القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حماية حق العودة

حماية حق العودة

رشيد حسن

نثمن الجهود التي تقوم بها لجان حق العودة، وندعو الى توسيع هذه الظاهرة الوطنية الايجابية، بتشكيل لجان في كافة المخيمات وأماكن تجمعات الفلسطينيين في الشتات .. في أميركا والدول الاوروبية واستراليا وكندا، وفي دول جنوب شرق آسيا..الخ.. بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية.

إن اهمية تشكيل هذه اللجان وفي الظرف الراهن تفرضها الهجمة الصهيونية القذرة لتصفية القضية الفلسطينية، وما يتعرض له حق العودة من مؤامرة؛ تبدو كونية. ومن هنا فان اهمية لجان العودة تكمن في أن تبقى شعلة حق العودة مشتعلة لا تنطفئ، وهي رسالة للعالم كله القريب والبعيد وبخاصة الاشقاء والاصدقاء، بأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه المشروع في العودة والتعويض معا وفقا للقرار الأممي رقم 194. وهو ايضا تأكيد للجميع وخاصة؛ ممن تعبوا من النضال فقبلوا بالتسويات العرجاء، والنوم مع الأفعى الصهيونية ونظروا الى التنازل.. أنّ هذا الحق مقدس لا يسقط بالتقادم، وهو ممكن في الوقت نفسه.

وفي هذا الصدد نتمنى على هذه اللجان أن تقوم بإصدار نشرات توعوية؛ تأخذ بيد الشباب الفلسطيني، وتبصره بحقه في العودة الى وطنه؛ الذي يصرّ العدو على حرمانه منه والحكم عليه بالنفي الأبدي في الشتات. وأن تستعرض المؤامرات التي تعرّض لها هذا الحق بدءا بنظرية دالاس وزير خارجية أمريكا الاسبق في خمسينيات القرن الماضي، الذي دعا الى اتباع سياسة الاحلال والانصهار، على امل ان يذوب اللاجئون الفلسطينيون في المجتمعات التي هاجروا اليها، ويموت الكبار وينسى الصغار...!! وكانت المفاجأة التي اذهلت اعداء هذا الشعب، حينما وجدوا أن الأجيال الشابة والناشئة الذين ولدوا في المخيمات والمنافي، لا يقلون عن الآباء والأجداد تمسكا بحق العودة، واصرارا على المقاومة فكانوا ولا يزالون وقود الثورات، ويكفيهم فخرا أنهم فجروا انتفاضة الحجارة التي اربكت العدو، وعرّته أمام المجتمع الدولي كعدو عنصري مقيت.

إن تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة، يؤكد رفضه للوطن البديل، ولو كان الفردوس، واصراره على العودة الى وطن الآباء والأجداد، الذي طرد منه بالقوة وبفعل حروب الإبادة التي قارفتها العصابات الصهيونية. ودفع ولا يزال لأجل أن تتحقق هذه العودة، اكثرَ من نصف مليون شهيد ومصاب، منذ أن انطلقت ثورته المباركة في مطلع1965. لقد حاول العدو ولا يزال تفريغ هذا الحق المقدس من مضمونه، والالتفاف عليه. وكانت وثيقة عبد ربه - بيلين دليلا اكيدا على نجاح العدو في اخضاع هذا الحق للمفاوضات، ومن ثم جرّ المسؤولين الفلسطينيين الى مربع التفريط. وجاءت مبادرة السلام العربية لتؤكد هذا الانزلاق العربي الخطير، حينما أخضعت هذه المبادرة "حقَّ العودة" للمفاوضات مع العدو. باختصار.... تشكيل جبهة شعبية لحماية حق العودة، والاصرار على تنفيذه، والتصدي لكل من تساوره نفسه التفريط بهذا الحق المقدس أو المساس به، يعدّ من أولى الأولويات في هذه المرحلة الخطيرة.

الدستور، عمّان، 10/11/2013