القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

ربع قرن على تأسيس حماس...ماذا بعد؟!(5/5)

ربع قرن على تأسيس حماس...ماذا بعد؟!(5/5)

بقلم: سري سمّور

}توضيح:أكتب هذا التوضيح، بعد فراغي من تحرير هذا الجزء؛ وأؤكد أن رقابة الله علي أكثر ما يهمني مستشعرا قول الشافعي:-

وما من كاتب إلا سيفنى*** ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء*** يسرك في القيامة أن تراه

ولم أقصد هنا أي تجريح أو تشهير، وإدراكا مني بأن حركة كبيرة بحجم وتأثير حماس، سيكون لأي خلل-لا سمح الله- فيها انعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية، والعكس صحيح، وليس لي عند أحد ثأر شخصي، ومن أشرت إلى أخطائهم لم أذكر أسماءهم، ولا حتى ما يدل عليها...والله من وراء القصد{

(18) تراجع المشروع الصهيوني

أفول نجم المشروع الصهيوني أمر أكيد وحقيقة لا وهم، فلم تعد إسرائيل واحة ديموقراطية وسط صحراء قاحلة من الديكتاتورية، وباتـت عبئا على داعميها، وفقدت ميزة القوة الضاربة المتقدمة في المنطقة؛ فأمريكا تجنّدت مع أكثر من ثلاثين دولة لكسر القوة العسكرية العراقية، ولكن إسرائيل اندحرت أمام حزب الله، وأمريكا اضطرت لاحتلال العراق مباشرة، فما فائدة «تساهال»؟ ثم اندحر الاحتلال عن غزة، ولم تتمكن إسرائيل من كسر المقاومة في 2008/2009م وأخيرا باتت غزة تضربها بصواريخ تطال عمقها، أما الجانب الاقتصادي، فإسرائيل دولة تعيش على الدم المـنقول.

و الولايات المتحدة الداعم الأقوى والأهم للكيان، فباتت تعاني من أزمات متراكمة، وتسعى إلى تسويات، وإبرام صفقات، كانت ترفض مجرد الحديث عنها قبل سنوات، مع من كانت تنظر إليهم كإرهابيين، وواضح رفض أمريكا الحل العسكري للتعامل مع إيران، وهو ما تريده إسرائيل، ولو تورط الأمريكان في إيران فإنهم سيخرجون مثخنين بجروح عميقة لا يرجى بعدها شفاء للامبراطورية الأمريكية، وهنري كيسنجر قال بوضوح أنه لن يكون هناك إسرائيل بعد عشر سنوات، وتـقارير قدمت إلى باراك أوباما من ست عشرة مؤسسة استخباراتية مفادها أن إسرائيل ستنتهي في العام 2022م كحد أقصى...ولو وضعنا التحليل السياسي مع دراسة الأستاذ الشيخ بسام جرار القرآنية سنذهل من درجة التـطابق...وعليه فإن حماس بحواراتها وتصرفاتها يجب أن تتعامل وفق هذه الحقيقة، وتبني الخطط بناء عليها، ولا تسمع لتحليلات المرجفين، وتـقرأ بتمعن سنن الله في الكون، ومن سننه أن هذه الأرض لا يعمر فيها ظالم.

(19) العلاقة مع الجهاد الإسلامي

بصراحة أدرك صعوبة الوحدة الاندماجية بين حماس والجهاد في المدى القريب، ولكن لماذا لا يتم تـفعيل وتطوير الأطر التنسيقية وغرف العمليات الميدانية، بدل بقائها في الإطار الديكوري الإعلامي؟وهناك أمور بادر إليها أسرى الحركتين في بعض السجون الصهيونية بتوحيد جلسات التـثـقيف الشرعية والفقهية وما شابه...ولكن ذراعي الحركتين الطلابيين (الكتلة والرابطة) كانا في ما مضى يخوضان انتخابات الجامعات بقائمة واحدة، والآن كل يخوضها بمفرده، ولا أجد تبريرا مقنعا لهذا، وأعزو الأمر إلى اتباع الهوى ونزغ الشيطان!

ولا ننسى كيف أن بعض الكتبة والإعلاميين من مخلفات موسكو أرادوا الاصطياد في الماء العكر بسبب اللغط حول زيارة د.رمضان شلح إلى غزة، فوجب وجود تنسيق أعلى وأكثر تطورا...ولمزيد من الوضوح فإن هناك بعض الجهلة من قواعد الحركتين، وليس من قمة الهرم، يطلقون الشائعات، ويغمزون ويلمزون، أو يثيرون خلافات قديمة، المفروض أنه جرى تجاوزها أو حلها، وساحة هؤلاء إما نـقاشات مباشرة أو عبر العالم الافتراضي(الإنترنت) ...فوجب القناعة بأن الجهاد الإسلامي يكمل حماس ويشد أزرها، وبأن حركة الجهاد الإسلامي هي قشة في مهب الريح بلا حماس، ولعلهما تذوقتا لذة الوحدة والتنسيق، وآلام الفرقة والعمل المنفرد...فهل سنسمع ما يسرنا في المرحلة القادمة؟!

(20) العلاقة مع فتح

دون الاتـفاق على برنامج سياسي ستبقى الأمور على حالها، صحيح أنه وقعت اتـفاقيات كثيرة بعضها يتضمن برنامجا سياسيا(وثيقة الأسرى مثلا) إلا أن الأمور على الأرض بقيت مختلفة؛ ولكن لو توصلت فتح إلى قناعة بما ذكرته آنـفا أي قرب نهاية إسرائيل، واعتمدت المزاوجة بين المقاومة المسلحة والتفاوض، ستكون الأمور أكثر سهولة...ومما يزيد في تعقيد الأمور وتشابكها أن فتح ليست بلون واحد، ولا مدرسة سياسية جامعة، بل هناك اختلاف على تعريف من هو العضو في فتح...ومع ذلك فإنه يفترض أن تكون الحركتان تـفهمان بعضهما جيدا، نظرا للاحتكاك والتعامل الدائم بدءا من الأسرة والبيت، مرورا بالسجون وأماكن التعليم وأماكن العمل والشارع؛ إلا أن الغريب في الأمر أن هذا الفهم ليس موجودا؛ فهناك سوء فهم واضح، أما سياسة قصر الحوار على القيادات فهذه بحاجة إلى إعادة نظر، مع أنه تبين أن القواعد يلتزمون بقرار القيادات مهما أبدوا من احتجاجات، ولكن لا مناص من الحوار الأفقي تزامنا مع العامودي، حوار صريح يعتمد المكاشفة ولا يضع القمامة تحت السجادة، وحوار لا يهدف إلى إعادة إنتاج حالة سياسية مجرّبة، بل إلى التوصل إلى برنامج مشترك لتحرير الأرض...وحتى ذلك الحين سيكون الحال هو فض اشتباك، وعلاقات عامة، وإدارة أزمة...كما أن إشعال فتيل الضفة الغربية بيد فتح دون سواها، ولعل حماس باتت على قناعة بهذه الحقيقة، وعلى فتح أن تدرك أن حماس حركة كبيرة، تختلف عن أحزاب وفصائل المكاتب والديكورات والتنظير الخالي من سند شعبي على الأرض، ولا يمكن لحماس أن تتخلى عن قناعاتها، ولكن يمكن التوصل معها لأرضية عمل مشتركة، لمصلحة الشعب أولا والحركتين المركزيتين ثانيا.

(21) حماس والانتخابات البلدية

منذ عشرين سنة أو يزيد أعلنت حماس أنها ستشارك في انتخابات البلديات، مثلما تشارك في انتخابات الجامعات والنقابات، ولكن لم تنظم انتخابات مجالس محلية إلا في أواخر العام 2005م وقد شاركت بها حماس، وخاضتها بقوائم تشمل أفرادا ليسوا منها سواء بالمعنى التنظيمي، أو بالمعنى الفكري والسياسي، وفازت حماس بالطبع، ولكن كيف قبلت حماس ولم تضغط كفاية لإجراء الانتخابات البلدية -التي جرت بالتقسيط- في المواقع التي لم تجري فيها ومنها مدينة مهمة هي الخليل؟بل اكتملت الانتخابات التشريعية دون اكتمال المحليات، واستمر هذا الأمر حتى بعد تشكيل حماس حكومة، وقبل التوتر الداخلي، فلماذا؟

و كان لبعض الكوادر وجزء من القواعد تحفظات على ترشح بعض الأشخاص، ممن لا ينتمون إلى الحركة، تدفعهم مشاعر عنصرية مقيتة، الشرع يرفضها، ولكنهم غلفوها بالعصبية للحركة وما قالوا أنه «الانتصار للدعوة» وقد لجأ بعضهم إلى الإنترنت لكتابة كلام ما كان أحد يتوقعه فيما يخص طريقة الحوار بشئون حماس الداخلية وكوادرها بحيث نشر تشهير على الملأ بأسماء مستعارة وبتفصيلات كثيرة لا يجوز نشرها للعامة، وبعضهم غضبته كانت لأنه كان يريد تكرار سياسات البلديات المعينة السابقة، ناسيا أن شعار حماس كان التغيير والإصلاح، وليس الإحلال والاستبدال...ومن الأمور المضحكة التي أثيرت في هذا السياق ، سوق أمثلة لتبرير هذه العنصرية تنم عن عقم فهم للسيرة النبوية، وسطحية ساذجة جدا؛ مثل القول بأن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يضع خالد بن الوليد، على قيادة الجيش الذي توجه إلى مؤتة، ولم يضعه خيارا ثانيا أو ثالثا، لأنه حديث عهد بالإسلام، ويـنسى هؤلاء أن الحديث يدور عن مؤسسة خدماتية وليس عن قيادة كتائب القسام، وأن الشأن التنظيمي قد لا يخضع للانتخابات أو لانتخابات مجموعة معينة، بينما المرشح لمنصب عام عامة الناس من سينتخبونه أو ينتخبون خصمه...ثم عن السؤال الأكثر أهمية وإلحاحا:إذا كان هناك إخفاقات في أداء البلديات، هل مرده فقط الأفراد الذين ترشحوا في قوائم الحركة وهم ليسوا منها؟الجواب «لا» كبيرة، فلعل هؤلاء كان أداؤهم خير من أعضاء الحركة في ذات المجالس...أتحدث عن هذه المسألة حتى تـقوم حماس في المرحلة المقبلة بتثقيف سياسي-اجتماعي يفصل بين ما هو تنظيمي وما هو شعبي أو خدماتي للناس، وقد تكون الحجة أن سوء أداء المرشح ينعكس على من رشحه، صحيح، ولكن هل إذا كان عضوا في الحركة يكون أداؤه أفضل؟الأمر يخضع لقدرات وأداء الشخص وليس لانتمائه السياسي...وهذا يقودني لمسألة حساسة.

(22) مؤسسات حماس الخدمية والصحية وغيرها

حماس تطالب، باستعادة هذه المؤسسات، والورقة المصرية تنص على ذلك، ولكن هل كانت تلك المؤسسات على ما يرام؟ألم يخطر في البال أن ما جرى هو عقوبة من الله، والله تعالى سبق أن عاقب صحابة رسوله؟ لقد بكى إعلام حماس وصرخ لأن أفرادا جرى فصلهم من هذه المؤسسات التي سلمتها السلطة لإدارات اختارتها هي، ونسيت حماس أن السلطة ما كان يمكن أن تـفصل أي شخص مثبت في وظيفته في المؤسسات المذكورة، فلم يا ترى كان هؤلاء الرجال والنساء من غير المثبتين، مع العلم أن كوادر أو عناصر حماس كانوا يديرون تلك المؤسسات؟ أليس هذا خللا يتطلب مراجعة ومحاسبة؟ ولا أريد الخوض في كل تـفصيلات المؤسسات الخدماتية والصحية التابعة لحماس، ولكن المؤكد أن من كانوا يديرونها ارتكبوا أخطاء متراكمة، وكثير منهم لم يكن جديرا بموقعه فاستمر فيه، وبعضهم كان يتعامل بعنصرية جهوية مناطقية منـفّرة، وكان التعامل مع كادر الموظفين، وأغلبهم من المحسوبين على الحركة والمقربين منها، أو من أبنائها فعلا، تعاملا غير مريح من نواح شتى، ولهذا كان كثير منهم يغتنم أي فرصة للتوجه إلى العمل الحر أو الوظيفة الحكومية، وهم أمامكم فاسألوهم، وأزيد على ذلك أن التوظيف في هذه المؤسسات لم يكن يراعي من هو بحاجة أكثر من أبناء الحركة وأنصارها بل خضع الأمر لمعايير دخل فيها ما كانت حماس تمتاز عن غيرها بعدم وجوده، وأقصد نعرات المخيم والقرية والمدينة وعائلة فلان أو علان.

قد تستعيد حماس هذه المؤسسات، وقد يسمح لها بإنشاء مؤسسات أخرى فهل ستبقى سياستها كما كانت؟لقد عهدنا حماس تراجع سياساتها وتتعلم من أخطائها، ولكن كان هذا يقتصر على عملها السياسي والميداني وقد آن أوان أن يشمل الاتعاظ من الخطأ كل مؤسسة حتى لو كانت ناديا رياضيا موازنته ألف شيكل!

(23) حماس ودخول السلطة

دخلت حماس السلطة بعد تشاور داخلي، وتوافق فصائلي في القاهرة، ولكن هل ظنت حماس أنه يمكنها دخول السلطة بأريحية دون اعتراف الحكومة التي تـقودها بإسرائيل؟ثم لماذا لم يكن هناك تزامن في دخول السلطة والمنظمة، حتى لا تـقع الإشكالية التي وقعت؟...ومن الخطأ الاعتقاد أن حماس لو لم تدخل السلطة، أو لو لم تنافس على الأغلبية لم يكن الاقتتال ليقع، بل كان سيقع –للأسف- تحت يافطة وعنوان آخر، ولكن هل كان على حماس تشكيل الحكومة العاشرة؟وإذا كان الأمر ضروريا، ألم يكن الأجدر قبل تشكيلها جمع مبلغ كبير استعدادا للحصار الذي ظهرت بوادره بعد نتيجة الانتخابات مباشرة؟ثم إن للحكومة متحدث رسمي ورئيس وزراء ووزراء، ومكتب إعلامي، فلماذا قام الأخ خالد مشعل بإحراج الحركة والحكومة في خطابه في دمشق في نيسان/أبريل 2006م بالحديث عن سرقة المكاتب والطاولات والشاي والقهوة من الوزارات؟فيفترض أن هذا شأن الحكومة لا الحركة!

وما دامت حماس قد فازت بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي، وهي تدرك أن الاعتقال يتهدد النواب، فلماذا لم تـقم فورا بتمرير قانون التوكيلات للمعتـقلين؟ ووقتها ما كانت فتح لترفض لأنه كان لها أربعة نواب أسرى، ونائب مطارد، والجبهة الشعبية أمينها العام أسير وهو نائب، ولم تكن الحملة الاعتقالية قد بدأت، فلماذا لم يتم تمرير القانون وقتها حين كان إقراره سيكون بالإجماع، بل لربما تردد الاحتلال بشن تلك الحملة أو قلل من كثافتها، لأن هكذا قانون يقطع الطريق عليه.

(24) نواب الضفة...بصراحة

بما أن الضفة هي بؤرة الصراع الحالي، ومعلوماتي عن نواب غزة شحيحة، فسأتناول هنا وضع نواب الضفة الغربية بصراحة؛ فالنواب الإسلاميون مشهود لهم بالخلق الحسن، والتاريخ النضالي، والوعي والثقافة والعلم، وحسبهم من أوسمة الشرف قضاء سنين في الأسر فقط لأنهم ترشحوا في قوائم الحركة وانتخبوا من شعبهم، فهم على العين والرأس، ولكن المواطن لا يريد هذا فقط من النائب، لأننا لسنا في سويسرا أو النرويج، وإذا كان هؤلاء النواب أرادوا إيصال رسالة بأنهم يبتغون وقف سياسة التوظيف وجلب المساعدات المالية، لأنها ليست من عمل النائب، فإن وقف هذا يكون بتحسن ملحوظ لوضع الناس الاقتصادي، وليس في وقت حصارهم...وإذا كان المجلس التشريعي معطلا، وإذا كان نواب الضفة لا يتعاملون مع حكومة فياض، لأنها لم تنل ثـقة التشريعي، ولأنهم قضوا سنوات في السجون بعد انتخابهم، فإنه من الإجحاف الحكم عليهم بهذه السرعة؛ ولكن أنا لا أعفي حضرات النواب من مسئولياتهم ولدي نـقاط وملاحظات سريعة ومهمة:-

1) عمد العديد من النواب إلى توظيف أقاربهم من الدرجة الأولى، كمرافقين ومدراء مكاتب وما شابه، وهذا أثار حفيظة القريب من حماس قبل البعيد عنها، مع العلم أن راتب النائب 2500$ ولديه مصروفات مكتب 8000 شيكل، وإذا كان حرّا فيها فلا يخصنّ بها أقاربه دون غيرهم،ولم لا يوظف شخصا متزوجا ورب أسرة بألفين وخمسمئة شيكل بدل ألف شيكل مثلا!

2) لقد بدأت الناس تهمس، ثم تعالى الصوت بشأن رواتب نواب مجلس معطل، وكنت وما أزال أنتظر مبادرة من حضرات النواب الإسلاميين باقتطاع جزء من رواتبهم(1000$ مثلا) توضع في حساب لأمور خيرية، وما أكثر أبواب الخير، والأكثر منها حاجات الناس، وبهذا يسجل النواب نـقطة بيضاء ناصعة، قد تدفع نوابا من القوائم الأخرى لتقليدهم، وتخف حدة أصوات التذمر المتهمة، ولربما هم يتصدقون بجزء من رواتبهم سرّا، لكن حالتهم لا يفترض أن تكون «لا تعلم الشمال ما تصدقت به اليمين» ولا محاولة تـقليد جابر عثرات الكرام وزائر الليل المحسن؛ فالشخص المنتخب يجب أن يرى الناس عمله جهارا نهارا!

3) كثير من النواب لا نحس منهم من أحد ولا نسمع لهم ركزا، علما بأن لهم حصانة لا بأس بها، وقد عكفوا على خاصة أحوالهم، وأغفلوا شئون إخوانهم، بحجج يقال عنها بأنها تبرر رغبتهم في مغانم النيابة، واجتناب مغارمها!

ولعل ثمة أمور أخرى تتعلق بوضع النواب باتت معروفة، وعليه على حماس مستقبلا تجنب إعادة ترشيح أي نائب من نواب الضفة الحاليين، إلا بعد دراسة معمقة لكل أبعاد وضعه ومحاوره الكبيرة والصغيرة، على أن تحدد الحركة سلفا عدد النواب الذين سيعاد ترشيحهم من جديد.

(25) حماس والوزارات

تتذرع حماس بتوظيف عناصرها وكوادرها، في الوزارات والمؤسسات، بأنه كان بسبب الإضرابات المسيّسة؛ ولكن هل كان من الضروري منح هؤلاء درجات مدراء وإنزالهم بالباراشوت على الوزارات؟ولماذا تم تجاهل كثير من الموظفين الذين فرحوا واستبشروا وأبدوا رغبة في التعاون مع الحكومة الجديدة وبرنامجها وحتى أنهم انتخبوها؟وهذا سهل تصاعد حنقهم، خاصة في ظل انـقطاع الرواتب، وكان من الخطأ رمي الموظفين عن قوس واحدة...والتبرير الآخر بأن فتح قد فتحت أبواب التوظيف ومنح الدرجات حتى لغير المؤهلين من عناصرها، فهل انتخب الناس حماس لاستبدال الأخضر بالأصفر؟أم أن نـقمة الناس على هذه السياسة وما نتج عنها جعلتهم يصوتون بكثافة لحماس؟ وهنا لا أقول بأنه كان على حماس عدم توظيف كوادرها وعناصرها بالمطلق، ولكن ما جرى هو عشوائية، واستحضرت فيها المثل الشعبي «هجين ووقع على سلة تين!!» وهناك أشخاص تم تعيينهم في مواقع لا يمكنهم إدارتها نهائيا، وكان الأجدر استثناء المؤسسات التي فيها أصلا موظفين مهنيين متعاونين من التوظيف، أو من جلب موظفين بدرجات عالية(مدراء) إليها...ومن فترة انتقدت في حوار عابر مع عضو مجلس ثوري فتح استخدام أي وزارة أو مؤسسة حكومية لنشاط تنظيمي، حتى لو كان تصوير ورقة، ولكن هل هذا الاستخدام اقتصر على فتح؟لا، لأن بعض العناصر فعلوا ذلك بالوزارات إبان الحكومة العاشرة؛ وهذا له مضار كثيرة، منها جلب شعور بالخيبة من التغيير والإصلاح، ومخالفة القانون(مخالفة غيرك للقانون لا تبيح لك المخالفة) والأهم جانب أمني، لأن الاحتلال وضع كل المؤسسات تحت المجهر، واستغلالها لأمور تنظيمية يسهل عليه تـقديم لوائح اتهام تدحض كونها مؤسسات لخدمة الجمهور فقط!

(26) وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم

لعل الله سبحانه وتعالى، قد جعل الأمور تسير كما سارت في بضع سنين خلت كي تـفيق حماس، خاصة الكتلة الشابة المنتجة فيها، وتتذكر أنها ما كان لها الاستـقرار في سلطة إلا بعد أن تحرر الأرض، وأن النزول عن جبل الرماة خطأ له عواقب وخيمة، ولا يـفوتنا أن حماس جلبت لنفسها حسد المعيشة، الذي أصاب قواعد الحركة في الضفة الغربية، في ظل ما عانوه من ظروف قاسية وحرمان، فبات حديثهم عن الرواتب الكبيرة، والجيبات الفخمة، والأبهة، والجاهة والوجاهة، التي توفرت للبعض من حركتهم...ومن هنا فإن الانتخابات تحت الاحتلال لا معنى لها، وسبق أن تحدثت عن مضارها على حماس، وهي لمست ذلك وعاشته، ولكن فيما يتعلق بالمجلس الوطني، ومنظمة التحرير، فلا بد من الإسراع بإنجازها، ولكن بـقانون واضح مفصل فاصل يضع النقاط على الحروف ويتجنب تداخل المؤسسات..فالمعركة الآن معركة تحرير، لا تـفاهمات على كيفية إدارة جسم يجري التلويح بحله، وهو في كل الأحوال خاضع في كثير من جوانبه لظروف الاحتلال وهذا يقودني لأمر آخر في ذات السياق، وهو أن على حماس، وقد رأت التفاف الجمهور حولها أن تشرك غيرها في إدارة قطاع غزة، خاصة من المهنيين والخبراء، ممن ليسوا منها ، وهنا أتحدث عن واقع موجود ولا أدري متى سيتغير فيما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولم تعد ذريعة رفض الآخر المشاركة في حكومة حمساوية صالحة الآن، فالظروف تجاوزتها، وبات من الضروري التخلي عن التفرّد، ولننظر كيف أن حزب الله له حصة من الوزراء لم يتردد في الإعلان عن التخلي عنها لصالح حلفائه، وقد يكون وزير معين غير حمساوي أنـفع للناس، ولو من باب قدرته على الــقـفز على الفيتو والحصار السياسي...وآمل ألا يطول الانتظار!

(27) الثورات العربية ومستقبل حماس

لا توجد لدي ذرة شك بأنه لو وقعت الحرب الأخيرة ومبارك في الحكم لقتلت آلة الحرب الصهيونية 3000 مواطن كحد أدنى، وهذه من أبرز التغيرات الواضحة في مرحلة ما بعد مبارك...وأنا لا أحب تعبير الربيع العربي لأنه يذكرنا بمحدودية الزمن وسرعته كما يقول مصطفى صادق الرافعي، وأفضل تعبير هو الثورات العربية، لأن الثورة فيها معنى للتحدي والاستمرارية أكثر، وهي ثورات كانت أشبه بوهم أو حلم جميل، لدى غالبية الناس، ولكن الفضل لله وحده في اندلاعها...فماذا استفادت حماس والقضية الفلسطينية من الثورات العربية؟

لقد انزاح عن صدر الأمة حكام ظلمة وأنظمة مستبدة شوّهت روح الإنسان وأخلاقه وقيمه، وبلا ريب فإن رحيل هذه النظم خير للعرب وبالتالي خير لفلسطين، ولقد توّجت الثورات بفوز الإسلاميين في الانتخابات، وهو ما استبشرت به حماس لا سيما في مصر، لأن نظام مبارك كان أشد وطأة عليها من الصهاينة أحيانا، إلا أن الأمور بعد الثورات، وإن كانت خيرا منها قبلها، فهي دون المشتهى والمأمول والمطلوب شعبيا، وحتى حمساويا، وإن لم تعلن حماس صراحة عن ذلك؛ فقد هرم كثير من الفلسطينيين من أجل أن يروا مواقف عربية تشد من أزرهم وتأخذ بيدهم، ولا تتعامل معهم ومع جلادهم وكأنهم من ذات المستوى والجرم...كما أن الوضع في سورية أثر على حماس، من نواح عدة، ومنها أن مجلس الشورى لا يجد مكانا يعقد فيه اجتماعه، ولا ندري إلى أين تتجه الأمور في سورية؛ ولكن من المعيب أن ينادي البعض بالتوجه إلى الجهاد ضد النظام في سورية، وينسون أن الأقصى هو الأولى بمثل هذه الدعوات والنداءات، وأرى أن حماس مقصرة في سكوتها وتغاضيها عن هذه الدعوات، سواء على مستوى القيادة، أو المستوى الإعلامي، وللصراحة فإن ضعف الدولة اللبنانية قوّى شوكة المقاومة في جنوب لبنان، وإذا كانت جبهة الجولان ستشتعل سواء بسبب ضعف النظام، أو للوضع الذي سينشأ بعده، فهذا أمر محمود، أما أن يكون حال جبهة الجولان هو التأمين، وتخريب الباقي، كما حصل لمقر وزارة النفط العراقية، فإن وضع سورية خسارة فادحة.

يضاف إلى ذلك هذا الفرز والتحريض والاصطفاف الطائفي بين السنة والشيعة، على حساب الاهتمام بفلسطين، وكل طرف يتهم الآخر بالعمالة للصهاينة، فيما يتفرج الصهاينة على الصراع بل يغذّونه بطرق مختلفة...وفي خضم هذا الوضع لعل حماس أدركت حجم الربح والخسارة فيما يجري، وباتت مقتنعة بالاعتماد على الذات، حيث تتجلى حكمة المثل الشعبي «ما بحرث الأرض إلا عجولها» وعلى حماس أن تستغل كل فرصة متاحة لتقوية نـفسها بالسلاح والمال والخبرات والعلاقات غير المشروطة، لأننا لن نرى الجيوش العربية تتحرك لو هدم الأقصى غدا، أو لو قررت إسرائيل شن عدوان جديد على غزة.

(28) العلاقة مع إيران

كان موقف حماس متوازنا وحكيما برفض الدخول في صراع مذهبي، إلا أن جزءا من القواعد، ومجموعات من نشطاء الإنترنت الحمساويين، انغمسوا في هذا الصراع، وهو صراع لن يـقود إلى تحرير القدس، وسبق بأن كتبت عن الحرب العراقية-الإيرانية التي كانت تحت يافطة الصراع العربي-الفارسي، والآن يراد أن يكون الصراع سنيا-شيعيا وترتاح إسرائيل وتتفرج على حمام دم تشتهيه!

قد يبرر البعض الانخراط بالصراع المذهبي بأمور مؤلمة؛ مثل الاعتداء على حرائر السنة، أو عمليات الإقصاء، أو التطاول على رموز السنة...إلخ وأرى بأن هناك من فرغوا أنـفسهم لهذه المعركة سواء عبر العالم الافتراضي، أو عبر استعدادهم لتفجير أجسادهم في الحسينيات، ولكن حماس بحاجة إلى جهود تـقربها من تحرير القدس ونابلس والخليل وحيفا، وليس من هدم قم أو مشهد أو النجف وكربلاء...ولعل حماس تدرك أن الإيرانيين يتمتعون بدهاء سياسي وحتى لو اختلفت معهم بشأن سورية، فهم بحاجة إليها، بل حاجتهم في ازدياد، وعلى حماس ألا تـقطع العلاقات أو تسعى لتبريدها أو تـفتيرها مع طهران، ولو حتى لاقت من الأخيرة إعراضا، مهما كان حجم الانتقاد والضغط والإغراء، لأنه ثـبت أن إيران أكثر وفاء من غيرها، وأن توعز حماس إلى قواعدها بالكف عن التدخل في الصراع الطائفي، والانكباب على قراءة ما يـفيد تحرير فلسطين بدل كتب ومواقع تـفنيد مذهب الشيعة!

(29) الرأسمالية الاحتكارية تهدد المقاومة

ظـنت حماس أن المقاومة ستجرف في طريـقها هذه العـقبة الكأداء، ولكن كان تأثير المقاومة آنيا، بل إن مشروع المقاومة اليوم مهدد بسبب الرأسمالية الاحتكارية والبرجوازية الكومبرادورية(أي المتحالفة مع رأس المال الأجنبي أو التابعة له) في الضفة الغربية، علما بأن فكر حماس ليس بعيدا عن معالجة هذه الظاهرة، بل على العكس، ويكفي أن الإخوان المسلمين اعتبروا كتاب العدالة الاجتماعية في الإسلام للشهيد سيد قطب-رحمه الله- هدية لهم، لكن حماس لم تولي الموضوع أهمية لأنها-شأن أغلب الناس- لم تستشعر مدى خطورته وتأثيره السلبي، كما أن أصحاب الرايات الحمراء والبرتـقالية اتضح أن مشكلتهم الحصص والمقاعد فقط، وكانت معركتهم ضجيج، بل انخرطوا في ما يسمى بالأنجزة.

وبطيخ جنين، و خياطة طولكرم، وصابون نابلس، وزجاج وعنب الخليل، مظاهر إنتاج وطني مهدد واضمحل وذوى، وبات الناس هنا رهينة البنوك وأشباهها، ورقابهم في قبضة -ناعمة وشديدة في نفس الوقت- ثلة من رجال أعمال ورأسماليين يتحكمون بمفاصل معيشتهم، في ظل غلاء فاحش وبطالة مرتـفعة؛ فهل تظن حماس أن مشروعها المقاوم في هذه البيئة سيتـقدم قيد أنملة؟إن من واجب حماس التصدي لهذه الظاهرة، خدمة لبرنامج المقاومة.

وللتوضيح فأنا لا أشكك بوطنية رجال الأعمال، ولكن طبيعة رأس المال هي الجبن، كما أن تاريخ قضيتنا يقول بأن أصحاب المصالح الكبيرة تحالفوا أو هادنوا وحاولوا بطرق ناعمة وذكية منع التصدي لأي سلطة قائمة ابتداء بأواخر عمال العثمانيين، ومرورا بسلطة الانتداب، وانتهاء بالكيان الصهيوني، لأن المقاومة تهدد مصالحهم، وتنقص أرباحهم، وتضعف نـفوذهم؛ وأقول هذا الآن ردا على تعليلات تنم عن ضعف في فهم السيرة؛ حينما يقال بأن عددا من العشرة المبشرين بالجنة أثرياء، ويأتون بذي النورين عثمان كمثال؛ يا هؤلاء:عثمان جهز جيش العسرة، وفي عهده وقعت أول المعارك البحرية، بينما تجدُّ البرجوازية في الحفاظ على مصالحها ونفوذها الاجتماعي والسياسي، وهي لم تغز ولم تجهز غازيا، وتعيق بمكر أملس أي تحرك للمقاومة، حتى لا ينقص من ربحها مدّ أو صاع، فاتركوا عنكم هذا التشبيه غير الموفق...ولا يتعلق الأمر بحقد-لا سمح الله- أو حسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، بل هو غضب من نظام مالي واجتماعي يعيق ويعطل استئناف المقاومة، لأن المقاومة تتعارض مع مصالح مالية لأفراد قلائل!

(30) المال الشحيح...معضلة تحل بالتبني

بصنابير المال الإيراني، وبحصصه من الخمس، صمد حزب الله، وتمكن من التخلص من آثار الدمار الذي خلفته الحرب، وتلقت مساكن ومنشآت قاعدته البشرية والشعبية مساعدات من قطر وغيرها، فنهض قويا عزيزا، فلا عزة –في زمننا- لمن جيوبه فارغة، ووجد المجاهدون الأفغان باكستان(للسنة) وإيران(للشيعة) تـقفان معهم تزامنا مع تـقاطع المصالح وظروف الحرب الباردة، فصمدوا وهزموا الجيش الأحمر...والفيتناميون وجدوا السوفيات والصينيين يـقفون معهم ضد العم سام فانهزم واندحر...أما نحن الفلسطينيون فأشبه بالأيتام على مائدة اللئام؛ فنحن شعب حيّ رفض أن يشطب من التاريخ، ولم يخضع لقهر الجغرافيا، ولا ينـقصنا عدالة قضية، ولا رجال أذكياء أو شبان شجعان، بل لدينا شح في الموارد المالية، وأقولها بصراحة، نحن بحاجة لمن يتبنانا ماليا، ولو بحثنا فسنجد، ولكن علينا أن نكيف حياتنا تدريجيا مع الظروف التي يفترض أن يحياها من يطلب الحرية.

يقال أن نسبة من يعتمدون في معيشتهم على التنظيمات مرتـفعة في قطاع غزة ، وهناك من ينظرون إلى عيوب ذلك، وأنا لا أراها نـقيصة، فيجب أن يبقى الشباب مستنـفرين، وطاقتهم متجمعة باتجاه واحد...وهنا على حماس التي قالت في بيانها الأخير أن ليل الضفة قريبا سيزول، أن تعي أهمية عدم تكشف الناس ماليا، فهذا معناه نصف ثورة، ونصف مقاومة، نخسر فيها شهداء، ودمار واعتقالات، وقبل أن تكتمل نطلب وقف النزيف لأن الجيوب فرغت، فندخل في نـفق مظلم بل في قعر هاوية، فوجب التنبه إلى توفير موارد مالية، مسنودة بأخرى احتياطية، وإلا فإن الليل سيصطبغ بالدماء والآهات ولن يزول...ليس لدي اقتراحات محددة، ولكنني أؤكد على الفكرة، والتي تـقتضي توفير المال، مع خطة محكمة لإنـقاذ الناس من براثن الكومبرادور، فخوض المعركة بجيوب فارغة، أو حتى نصف مملوءة خاسرة سلفا، وغني عن القول أنني لا أقصد فقط عناصر حماس؛ بل الحديث عن مجموع السكان، وأعرف أن هذا أمر لا تـقدر عليه حماس وحدها، صحيح، لذا وجب التعاون مع كل من يتبنى برنامج المقاومة من القوى والفصائل والأفراد، وحتى العائلات، وكل دولة أو مؤسسة يمكن أن يستفاد منها في ذلك، وأظن أن الظرف الدولي والإقليمي يسمح بإيجاد من يتبنى ويدفع!

(31) الخلاصة

ثلاثون عنوانا فرعيا أو محورا حاولت فيها مقاربة وضع حماس في الماضي والحاضر والمستقبل، كونها حركة منوط بها مهمات جسام، وأعرف أنني سأحتاج إلى مقالات أخرى لمحاور تـثري الفكرة أو توضح بعض الأمور...ومما لا شك فيها أن حماس اليوم حركة كبيرة وممتدة داخل فلسطين وخارجها، وأنه لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها لا من عدو أو خصم أو منافس، ولا يمكن لحماس إنجاز مهمة التحرير دون التعاون مع الآخرين، وأمام حماس مشوار صعب، ولكنه ليس طويلا، بمشيئة الله، كي تنتقل إلى العمل السياسي والاجتماعي والدعوي الخالص، فالآن كل هذا في خدمة السلاح، واستعرضت مطولا فترات مفصلية من تاريخ حماس، وفي هذا الجزء قدمت رؤية حول ما يتوجب على حماس فعله، من باب النصح، وأشرت إلى أخطاء وقعت فيها حماس، وهي أخطاء لا خطايا وقابلة للعلاج إذا وجدت الإرادة...والأهم أن حماس تكبر والمشروع الصهيوني يضمحل ويشيخ بسرعة، وأنها تعلمت أن عليها الاستفادة من الجميع، وألا تكون العلاقة مع طرف على حساب الطرف الآخر، وأثبتت أن المؤسسة أهم من الشخص مهما بلغت قدراته...،و إعلام حماس يحتاج إلى تطوير دائم، وميثاقها بحاجة إلى تنـقيح وتطوير، وحماس بحاجة إلى نـفسها وروحها التي انطلقت بها قبل ربع قرن، مثلما أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى حماس بكينونتها المذكورة دون تغيير أو تبديل إلا باتجاه مزيد من القوة والصلابة، ما دام هناك شبر محتل من الأرض أو أسير خلف القضبان أو لاجئ بعيد عن الأوطان.

(وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)