خيارات المقاومة الفلسطينية 1/2
بقلم: د.عصام عدوان
إن من حق المقاومة الفلسطينية أن
تتوسع في تنويع وسائل المقاومة وأدواتها، فهي مقاومة مشروعة تنافح عن شعب أعزل وقع
تحت احتلال غاشم ومدعوم من قوى الشر العالمية، وليس من حق أحد أن يلوم المقاومة
على أي أسلوب تتبعه، فهي أدرى بمصلحتها ومصلحة أهدافها النبيلة.
المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى
وحدة الشعب الفلسطيني تحت راية المقاومة، ومن حقها أن تضرب بيد من حديد على كل يد
تسعى لتمزيق وحدة الشعب والتفريط بحقوقه.
وهي بحاجة إلى ملاحقة عملاء
الاحتلال أينما كانوا، حتى ولو كانوا خارج فلسطين، لأن تركهم يضر بالقضية
الفلسطينية، ويعرض الشعب الفلسطيني وقياداته ومقاومته للخطر الكبير.
وقد تجد المقاومة نفسها مضطرة
لاستهداف مصالح العدو وقياداته خارج الأرض المحتلة. ومن الواجب على الدول المحترمة
أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال وأن تناصره وتذلل له
العقبات. وهي عندما تفعل ذلك تنسجم مع مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومع
القرارات الدولية التي تدين الاحتلال وتحض على مقاومته بكافة السبل.
من حق المقاومة الفلسطينية على
الشعوب والحكومات العربية والإسلامية والصديقة أن تفتح مكاتب اتصال في تلك الساحات
لحشد التأييد والدعم المادي والمعنوي، بل والبشري أيضاً. وأي ادعاء بنصرة الشعب
الفلسطيني مع منع المقاومة من هذا الحق، هو ادعاء باطل.
قد تجد المقاومة الفلسطينية
أسلوب العمليات الاستشهادية أكثر جدوى في مرحلة ما، وعليها ألا تستثني أسلوباً ما
قد يؤلم العدو، ويردعه. وعلى الشعوب والدول الصديقة أن تؤيد فعل المقاومة وتدين
الاحتلال.
وقد تجد المقاومة نفسها مضطرة في
مرحلة ما أن تستهدف مصالح حلفاء الاحتلال، ومزوديه بالمال والسلاح وبالدعم
الإعلامي. وهي تقرر متى تكون مضطرة لهذا الأسلوب، وكيف ومتى وأين تنفذه.
من حق المقاومة الفلسطينية أن
تنقل المعركة مع الاحتلال إلى أي أرض يتواجد فيها الاحتلال، لأن الأصل ألا تتعامل
دول العالم مع الاحتلال، وألا تمنحه الشرعية. ومن ذلك استهداف سفارات العدو في دول
العالم، لأن الأصل ألا تسمح هذه الدول لاحتلال غاشم أن تكون له سفارة فيها، خصوصاً
إذا لم تكن للمقاومة سفارة فيها. فهذا الاعوجاج يجب تصويبه.
من حق المقاومة الفلسطينية أن
تحصل على السلاح والمال عبر أي أراضٍ، عربية كانت أو أجنبية. فإن كانت القرارات
الدولية تبيح الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، فكيف سيكون
الكفاح مسلحاً لو لم تستجب دول العالم، وخصوصاً العربية، لهذه القرارات، وتسمح
بإيصال السلاح والمال إلى المقاومة الفلسطينية!
إن ما نسميه مقاومة، يسميه عدونا
المحتل، وحلفاؤه : إرهاباً. فهل تقف المقاومة مكتوفة الأيدي منعاً لرميها
بالإرهاب؟ إنه حتى اللحظة لم يصدر تعريف دولي عن هيئة الأمم المتحدة يعرِّف
الإرهاب. بينما صدرت عنها العديد من القرارات الدولية التي تبيح المقاومة
بأنواعها، وبما فيها الكفاح المسلح. وفي كل الأحوال، وضع حلفاء الاحتلال تحت قيادة
الولايات المتحدة الأمريكية حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس على
قائمة المنظمات الإرهابية رغم أنها لم تقم بأي خطوة مما سبقنا ذكره من وسائل
مشروعة للمقاومة. وكما يقول المثل: "فإن كنت غريقاً، فما خوفي من
البللِ"! يتبع