زيارة حركة حماس
لإيران.. فلسطين والأمة وقضايا استراتيجية
رأفت مرة
عند كتابة هذا
المقال كانت الزيارة التي قام بها وفد كبير من حركة حماس برئاسة نائب رئيس الحركة الشيخ
صالح العاروري إلى إيران لا تزال متواصلة.
لكن ما جرى فيها
من حوار ونقاش ولقاءات شملت كبار المسؤولين..وقائد الثورة السيد الخامنئي تشير إلى
أهمية الزيارة وما تضمنته من عناوين للبحث والتعاون.
وتأتي زيارة حركة
حماس لإيران مع إصرار المقاومة على التصدي للاحتلال الإسرائيلي، ورفع مستوى الاستعداد
والجهوزية، وتثبيت معادلة القوة والردع.
كما تأتي بعد الإعلان
عن صفقة القرن وما تتضمنه من استهداف خطير للقضية الفلسطينية والقدس وحق العودة.
ومع اتجاه عدد
من الأطراف العربية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وتزور حركة حماس
طهران وهي صامدة في وجه التهديدات والضغوط الإسرائيلية، وسياسة الحصار واتساع دائرة
الاستهداف الإسرائيلي للضفة الغربية وللوجود الفلسطيني في الخارج.
وقد عملت حركة
حماس في السنوات السابقة على تعزيز حضورها المقاوم والسياسي، وحافظت على علاقات ثابتة
ومتوازنة مع أطراف عربية وإسلامية مؤثرة.
كما أن إيران في
المقابل حافظت على دعم القضية الفلسطينية وخيار المقاومة، وأعلنت رفض صفقة القرن وورشة
البحرين. وهي تعلن بوضوح وقوفها إلى جانب خيارات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج
في مقاومة الاحتلال والتمسك بعودة اللاجئين..وهي تعطي قطاع غزة اهتماما متميزا نظرا
لخصوصية المواجهة الميدانية هناك، وللمكانة الاستراتيجية في المواجهة.
الكلام الذي قالته
حركة حماس في طهران لجهة الاستمرار في مقاومة الاحتلال ورفض مشاريع التسوية والتطبيع
والدفاع عن الأمة ضد كل الأخطار العدوانية والصمود، رغم الضغوط والحصار وضرب عمق الاحتلال
إذا حاول الاعتداء، هو موقف مطمئن للقيادة الإيرانية التي تعطي أولوية للقضية الفلسطينية
وللمقاومة.
كما أن ما سمعه
وفد الحركة من الإمام الخامنئي أن : (فلسطين قلب الأمة الإسلامية وحماس قلب فلسطين)
هو كلام مطمئن لحركة حماس التي تحاول في علاقاتها ان تكون فلسطين والقدس والمقاومة
هي القاسم المشترك لوحدة هذه الأمة وتحصين موقفها.
وهو مطمئن لحماس
بعدما عاشت المنطقة ودولها سنوات صعبة جدا على أكثر من صعيد.
الارتياح للزيارة
ظهر على وجوه ومواقف المسؤولين الإيرانيين ومن خلال وسائل الإعلام الإيرانية.
كما أن ما قاله
وفد الحركة من مواقف يظهر الارتياح للزيارة أيضا..
وقد نكون أمام
زيارة متميزة جاءت في ظرف سياسي صعب جدًّا تعيشه المنطقة.
وهنا يبرز دور
حركة حماس في التحرك على مستوى المنطقة وقواها المؤثرة لتحييد الخلافات وإبقاء الرؤية
سليمة تجاه عدو الأمة.