اختتم إسماعيل هنية رئيس حركة حماس زيارة
إلى لبنان مع وفد من قيادة الحركة جاءت ضمن سلسلة من الزيارات لعدد من الدول العربية
والإسلامية.
اهمية هذه الزيارة إلى لبنان _ كما إلى
باقي الدول _ انها جاءت في أعقاب انتصار الشعب الفلسطيني والمقاومة في معركة (سيف
القدس) وما حققته من نتائج ايجابية وتحولات نوعية على مستوى القضية ومواجهة الاحتلال.
زيارة هنية إلى لبنان ولقاءاته الجهات الرسمية
والحزبية والقوى والفصائل الفلسطينية والفاعليات الشعبية (الرؤساء الثلاثة في لبنان والأمين العام لحزب الله وسماحة مفتي الجمهورية
وقيادات الفصائل من دمشق وبيروت ومسؤولي عدد من الاحزاب اللبنانية) تناولت قضايا جوهرية وحساسة تتوافق مع طبيعة المرحلة
ونتائج معركة سيف القدس والتحولات الناتجة عنها والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية.
الحوارات التي أجراها هنية والمواقف التي
أطلقها تركزت على اهمية الاستمرار في مشروع المقاومة وتوفير كافة مستلزماته وحشد التأييد
السياسي والشعبي حوله ضمن الاطر الفلسطينية والعربية والإسلامية باعتباره مشروعا ناجحا
ومثمرا حقق الكثير من الأهداف.. التي برزت
من خلال ضرب عمق الاحتلال واتساع رقعة التدمير وضرب مرافق العدو وانتفاضة اهلنا في
القدس والضفة وال 48 والتأييد العالمي.. واهم ذلك تضحيات اهلنا في غزة الذين صمدوا
واثمر صمودهم نصرا مشرقا..
وتناول هنية اهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية
وضرورة ترتيب البيت الفلسطيني لكن ضمن روحية جديدة تأخذ بعين الاعتبار النجاحات التي
حققها مشروع المقاومة وتداعيات ذلك على الاحتلال الذي اصيب بخسائر وهزائم سياسية وعسكرية
متعددة.. بحيث لا يمكن الاستمرار في الرهان على خيار التسوية وإبقاء هذا الخيار حاكما
للعلاقات الفلسطينية الداخلية و للسياسات الخارجية التي لا تأخذ بعين الاعتبار تضحيات
الشعب وانجازات المقاومة. واستذكر هنية طريقة تأجيل السلطة الانتخابات الثلاثية بعد
التوافق الفلسطيني.. التي تعطي مؤشرا على آلية التعامل ونهج اتخاذ القرار..
وتوقف هنية في حواراته مع قيادات الفصائل
الفلسطينية والقوى الإسلامية عند ضرورة مشاركة الكل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وبكل
الوسائل دون الانتقاص من اية وسيلة.. كما أشار إلى اهمية البناء على ما حققته المقاومة
من تراكم لعوامل القوة والاستفادة من ذلك للجميع..
في الشق المتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان
توقف هنية عند معاناة اللاجئين الفلسطينيين وأشار إلى المسؤولين اللبنانيين بضرورة
مساعدة المجتمع الفلسطيني والضغط على الاونروا للقيام بواجباتها.
كما كانت له لقاءات خاصة مع حزب الله ضمن
إطار التعاون والتنسيق في الرؤية المشتركة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاستفادة
من نتائج معركة سيف القدس وإجراء تقييم مشترك لانعكاس المعركة على وضع الكيان الصهيوني.
خاصة أن فكرة المواجهة الشاملة لم تعد خارج
الحسابات.
زيارة هنية إلى لبنان التي استمرت خمسة
أيام فقط كانت عميقة في نقاشاتها ومثمرة في نتائجها وغنية في لقاءاتها.. وفي نفس الوقت
كانت محل ارتياح وترحيب عند القوى التي تعاطت معها والتي باتت ترى المقاومة في فلسطين
متمكنة سياسيا وشعبيا وقادرة على إلحاق هزائم بالاحتلال.
اهم ما في الزيارة ايضا انها أعطت الثقة
للفلسطينيين واللبنانيين باقتراب هزيمة الاحتلال نهائيا.. وهذا ما اسهب هنية في شرحه
بالتفصيل.. وما عبر عنه مستقبلوه..