القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

رحلة عائد: مخيم اليرموك...شهيد العودة

رحلة عائد: مخيم اليرموك...شهيد العودة

بقلم: سامي حمود

يغلب على الواقع الفلسطيني في مختلف أماكن اللجوء مشهداً متشابهاً من حيث انتاج الصور والقصص والأثر، ودائماً تلك المعطيات يغلب عليها المشهد التراجيدي المأساوي الحزين. فالفلسطينيون تعرضوا على مدى سنوات اللجوء لمصائب ونكبات ومجازر وتدمير وتهجير واضطهاد في الدول العربية التي لجأوا إليها بعد نكبة فلسطين عام 1948.

ولا شك أن المسبّب الأول لهذه المصائب والنكبات هو العدو الصهيوني بفعل احتلاله لأرض فلسطين وطرد أهلها الأصليون منها، ولكن الجزء الآخر من تلك المصائب هو نتاج الأزمات والأحداث الداخلية لبعض الدول العربية مثل الأردن ولبنان والعراق وسوريا. ولكن الحقيقة المؤسفة أن الفلسطينيون دائماً يدفعون الثمن في ظل أي أزمة عربية، حيث تنطلق حملات عنصرية إجرامية ضدهم، داخل تلك الدول، منظّمة وغير منظّمة تستهدف وجودهم وقضيتهم. وقد شاهدنا بالأمس القريب كيف وصل إليه واقع الفلسطينيون في العراق وأين أصبحوا اليوم، وقبل خمس سنوات شاهدنا عملية تدمير مخيم نهر البارد بأكمله، ومن قبل تدمير مخيمي تل الزعتر والنبطية ومجازر صبرا وشاتيلا.

واليوم، مخيم اليرموك، وهو المخيم الأكبر في سوريا، يتعرض لحملة استهداف بشعة بعد أن أصبح المخيم ملاذاً آمناً للنازحين السوريين، ويتلقون الدعم الإغاثي والصحي. هذا الأمر هو نتيجة طبيعية من أهالي المخيم أن يكرموا من استضافهم من الشعب السوري الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني في وقت الأزمات وقدّموا له أكثر مما قدّمته بعض الدول والأنظمة العربية.

إن من واجب الأخوة وواجب كل إنسان أن يقدّم الرعاية والإغاثة لكل إنسان يلجأ إليه، فكانت النتيجة أن دفع المخيم وأبناؤه ثمن ذلك الواجب الإنساني. والمجزرة الأخيرة التي أُستشهد فيها 21 شخصاً من أبناء المخيم بعد سقوط قذائف الهاون عليهم، أكبر دليل على أن الفلسطينيين في سوريا أصبحوا في دائرة الاستهداف الإجرامي المشبوه من أجل سجّهم في الصراع الداخلي السوري بعد أن أكّدوا على مبدأ الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية المستضيفة.

لم يقتصر الاستهداف فقط عند مخيم اليرموك بل سبقه استهداف مخيمات أخرى بلغت حوالى 10 مخيمات مثل مخيم درعا الذي أصبح حاله أشبه بمخيم نهر البارد بعد تدمير جزء كبير منه، وأيضاً مخيم النيرب الذي أُستشهد من أبنائه حوالى 20 شهيداً ومن ضمنهم مجزرة ال 17 جندي في جيش التحرير الفلسطيني. والمحصلة التقديرية لعدد الشهداء الفلسطينيين في سوريا حوالى 270 شهيداً، بالإضافة إلى مئات الجرحى والتدمير للمنازل والمراكز، ولا ننسى نزوح العديد من العائلات الفلسطينية من تلك المخيمات إلى دول عربية مجاورة مثل لبنان والأردن.

المصدر: مجلة البراق