القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

رسائل في سؤال

رسائل في سؤال

بقلم: يوسف رزقة

من العدو؟ في استطلاع رأي نشرته صحف عبرية عن رأي السعوديين حول من يرونه عدوا لبلادهم، أجاب ١٨٪ اسرائيل. و٢٢٪ تنظيم الدولة. و٥٣٪ إيران.

نتائج الاستطلاع مريحة لدولة العدوان والاحتلال، بينما هو غير مريح للشعب الفلسطيني، لعدة أسباب:

الأول أنه يكشف عن خطورة التحولات في المزاج العربي باتجاه نسيان أخطار اسرائيل ومشروعها الاستعماري في قلب الأمة العربية، وتوجه السعوديين إلى مواجهة أعداء آخرين في مقدمتهم إيران، ثم تنظيم الدولة هو تحول عن القضية الفلسطينية.

وهذا يعني أيضا أن منطقة الخليج ذاهبة في اتجاه الحرب المذهبية والطائفية، وهي توجهات وليدة توجهات ثقافية ودينية، كما هي وليدة توجهات سياسية وصراع نفوذ .

ولكنه في النهاية صراع مريح لدولة الاحتلال ، وغير مريح للفسطينيبن، وهو تعبير عن فشل للقيادة الفلسطينية.

والثاني أنه ربما يعيد رسم تحالفات، أو تفاهمات دول المنطقة، حيث تذكر الصحف العبرية أنها اليوم أقرب ما يكون لدول الخليج، وأن النظرة العدائية لإيران تمنح الأطراف تقاربا مشتركا، تسببت فيه إيران وسياستها في المنطقة ، وهو قول يحظ بتأييد متزايد في الرأي العام العربي، لذا احتلت ايران المرتبة الأولى في العداء بينما جاءت إسرائيل في المرتبة الثالثة.

وهنا تتحدث التحليلات عن اللقاء الأخير بين جمال خاشقجي ، ودوري غولد مدير مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي الذي تم علنا، حيث قال المحللون إن اللقاء فيه تجسيد للتحولات الخليجية ، لأن تم بتغطية رسمية من قيادة البلدين، فهو لقاء رسمي يعبر عن هذه التحولات وليس لقاء فرديا.

وهذا ما عبر عنه نيتنياهو في أثناء الحرب الأخيرة على غزة بأن أهم النجاحات كانت بإنشاء تحالف اسرائيل عربي ضد حماس؟!

والثالث يناقش المسئولية عن هذا التحول، وهل تقع على ايران أم على المملكة؟! ويدخل النقاش الجدلي في دائرة مفرغة، كسؤال الدجاجة والبيضة، حيث يحمل أصدقاء إيران المسئولية للمملكة، ويحمل أصدقاء المملكة المسئولية لإيران التي تبث رسائل خوف في عواصم المنطقة.

إن سؤال المسئولية ليس بذي قيمة في القراءة الفلسطينية، لأن الفلسطيني يدعو دول المنطقة لتبريد الخلافات بينهم، والتركيز على عداوة اسرائيل التي تقف وراء كل النيران المشتعلة في المنطقة، والتي تجهز المنطقة للتقسيم، بعد تأجيج الصراعات واستنزاف مقدرات الشعوب وتدمير قوتها وتمزيق جيوشها، على النموذج السوري ، والنموذج العراقي.

استطلاع الرأي هذا يعني أن فلسطين تخسر في كل عام نقطة أو أكثر، وتتراجع قضيتها سنة بعض سنة بتراجع الرأي العام العربي في نظرته العدائية التاريخية لإسرائيل، وهي واحدة من آثام أوسلو الكارثة، ويبدو أن هذا التراجع بات يزحف الأن بوتيرة أكثر لتشكيل ضغط أكبر على الجانب الفلسطيني للقبول بالعرض الإسرائيلي الأميركي للحل بعد أن اشتعلت النيران في أثواب العواصم العربية.

ليس في النظام العربي أحد بات يؤمن بقتال اسرائيل ، أو تقديم مساعدات عسكرية ولوجستية للمقاومة المسلحة الفلسطينية، وبات هذا الموقف مسلمة كن مسلمات سياسة النظام العربي .

المصدر: فلسطين أون لاين