رسائل المقاومة
د. حسن أبو حشيش
مُجدداً تدخلت الأجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية لتضع النقاط على الحروف. وسط البحر الهائج من القرارات والإجراءات والخطابات التحريضية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته وخاصة في قطاع غزة الصامد.في مؤتمرها الفريد الموحد الذي نظمته الأجنحة في غزة أمس الجمعة وجهت رسائل وحدة وطمأنينة للشعب الفلسطيني بألا يلتفت للإشاعات والتحريض، ويُحصن نفسه ضد الحرب النفسية التي تستهدف معنوياته وتماسكه وترابطه. وثبتت الموقف الوطني العام الذي يؤكد أنه لا تفويض لأحد مهما كانت مكانته وسلطته وتاريخه كي يُفاوض باسم الشعب ويتخلى عن حقوقه، وعززت رفض المفاوضات المهينة.
كذلك جددت اتجاه بوصلة بنادقها للحفاظ على القدس والأسرى وحق العودة، وأن العدو الأوحد هو الاحتلال الصهيوني ولن يكون غيره،ولن تنحرف البندقية عنه، وأن كل الترهات الإعلامية المخطط لها التي تتهم المقاومة بالتدخل في شأن الآخرين هي هراء، وخزعبلات،لا وزن لها ولا واقعية لها، ولا رصيد لها من الصدق والحقيقة. ومن الأمور التي حسمتها وقررتها بوضوح هي الاستعداد للدفاع عن الوجود الفلسطيني،والتصدي لكل محاولات العدوان، وعدم الصمت الطويل على كل محاولات خنق وحصار قطاع غزة، ونبهت الأمة لعدم الانشغال بالوضع الداخلي عن قضية فلسطين والقدس.
أعتقد أن الخطاب المقاوم جاء واضحا وشاملا، وفي وقته المناسب، ومعبرا عن هموم الشعب ومعاناته، كما أنه لطم كل محاولات العبث بسلامة وأمن الجبهة الداخلية، التي تطالعنا بها كل فترة جهات مجهولة تدعي الحديث باسم هذا الفصيل أو ذاك التنظيم. إن توحد الأجنحة العسكرية في خطابها، يتطلب توحدا سياسيا، وحراكا شعبيا، لإنقاذ سفينة الوطن من كل العابثين والمفرطين والمتاجرين والمُقامرين، فقد نختلف في السياسة وفي الوسائل وفي الآليات، لكن يجب ألا نختلف على الإطلاق على الوطن بكيانه ومفهومه وحدوده، والاختلاف يجب أن يخدم الهدف الأساس وهو تحرير الوطن، لكن أن نختلف على مفهوم الوطن وحدوده فهذا ليس خلافا ولا اختلافا، بل هو حق وباطل، وتفريط وتمسك، الأمر الذي يتطلب مفاصلة وموقفا تاريخيا...وأحسب أن مؤتمر الأجنحة جاء في سياق القول الفصل في الوقت المناسب.