القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

رحلة عائد.. فلسطينيو سورية والعودة المنقوصة

رحلة عائد.. فلسطينيو سورية والعودة المنقوصة

بقلم: سامي حمود

في ظل الأزمة السورية والأحداث الدامية التي تشهدها تلك الدولة، كان من الطبيعي أن يتأثر واقع الفلسطينيين السوريين بما يجري من حولهم. وهذا التأثير، بغض النظر إن كان مقصوداً أو غير مقصود، من شأنه أن يُنتج واقعاً مأساوياً للفلسطينيين حالهم أشبه بحال السوريين الذين نزحوا من بيوتهم هرباَ بحياتهم إلى أماكن آمنة، فلجأ السوريين إلى المخيمات الفلسطينية في بلدهم كون الفلسطينيون ليس لهم علاقة بما يجري من أحداث في سورية.

وبالفعل، أحسن الفلسطينيون أصول الضيافة والرعاية والاهتمام بالعائلات السورية التي نزحت إلى مخيماتهم الآمنة في الفترة الأولى من الحرب، ولكن هذا الأمن الذي كان يشعر به الفلسطينيون تبدد سريعاً وأصبح حال مخيماتهم كحال المدن السورية التي تتعرض للقصف اليومي والتدمير والمداهمات والملاحقات والاعتقال والقتل أيضاً. والمجازر التي حصلت في بعض المخيمات الفلسطينية في سورية منذ مدة قصيرة أكبر دليل على أن الفلسطيني أصبح مستهدفاً، وجُرمه الوحيد أنه أحسن استضافة النازحين السوريين.

وهكذا، أصبحت عملية نزوح العائلات في سورية ليست مقتصرة على السوريين فحسب وإنما شملت الفلسطينيين أيضاً. فتوجّهت بعض العائلات الفلسطينية إلى الدول المجاورة لسورية مثل لبنان والأردن حيث يتواجد اللاجئين الفلسطينيين في تلك الدول، وقد عرضت الحكومة الفلسطينية في غزة رغبتها عن استضافة عائلات فلسطينية من سورية.

وبادرت المؤسسات واللجان الأهلية والشعبية والفصائل الفلسطينية إلى الاهتمام بالنازحين الفلسطينيين من سورية وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، وتشكيل لجان متابعة وعقد لقاءات بشكل دائم بهدف تخفيف المعاناة عنهم. والمؤسف في الأمر غياب الجهة الأساسية وهي إدارة "الأونروا" عن متابعة هذا الملف وتقديم المساعدات للعائلات وحل مشاكلهم، وتهربها من تحمل أي مسؤولية تجاههم.

ومن المفترض، بعد 64 سنة من النكبة واللجوء، أن يعود الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية في فلسطين بعد تحرير أرضها من العدو الصهيوني، لا أن يكون مصيرهم لجوء ونزوح وشتات.

المصدر: البراق