دلالات خطاب
الأمين العام بذكرى الأيام الثمانية
بقلم: هيثم أبو
الغزلان
يحتل خطاب
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د. رمضان عبد الله شلح، أهمية خاصة
واستثنائية في الذكرى الأولى لحرب الأيام الثمانية، من حيث الشكل والمضمون، نبرة
الخطاب، وتعدد الرسائل، ورؤية الجهاد الإسلامي المستقبلية للصراع مع الاحتلال
الصهيوني.
من حيث المضمون
جدّد الأمين
العام موقف الجهاد الإسلامي من التسوية ورفضها لها، والتأكيد على أن "المشروع
الوطني الذي يتحدث عن دولة على حدود الـ 67 من خلال المفاوضات هو مستحيل"،
داعياً إلى "إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أساس الجهاد
والمقاومة"، وأن "لا تطغى أي خلافات بين الفلسطينيين على صراعهم مع
العدو"، والعمل على "إعادة بناء الكيان الوطني الفلسطيني، والكيان
المعنوي بعيداً عن قيود التسوية وليكن هو "منظمة التحرير" إن استطاعت
التحرر من قيود التسوية".
كما طرح الأمين
العام رؤية الجهاد الإسلامي وثوابتها وفق 6 نقاط ، هي: "أن فلسطين كلها وطن
للشعب الفلسطيني أينما وجدوا. وأنه "لا يحق لأي فئة أن تفرض حلاً يتضمن
تنازلاً عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني". و"التأكيد على وحدة الصف
الفلسطيني". و"إعادة بناء الكيان الوطني الفلسطيني بعيداً عن قيود
التسوية". و"إعتماد خيار المقاومة ضد العدو" وتساءل :"هل
الرهان على التفاوض مع "إسرائيل "أفضل من خيار المقاومة والجهاد، مضيفاً
أن من يشك في مشروعية خيار المقاومة عليه أن يشك في مشروعية حقنا في فلسطين.
و"إعادة الإعتبار للبعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية".
وبخصوص
المناسبة فقد تحدث الأمين العام د. رمضان عبد الله عن ذكرى حرب الأيام الثمانية
التي استهدفت فيها المقاومة "كيان الإحتلال في عمقٍ
استيطاني"،
مشيراً إلى تطور المقاومة وإعدادها واستعدادها للمواجهة مع العدو وصولاً إلى حالة
الردع. متحدثاً أن "الشعب الفلسطيني يريد المقاومة"،
والدليل على
ذلك " هو فوز حماس في انتخابات 2006"، وأن من "انتقد حماس ينتقدها
لأنها انخرطت في السلطة".
وطالب
المقاومين بالاستعداد الدائم للمعركة، وبيّن أن نتائج الحرب السابقة جعلت مهمة
المجاهدين أصعب وأن المقاومة في أي مواجهة قادمة لا تملك إلا أن تنتصر ولا تتراجع
عن النصر الذي حققته في الحرب.
من حيث الشكل
شكّلت إطلالة الأمين
العام، في مناسبة الذكرى الأولى لحرب الأيام الثمانية، مناسبة للتأكيد على خيار
المقاومة القادر على تحقيق نتائج عملية لشعبنا في مواجهة خيار التسوية الذي لم يجن
منه شعبنا شيئاً، وكانت مناسبة أيضاً جمعت فيها حركة الجهاد جميع أطياف الشعب
الفلسطيني وحركاته وقواه
السياسية، كما
كان لافتاً الحضور النسائي الحاشد ما يعطي رسالة واضحة على دور المرأة في مسيرة
الكفاح والجهاد ضد العدو.
كما لا ينبغي إغفال الخلفية التي كانت موجودة
خلف الأمين العام: "سماء زرقاء" و"قدس" و"مجاهدين من
سرايا القدس"... واللغة الهادئة التي تتسم
بالثقة، وحركات
اليدين والإشارات المتناسقة، ما يشير وبوضوح إلى مُتمكن ومسيطر في توجيه الرسائل
المستند إلى قوة ظهرت في عدة معارك ـ القصد هنا سرايا القدس ـ. كما يمكن ملاحظة
الحرص الشديد من قبل الأمين العام أن يكون خطابه توحيدياً وإن مرر رسائل داخلية
فيه.