حماية ظهر المقاومة.. واجب الجميع
عماد الافرنجي
برع بعض المتفذلكين ممن استبدلوا الكوفية والبندقية
ببطاقات (V I P) لتغطية عجزهم،بل وتماهيهم مع الاحتلال، الطعن بالمقاومة الفلسطينية على
اعتبار أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم وتناسوا أن الفضائح التي تلف حياتهم ومسيرتهم
سجلها التاريخ بالسواد القاتم.
يضعون عقولهم في ثلاجة ثم يتساءلون بوقاحة ( أين
المقاومة ؟ )، وهم أبواق لمن يلاحق المقاومة وينسق مع عدوها أمنيا بالقول والفعل، فيعتقلها
أحيانا ويقتلها أحيانا أخرى لا فرق فنحن في عصر الفلسطينيين الجدد!!.
ويثير هؤلاء أسئلة خبيثة معتمدين على ضعف ذاكرة
بعض الناس من قبيل أين عمليات المقاومة في غزة ؟ ونحن لا نرى سوى اتفاق تهدئة مع الاحتلال
؟ والمقاومة تحولت الى تجارة ؟ وهكذا مغفلين عن قصد ملاحقة المقاومة في الضفة ؟ وكأن
المقاومة فرضت فقط على غزة المحاصرة !!.
وبذكائها التي عودتنا عليه لم ترد عليهم المقاومة
الفلسطينية إما لأنها اعتبرتهم تافهين لا يستحقون الرد أو لأنها اعتبرت مواقفهم يمثل
استفزازا للحصول على معلومات لأسيادهم واستكشاف قدراتها وخططها.
ولأننا بشر فإن النقص والنقد وارد ومطلوب لتصحيح
المسار سواء للمقاومة أو لغيرها لكن النقد عندما ينطلق من فئوية ضيقة مقيتة وحقد وكره
ومصالح فانه يتحول من رافعة بناء الى أداة هدم ليدمر كل جميل في حياتنا.
بعد صمود وانتصار المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها
كتائب القسام في حرب حجارة السجيل هتف هؤلاء – المنافقون - مع شعبنا البطل باسم المقاومة
احتراما وتقديرا، كنت حينها أتمتم في نفسي بضعة شهور وستعودون للغمز واللمز والمزاودة
عليها تماما كما كانت ألسنتكم الحادة تنهش في لحم المقاومين قبل وقوع العدوان الاسرائيلي،
وتصيبهم بكل سيء، وهو ما يحدث حاليا في اسطوانة مشروخة جاهزة يعاد تكرارها بين الفينة
والأخرى.
على أية حال تثبت الأيام حكمة المقاوم ومعرفته بهذه
الألسنة المرتزقة فقد كشف جهاز الشاباك الاسرائيلي النقاب مطلع الشهر الجاري عن اعتقال
عدد من الشبان جندتهم حركة حماس في القدس ورام الله المحتلتين للقيام بعمليات تفجيرية
داخل المدن الاسرائيلية تبدأ أولاها في المجمع التجاري المسمى (مميله) غرب القدس خلال
فترة الأعياد اليهودية، وأوضح جهاز الشاباك أن أعضاء الخلية خططوا أيضا لتنفيذ عمليات
تفجيرية أخرى وشراء أسلحة ومحاولة تصنيع صواريخ محلية.
وحكم الاحتلال قبل أيام على 3 شبان فلسطينيين من
بلدة الشواورة قضاء بيت لحم اعتقلوا قبل عامين فقط بالسجن 9 سنوات لكل منهم وغرامة
مالية باهظة لانتمائهم لكتائب القسام وتنفيذ هجمات ضد اسرائيليين.
أما قطاع غزة قاعدة المقاومة العسكرية ضد الاحتلال
المحاصر سياسيا وعسكريا واقتصاديا وماليا منذ أكثر من 6 سنوات فقد شهد خلال الأسبوعين
الماضيين عدة عمليات على الحدود مع الكيان الاسرائيلي شملت تفجير عبوات ناسفة ضد آلياته
العسكرية أقلقت الاحتلال.
ما ذكرته غيض من فيض من عمل المقاومة الذي لا يراه
من أصابه عمى التنسيق الأمني، ولا يتحدث عنه اعلام "الحياة مفاوضات" واعلام
الرفاهية، لكنه يؤكد ان المقاومة يقظة وتعمل ليل نهار وبصمت، فالاعداد والتخطيط والتدريب
وتوفير الغطاء السياسي جزء لا يتجزأ من مفهوم المقاومة، وواجب على كل صاحب قلم وكلمة
حرة أن يحمي ظهرها اذا كان لا يستطيع أن يشاركها جهادها على الأرض حتى لا يتلاعب هؤلاء
السحرة بعقول العامة ويعبثوا بذاكرة الأجيال.
وسأقتبس هنا ما أكده د. خليل الحية خلال تأبين الشهيد
محمد لطفي عابد الذي استشهد في خلال مهمة بأحد أنفاق المقاومة بقوله " العدو سيرى
ما لم يتخيله عقل ولم يكن في حسابه اذا شن حربا على غزة ".