القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة


محمد أبو ليلى/ باحث في الشأن السياسي الفلسطيني

بدأ العدو الصهيوني بالأمس عملية عسكرية غادرة على قطاع غزة؛ مستهدفًا أحد القادة العسكريين لحركة الجهاد الإسلامي؛ إضافة إلى استهداف المدنيين العزّل؛ مطلقًا على العملية العسكرية اسم الفجر الصادق.

وأراد بدوره أن يحقق من خلال هذه العملية العسكرية هدفين:

الأول: تغيير قواعد الاشتباك من خلال استعادة الردع المتآكل، ليعود من جديد ويفرض الحالة التي يريد، فيضرب متى شاء ويسكت متى شاء. وبذلك يكون قد أعاد رد الاعتبار للمعادلة العسكرية التي فرضتها معركة سيف القدس والتي تناثرت فيها صورة وهيبة العدو الصهيوني.

الثاني: منع تآخي الساحات الفلسطينية، فلا بد من فرض الانفكاك بينها، وخاصة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ونذكر على سبيل المثال أن العدو اعتقل القائد في حركة الجهاد الإسلامي بسـام السعـدي في الضفة فكان التهديد من داخل غزة وهذا ما لن يسمح العدو الصهيوني.

وقد حاول العدو الصهيوني منذ الساعات الأولى من هجومه الغادر الإشارة إلى أن المستهدف من هذه العملية العسكرية فقط حركة الجهاد الإسلامي (دق اسافين وتشتيت) متناسيًا أن لدى المقاومة الفلسطينية في غزة غرفة عمليات مشتركة تدير العملية العسكرية بحنكة واقتدار وقوة ومتانة وتنسيق عالي.

السؤال الان هو إلى أين تتجه الامور؟ بحسب القراءة فإن العملية العسكرية ستستغرق عدة أيام ليحاول العدو الصهيوني بذلك فرض معادلة عسكرية جديدة بحسب ما هو معلن. إلا أن المقاومة لن تعطيه الفرصة لتحقيق هذا الانجاز وستعمل على تثبيت قواعد الاشتباك التي رسمتها معركة سيف القدس.

من الضرورة الإشارة إلى أن الجبهة الداخلية لدى العدو الصهيوني مهترئة وضعيفة والحالة السياسية لديه مضطربة. لذلك، فإنَّ نَفَسَ العدو الصهيوني لن يكون طويلًا وسيرضخ لإرادة وشروط المقاومة الفلسطينية.

كما وأن المقاومة الفلسطينية تدير العملية العسكرية الان بدقة وحساسية عالية جدًا؛ وبتقديري، فإنها لا تريد الدخول في معركة عسكرية شاملة فرضها العدو الصهيوني عليها. مع التشديد على أن لدى كافة فصائل المقاومة وخاصة كتائب القسام وسرايا القدس القدرة على إدارة المعركة طويلة الأمد تكبّد العدو الصهيوني خسائر فادحة.