حياة الناس وأمنهم.. بين مطرقة العابثين
وسندان القائمين
بقلم: محمد حسون
من عادات الجاهلية
السيئة التي لا يفكر فاعلها إلا بأنانية الفرح على حساب أذية الآخرين وزهق أرواحهم
ألا وهي إطلاق النار العشوائي في الهواء الذي أصبح ملجأ العابثين براحة أمن الناس.
لم يكترث مطلقي
النار في الهواء في مخيم عين الحلوة عند كل مناسبة حفل زفاف أو جنازة أو استنكار أو
تجريب للسلاح إلى ما يتعرض له أهل المخيم والجوار من قلق وتوتير للأطفال والنساء والرجال
والعجز،سواءاً كانو في الطرقات أم في أماكن عملهم أو منازلهم.
فهذه الظاهرة السيئة
بدأت بازدياد وسط ارتفاع الصوت عالياً من الناس ومن الأطر واللجان الشعبية ولجان القواطع
والأحياء وأصحاب المحال التجارية خاصةً لما يرونه من تراجع في الحركة الاقتصادية للمخيم
مع اقتراب شهر الخير والبركة شهر رمضان.
فإطلاق النار في
الهواء يسبب الهلع والذعر والخوف في الشوارع والأزقة والسوق التجاري، خاصةً عند حصول
أي حدث أمني أو إشكال فردي يؤدي إلى إساءة الحال من سيئ إلى أسوأ.
والمعروف لدى الجميع
أن الكثير ممن يطلقون النار في الهواء هم يتبعون للفصائل والتنظيمات الموجودة في المخيم
والمصيبة الاكبر أنه يطلق الرصاص من سلاحه التنظيمي.
فبعد صدور عدة
فتاوى شرعية من أحد رجال الدين المعروفين في المخيم وتكلم الكثير من المشايخ خلال خطبة
الجمعة حول هذه العادة السيئة مع ذكر الدليل الشرعي من القرآن والسنة بتحريم إطلاق
النار في الهواء لما فيه من أضرار جسدية ومعنوية ومادية على اهلنا في المخيم، مثل ازدياد
حالات التبول اللا إرادي عند الأطفال وازدياد نسبة الإصابة بمرض السكري والأعصاب لدى
الأطفال والرجال والنساء، وتعريض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر نتيجة الرصاص الطائش
في المخيم والجوار في مدينة صيدا وإضافة إلى ذلك الإسراف بالمال ثمن ما يطلقه.
فلم يأبه مطلق
النار لهذا النهي التحريمي الذي جاء به شرعنا الحنيف والذي أصبح شيئاً منكراً في مجتمعنا،
والذي تتساقط اللعائن والشتائم من أهل المخيم والجوار على مطلقي النار بسبب ما يتركونه
من أثر سلبي على نفوس الناس.
فالحل يكمن عند
من بيده القرار بتفعيل وجهة هذه البندقية ألا وهم الفصائل والتنظيمات، بمعاقبة كل من
يطلق النار ليعبث بأمن المخيم إن كان من خلال انتزاع سلاحه أو فصله تنظيمياً، أو بما
أن الكثير ممن عندهم هواية إطلاق النار بأن يكون هناك مكان مخصص للرماية كما كان سابقاً
موجود في المخيم، ﻷن غالبية الدول عندها هذه الأمكنة حتى بما فيها لبنان.
فالسؤال المطروح
هو، حتى متى ستبقى حياة الناس وأمنهم رهينة لهذا الرصاص المجهول؟
ولماذا التنظيمات
عاجزة عن ضبط سلاحهابيد عناصرها؟
هل سيبقى اقتصاد
المخيم رهينة لإطلاق النار في الهواء؟