رحلة عائد: فلسطينيو سورية..بين مطرقة الغلاء وسندان الشتاء
بقلم: سامي حمود
في ظل تسارع الأحداث في سورية وانعكاساتها على الواقع الفلسطيني هناك، مما أدّى إلى حركة نزوح قوية وتوافد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان. حيث بلغت إحصاءات عدد العائلات الفلسطينية النازحة ما يقارب 1850 عائلة منذ بداية الثورة السورية ولغاية تاريخه، وهذا الرقم قابل للازدياد نتيجة القصف والقتل اليومي الذي يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في سورية.
وتتوزع هذه العائلات على مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية بالإضافة إلى المدن اللبنانية، فالبعض لجأ عند أقاربه والبعض الآخر لجاً إلى المدارس والمراكز الأهلية الشاغرة، وهناك قسم آخر أُضطر لاستئجار منازل في المخيمات والضواحي. ولغاية الآن يقوم النازحين على ترتيب أوضاعهم المعيشية بأنفسهم، مقابل توفير بعض المساعدات الإنسانية لهم من قبل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وبعض القوى الفلسطينية، مثل المواد تموينية والفرش والثياب والدواء أيضاً.
ولكن تبقى قضية المساعدات الإنسانية غير كافية ولا تلبي الحد الأدنى من حاجات النازحين اليومية، لأن الأزمة قد تطول وإمكانات النازحين المادية ربما لا تُسعفهم من تأمين أجرة المسكن أو شراء الطعام والملبس ومصاريف الأطفال (حليب وحفاضات ودواء) وأدوات التأدفة بعد أن أصبح فصل الشتاء على الأبواب. مع العلم أن تلك العائلات النازحة تركت منازلها في سورية للنجاة بحياتها من مخاطر الحرب الدائرة، دون أن تصطحب معها سوى القليل من الأمتعة والثياب الصيفية.
والقضية التي أربكت العائلات النازحة هي مستوى الغلاء المعيشي في لبنان قياساً مع الواقع المعيشي الرخيص نسبياً في سورية، ويتمثل الغلاء في مستويات عدة من غلاء في أجرة المسكن والثياب والمفروشات وحتى الطعام أيضاً. ومن الواجب هنا أن تُسارع الجهات المسؤولة، وكالة الأونروا والدولة اللبنانية، في إيجاد حلول سريعة لهذه المشاكل الإنسانية والتخفيف عن كاهل العائلات النازحة بتقديم الدعم المالي لشراء كل المستلزمات الضرورية لهم في فصل الشتاء، بالإضافة إلى دفع مبلغ شهري بدل أجرة مسكن لحين انتهاء الأزمة في سورية والعودة إلى مخيماتهم.
هذه المسؤولية تقع أيضاً على عاتق كل إنسان مقتدر عليه واجب التضامن والتكافل مع إخوانه وأهله النازحين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان، فلنساهم في دعمهم مباشرة أو التبرع لكل جهة فلسطينية مخلصة تعمل من أجل تخفيف المعاناة عن أهلنا النازحين، ولنتذكر الحديث الشريف: "لا تحقرن من المعروف شيئاً".
المصدر: البراق