القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

دقت ساعة العودة - نضال حيدر

دقت ساعة العودة

نضال حيدر

عشرات الآلاف من المناضلين الفلسطينيين الشرفاء، أبناء مخيمات سورية قلعة المقاومة العربية، ومعهم عدد من نازحي الجولان الحبيب، قالوا كلمتهم الحاسمة، عبر مسيرة «العودة إلى فلسطين» حين تجمعوا في عين التينة، معانقين بأبصارهم المشتاقة أرض الآباء والأجداد، ليعبر المئات منهم خط وقف إطلاق النار مقابل «مجدل شمس» المحتلة، والتي احتشد أبناؤها مستقبلين إخوانهم العائدين بالهتاف الأغلى: «فلسطين عربية والجولان سورية» فاتحين أبوابهم وقلوبهم لاحتضانهم بعد طول غياب.

انطلق الشباب المؤمنون بعدالة القضية، رافعين الأعلام السورية والفلسطينية في الجزء السليب من الجولان الغالي، غير عابئين برصاص الجنود الصهاينة، الذين ظنوا أنهم في مأمنٍ من غضب وحجارة المقاومين الثائرين، المدركين أن القوة هي السبيل الوحيد لاسترجاع الأرض المغتصبة، وأن عدوهم الغاشم لا يفهم بغير هذه اللغة، وأن ساعة العودة إلى الديار قد دقت.

أبناء العروبة الصادقة، الذين حددوا بتحركهم المبارك «ساعة الصفر» للعودة المظفرة إلى الديار التي طال غيابهم عنها، وشهداؤهم الأبرار الذين ارتقوا في سبيل «حق العودة»، وجرحاهم الذين امتزجت دماؤهم مع الثرى الطاهر، لم تصل صرخاتهم على ما يبدو إلى بان كي مون «كبير موظفي الباب العالي الأميركي الصهيوني» الذي غاب عن السمع، على حين انتابت نوبةٌ حادة من «الخرس» وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وأشاحت منظمات «حقوق الإنسان» ومنظمات المجتمع المدني «المتكاثرة كالفطر هذه الأيام» بأبصارها وأسماعها ومشاعرها «الرهيفة» عن كل ما حصل، وذلك ليس بمستغرب على أولئك المنحازين للظلم والعدوان، والذين سيتجاوزهم تاريخ الشعوب المناضلة في سبيل حريتها واستقلالها، لتبقى إرادة الشعوب هي الأقوى والأبقى، رغم كيد المتآمرين وتخاذل صغار المرتهنين، لغير إرادة الحق التي ستبقى الأعلى، شاء من شاء وأبى من أبى، ولو بعد حين.

المصدر: جريدة الوطن السورية 22/6/2011