"زمن
الحقيقة" وثائقي إسرائيلي بخمسة أجزاء يتحدّث عن مواجهة حماس في الخارج
أحمد
الحاج
بثت
القناة 11 العبرية برنامج "زمن الحقيقة" بأجزاء خمسة، تناول فيها بشكل أساسي
عمل حركة حماس خارج فلسطين، "وسعيها لتقويض التوازن" مع الكيان الصهيوني،
من خلال تهريب السلاح إلى داخل الأراضي المحتلة، وتطوير بعض أنواع الأسلحة للتأثير
المباشر في الصراع مع الاحتلال ومباغتة العدو و"حسم المعركة"، كما جاء في
البرنامج. ويسرد "زمن الحقيقة" بعض محاولات "الموساد" لوقف مساعي
حماس في الخارج من خلال تنفيذ بعض عمليات الاغتيال والخطف. وشملت العمليات عدداً من
البلدان من بينها الأردن وتونس والإمارات وسورية وتركيا ولبنان وماليزيا وأوكرانيا
وغيرها.
البرنامج،
ولأول مرة على قناة عبرية، يكشف ضخامة العمل العسكري لحركة حماس في الخارج، وصُنع بطريقة
احترافية، ويتوزع ما بين مشاهد حقيقية وأخرى تمثيلية، كما يتضمن مقابلات مع عدد من
المسؤولين الإسرائيليين السابقين، والصحافيين المتخصصين، كان من بين هؤلاء: الرئيس
السابق لشعبة المعلومات في الموساد أمنون سوفرين، رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق
عاموس يدلين، والرئيس السابق لشعبة "تيفل" في الموساد حاييم تومر، الصحافي
في نيويورك تايمز ويديعوت أحرونوت رونين برغمان وغيرهم. وقامت بترجتمه وكالة
"شهاب".
يتحدث
البرنامج عن محاولات حماس في الخارج لإنتاج أسلحة متطورة كاسرة للتوازن، وتجنيد علماء.
ويزعم البرنامج أن حماس، من تركيا، تحاول أن تشغّل علماء في جميع أنحاء العالم لتطوير
أسلحة متقدمة. ويبدأ البرنامج من نقطة إبعاد 418 فلسطينياً إلى جنوب لبنان عام
1992، ويعتبر ذلك التاريخ الانطلاقة الفعلية لتطوير عمل حماس العسكري في الخارج. ويعتبر
المعلقون في البرنامج أن حماس تهرب من ضغط (إسرائيل) وأجهزة السلطة، بتكثيف عملها العسكري
في الخارج البعيد من الأعين نسبياً.
ويسرد
التقرير دوافع بعض عمليات الموساد، ومنها محاولة اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي
لحركة حماس خالد مشعل، اغتيال الشهيد عز الدين الشيخ خليل، اغتيال الشهيد فادي البطش
في ماليزيا، والشهيد محمود المبحوح في الإمارات، والشهيد محمد الزواري في تونس. كما
يأتي التقرير على خطف المهندس ضرار أبو سيسي في أوكرانيا، ومحاولة اغتيال محمد حمدان
في لبنان. ومع ذكر كل عملية من تلك العمليات يتحدث البرنامج عن أسبابها، ودور المستهدَف،
وعمله. فمثلاً يقول التقرير إن سبب اغتيال الزواري ليس الطائرات المسيّرة التي استطاع
تطويرها، بل الغواصات التي كان يعمل على صناعتها لصالح كتائب القسام. ويُرجع برنامج
"زمن الحقيقة" كل التطوير الذي طرأ على أسلحة حماس إلى جهد قيادتها وعناصرها
في الخارج. كما يتهم حماس في الخارج بتأمين التمويل لمؤسسات حماس في الداخل، ذاهباً
إلى خلاصة أنه "لا شيء كان سيحصل لولا حماس الخارج".
الأجزاء
الخمسة من "زمن الحقيقة" حول دور حماس في الخارج، ومقاومتها، والتكامل مع
الداخل في الرؤية والأهداف، من جهة تدعو للإعجاب بحركة ممتدة في جهات الكرة الأرضية
الأربع، لكن في الوقت ذلك يجب الحذر في التعاطي مع هذا البرنامج الوثائفي، فعادة ما
تتضمن البرامج والكتب التي تتناول عمل جهاز "الموساد"، الكثير من المبالغات،
وتغمض الأعين عن إخفاقاته الكثيرة. كما أن الأسئلة تبقى مشروعة حول أهداف الفيلم في
هذا التوقيت. فمن الواضح أن البرنامج حظي بغطاء من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، على
الأقل من خلال السماح للمتحدثين العسكريين بأن يسترسلوا بالحديث في هذا الموضوع، وهناك
ما يدلّل على تكلفة عالية لإنتاج البرنامج. فهل إن "زمن الحقيقة" يستبق حملة
سياسية إسرائيلية مقبلة، أم إنه تهيئة لعمليات أمنية إسرائيلية قادمة، أم يدخل في سياق
تحريض بعض الدول على حماس؟