القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

سبعينية النكبة وتحديات القرن

سبعينية النكبة وتحديات القرن

سامي حمود*

خلال أقل من شهرين تطّل علينا الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني حاملةً معها الكثير من التحديات والأزمات التي عصفت ولا تزال تعصف بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني على حد سواء.

قبل سبعين سنة.. كان شعب فلسطين على موعد مفصلي في تاريخ وجوده السياسي والإنساني والجغرافي والديمغرافي، بعد أن تمكّن العدو الصهيوني من احتلال أرض فلسطين بدعم غربي وتواطئ عربي.

قبل مائة عام بتاريخ 2 نوفمبر 1917، كان "تصريح بلفور" بمثابة الترجمة الحرفية للوعد البريطاني المشؤوم في سلب حقوق الشعب الفلسطيني، ومنحها للغزاة الصهاينة الغرباء عن أرض فلسطين والغرباء عن هويتها وتراثها وجذورها.

ففي يوم 14 مايو من عام 1948، أعلن العدو الصهيوني عن قيام الكيان الصهيوني "اسرائيل"، وإعتماد "وثيقة الإستقلال" حسب زعمه زوراً وبهتاناً، ونهاية الاستعمار البريطاني على فلسطين. وللأسف، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية في اليوم التالي مباشرة بدولة الكيان الصهيوني.

وارتبط تاريخ 15 أيار 1948 بمصطلح "النكبة"، كمحطة تاريخية في قاموس الشعب الفلسطيني. وذلك مردّه لاحتلال العدو الصهيوني الجزء الأكبر من أرض فلسطين وطرد حوالى 950 ألف فلسطيني ليصبحوا لاجئين في أكثر من بلد، بفعل الإرهاب الصهيوني وارتكاب المجازر الجماعية.

قبل مائة يوم تقريباً، بتاريخ 6 ديسمبر 2017، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بأن "القدس" عاصمة للكيان الصهيوني، وطلب البدء بإجراءات نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى "القدس"!. منذ فترة وجيزة أعلنت الإدارة الأمريكية تاريخ 14 أيار 2018، موعداً رسمياً لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وبتاريخ 5 يناير 2018، قررت الإدارة الأمريكية تجميد صرف مبلغ 125 مليون دولار، من مساهمتها في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا". ثم جاءت نتائج "مؤتمر روما" لإنقاذ "الأونروا" بالمخيّبة لطموحات إدارة الأونروا في جمع المبالغ المطلوبة لسد العجز في ميزانية الأونروا المقدّر بــ 446 مليون دولار والاكتفاء بــ 100 مليون، والذي عُقد بتاريخ 15 مارس 2018 بمشاركة 90 دولة، في العاصمة الإيطالية روما.

وإزاء هذه التحديات الكبيرة والخطيرة والتي تندرج ضمن صفقة شيطانية اُطلق عليها اسم "صفقة القرن"، تبقى القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في عين العاصفة، حتى كسر كل المخططات والمشاريع التآمرية. وعليه مطلوب فلسطينياً التوّحد خلف مشروع حماية الثوابت والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وعدم التفريط بالقدس عاصمة فلسطين والتمسّك بحق العودة للاجئين إلى الديار الأصلية قبل النكبة 1948.

* مدير منظمة ثابت لحق العودة