيد على أن خسارة "نتنياهو" هي النتيجة الطبيعية للحرب الأخيرة على غزة صيف 2014.

حماس، وإن لم تعلن ذلك، تخوض صراعاً حقيقياً مع "نتنياهو" لأنه شن حربين عليها في 2012، 2014.

وتوقعت حماس أن يكون سقوطه في الانتخابات رسالة سياسية وعسكرية للفلسطينيين تصب في صالحها بأن المقاومة المسلحة كفيلة بإحداث تغييرات جوهرية في الخارطة الإسرائيلية، لكن النتائج لم تكن كما أرادت حماس.

لكن أسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حماس قال "للمونيتور" أنه "من المبكر الحديث عن حرب محتملة عقب الانتخابات الإسرائيلية، لأن التهديدات بشنها من باب المزايدات الانتخابية، لكن الحديث عن عدوان مسلح شامل مستبعد، لأن الحرب الأخيرة فرضت على إسرائيل احتياجات كبيرة لإعادة ترميم قواتها".

استبعاد حماس لشن حرب على غزة عقب الانتخابات الإسرائيلية، لا يخفي قلقها أن إعادة انتخاب "نتنياهو" مجدداً يعني أن الإسرائيليين منحوه تفويضاً جديداً للتعامل العسكري مع حماس من جديد، رغم تكاليف الحرب الباهظة على الجانبين، لكن الإسرائيليين بإعادة انتخاب "نتنياهو" رأوا فيه المرشح الأقوى لمحاربة حماس.

ولعل ما يزيد في قلق حماس من فوز "نتنياهو" إعلان الجيش الإسرائيلي صباح 22/3 بإجراء تدريبات عسكرية على حدود غزة في ذات اليوم، وتستمر يوماً كاملاً.

طاهر النونو، عضو الدائرة الإعلامية في حماس، قال "للمونيتور" إن "حماس تتطلع للأحزاب الإسرائيلية من منظور واحد، لأن سياسة واحدة تحكمهم تجاه الفلسطينيين، والخيار الأوحد في مواجهتها هي المقاومة".

حماس قد لا تغلق الأبواب كلياً أمام عقد صفقة سياسية لوضع حد للحروب المتجددة في غزة، لرغبتها بالتقاط الأنفاس، وإفساح المجال أمام الفلسطينيين لتوفير حياة كريمة في غزة بالحد الأدنى، وحاجة إسرائيل للالتفات لتهديدات أكثر خطورة من غزة في الإقليم المشتعل حولها في لبنان وسوريا وإيران.

زيارة غزة

على الصعيد الفلسطيني الداخلي، انتهزت حماس فوز "نتنياهو" ودعت لتحقيق المصالحة مع فتح، حيث طالب الرشق بحواره مع "المونيتور" "بتعزيز المصالحة الفلسطينية، لمواجهة نتائج الانتخابات الإسرائيلية".

فيما دعا موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس، يوم 18/3، رئيس السلطة محمود عباس، لـ"تطبيق المصالحة، لأن ترسيخ الوحدة الفلسطينية هي الرد الأمثل على الحكومات الإسرائيلية، وفوز الليكود يستدعي من عباس تطبيق المصالحة، مهما كان الثمن".

كما دعا حسام بدران المتحدث باسم حماس، في اتصال مع "المونيتور" قيادة "فتح لاتخاذ قرارٍ استراتيجي بتطبيق عملي للمصالحة، عقب نتائج الانتخابات الإسرائيلية، ورسم استراتيجية وطنية موحدة".

وقد اشترط "نتنياهو" يوم 19/3، عودة المحادثات مع السلطة الفلسطينية بأن تقطع علاقاتها مع حماس.

ووصفت حماس يوم 21/3 دعوة "نتنياهو" هذه بأنها ابتزاز ومحاولة وقحة للتحريض.

حماس تدرك جيداً أن عودة "نتنياهو" مجدداً للحكم دافع قوي للسلطة لإعادة الحديث عن المصالحة، للضغط على إسرائيل، واستخدام المصالحة كورقة ضغط عليها، في حين لو كان الفوز الانتخابي من صالح "المعسكر الصهيوني"، فربما بقي الحديث عن أي مصالحة مع حماس مجمداً.

ومع ذلك، تشعر حماس أن الأخبار السيئة الواردة من إسرائيل بفوز "نتنياهو" قد تحمل نتائج طيبة في السلطة لتجديد المصالحة معها، لأن الأحمال زادت على حماس في غزة، وتريد لحكومة الوفاق أن تأخذ عنها هذه الأعباء، كي تبقى بعيداً عن صورة تحمل مسئولية ما يعيشه الفلسطينيون من معاناة متفاقمة في القطاع.

وفور إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية، أعلن أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، يوم 22/3، ذهاب وفد رسمي للقاء حماس بغزة، لاستكمال المصالحة معها، دون تحديد موعد للزيارة.

مسئول فلسطيني كبير يتردد بصورة دائمة على مكتب الرئيس عباس، رفض كشف هويته، أكد "للمونيتور" أن "الوفد سيرأسه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح، وسيناقش مع حماس ملفات الانتخابات وموظفي غزة، والتهدئة مع إسرائيل، فالمصالحة ضرورية لمواجهة الضغوط الإسرائيلية، وعودة اليمين للحكم".

هنية رحب يوم 19/3 بإرسال وفد فلسطيني لغزة للبدء في حوار شامل، لتحقيق المصالحة وبناء استراتيجية فلسطينية للرد على الانتخابات الإسرائيلية.

بات واضحاً أن الفلسطينيين تأثروا بالانتخابات الإسرائيلية، وقد عاشت حماس حراكاً سياسياً فور إعلان نتائجها، صحيح أنه ليس بذات حجم القلق الذي عاشته السلطة التي راهنت على خصم "نتنياهو"، لكن حماس لا تبدو في أريحية كبيرة من خياراتها مع الرجل الذي سيحكم إسرائيل في السنوات القادمة للمرة الرابعة في حياته.

وتبدو حماس في سرعة من الوقت لإبعاد شبح حرب رابعة مع حكومة إسرائيلية خاضت معها حربين سابقتين في 2012، و2014، وقد لا يطرأ تغيير كبير على تركيبتها الحزبية، ما يعني إمكانية تجدد هذا الخيار الذي ترفضه حماس، وتخشى أثمانه.

وفي ذات الوقت أكدت حماس يوم 22/3 التقاط أي مبادرة إقليمية ودولية لتثبيت تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة تمتد 5 سنوات، دون فصلها عن الضفة الغربية.

المصدر: المونيتور