خطاب الضيف
الهادئ.. رسائل القوة والصمود
بقلم: أحمد عبد
العال
جاء خطاب
القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف حافلا بالرسائل في الاتجاهات
السياسية والعسكرية، وموجها للأطراف في الساحة الداخلية والخارجية. وتكمن الرسالة
الرئيسية في كون كتائب القسام تستهدف الجنود الإسرائيليين في عقر دارهم وبروح
استشهادية عالية.
حمل خطاب
القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف في اليوم الثالث والعشرين من
العدوان على قطاع غزة، رسائل سياسية وعسكرية لمختلف الأطراف على الساحتين المحلية
والدولية.
وقال الضيف في
خطابه إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع "إسرائيل” إلا بوقف العدوان على قطاع
غزة ورفع الحصار عنه. وأضاف أن "موازين المعركة باتت مختلفة، فجنودنا
يتسابقون إلى الشهادة كما تفرون أنتم من القتل والموت"، مؤكدا الجاهزية
التامة لكتائب عز الدين القسام "لخوض المعركة ضد العدو".
ويرى عميد كلية
الآداب في جامعة الأمة عدنان أبو عامر أن هذا الخطاب جاء كرسالة في توقيت مهم من
الناحية السياسية والعسكرية في آن واحد، أهمها أن كتائب عز الدين القسام تستهدف
الجنود الإسرائيليين عسكرياً، بينما يرد الجيش الإسرائيلي باستهداف المدنيين
وارتكاب المجازر بحقهم.
واعتبر أبو
عامر أن الضيف أراد أن يقول للإسرائيليين إن نفَس المقاومة والقسام أطول، وإنه ليس
في عجله من أمره، وهذا يشكل ورطة للقيادة الإسرائيلية.
ووافق الباحث
والمحلل السياسي في الشأن الفلسطيني حمزة أبو شنب سابقه في أن خطاب الضيف حمل
رسالتين: الأولى سياسية عبر الربط بين وقف العدوان ورفع الحصار، وعسكرية عبر
الحديث عن معركة معد لها مسبقا، وأن المقاومة مستعدة لمعركة طويلة.
من جانب آخر،
أشار أبو عامر في حديث للجزيرة نت أن الخطاب أرسل رسائل طمأنة للقيادة السياسية في
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن المقاومة لديها الخطط العسكرية والمعركة معد
لها مسبقاً، وهو ما يمنح القيادة السياسية أريحية في اتخاذ القرار باتجاه مواجهة
الضغوط الإسرائيلية والإقليمية عليها، خاصة أن الخطاب جاء في توقيت تجري فيه
تحركات سياسية في القاهرة.
الهدف المعلن
ورأى أبو عامر
أن القيادة العسكرية لحماس ملتزمة بقرار القيادة السياسية، مشيرا إلى أنه تم وضع
هدف معلن وهو رفع الحصار عن القطاع، وإذا ما تحقق بتوفير هذه الدماء فهذا مرحب به،
وإذا لم يتمكن السياسيون من ذلك فإن الكلمة ستكون لميدان المقاومة، وذلك ما دفع
الضيف للحديث بأن المقاومة لن تتوقف حتى يتم رفع الحصار ووقف العدوان.
من ناحية أخرى،
رأى أبو شنب أن الخطاب كان مقتضباً جداً ولا يحمل أياً من نبرات التهديد والوعيد،
بل بعض العبارات التي تحمل المعنى المطلوب، مشيراً إلى أن هذا دليل على أنه يدير
المعركة بكل هدوء ولديه ثقة بما أعدته المقاومة، فهو لا يحتاج إلى التهديد. كما لم
يختلف خطابه عن الخطاب السابق في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012 من الهدوء
والرسالة المبطنة وغياب المفاجآت.
واعتبر أبو شنب
في حديثه للجزيرة نت أن الحلول السياسية على صفيح ساخن جداً، لذلك خرج الخطاب،
وهذا مشابه للخطاب السابق عام 2012 حيث انتهى العدوان بعد ذلك بيوم واحد.
وأشار إلى أن
القائد العام لكتائب القسام لا يخرج إلا بعد أن يشعر بإنجاز حقيقي وملموس على
الأرض، مضيفاً أن "هذا الخطاب الثالث له منذ انتفاضة الأقصى، فالأول كان عام
2005 بعد الانسحاب من قطاع غزة، والثاني في عدوان 2012، والخطاب الأخير كان
الثلاثاء".
ولم يظهر الضيف
في حرب عام 2008-2009، ورغم إنجاز صفقة شاليط عام 2011 لم يخرج كذلك، وهذا يدل على
أنه يخرج في خطابات مرتبطة بعوامل التحرير، حسب أبو شنب.
الجزيرة نت، الدوحة