القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

سقطات الوثائقي «خفايا مجزرة مخيم تل الزعتر»

سقطات الوثائقي «خفايا مجزرة مخيم تل الزعتر»

ياسر علي

بثت قناة الجزيرة، ضمن برنامج "تحقيق خاص" حلقة عن تل الزعتر؛ ركز البرنامج فيها على إثبات التورط السوري في المعركة متجاهلا معاناة المخيم وأهله والمجزرة، معتمدا على رأي الإسرائيليين ليكشف تفاصيل الاتفاق.

وفيما يلي بعض الملاحظات:

1- استضاف البرنامج ضيوفا غير لصيقين بالأحداث، ما خلا "بلال حسن" مفتخرا أنه أول مرة يخرج للإعلام (يوجد في اليوتيوب عشرات الحلقات التي يكذب فيها بلال حسن وهو يتحدث عن تل الزعتر). وبلال حسن هذا؛ أجمع أهل المخيم على خيانته للمخيم، لم يذكروا أين جرت المقابلة (ذكروا أماكن مقابلة جميع الضيوف).

لم يتحدث المخيم عن قيادة المعركة من الداخل (حركة فتح والفصائل) ولا عن قيادتها من الخارج (من الفاكهاني). الحلقة لم تأت بجديد سوى ما زعم بلال حسن أنه رآه بمنظار لمعسكر الجيش السوري. الجميع يعرف أن ضباط الارتباط السوريين كانوا موجودين، غير أن الجيش السوري لم يكن قد وصل إلى بيروت بعد.

2- كان يمكن أن يكون البرنامج أقوى باستضافة سلمان المجيد القائد العسكري لمعركة تل الزعتر (موجود في ألمانيا)، ونبيل معروف عبد المحسن؛ المسؤول السياسي في المنطقة، وعلي قاسم المسؤول العسكري الذي رد على كذب بلال حسن في اليوتيوب، أما مريد الدجاني فلا أدري سبب استضافته، وكان يكفي الطبيب يوسف العراقي أو الطبيب عبد العزيز اللبدي. وثمة شخصية مزعومة قيل إن "أبو جهاد" أرسله إلى المخيم ولقبه "الجنرال"، دخل ورتّب الصفوف (قرأت عنه في "الجزيرة نت").

3- السؤال الذي طرحه المذيع حول كيفية خروج كل قيادات المخيم كان يجب أن يتوسع فيه أكثر، فالجريمة الأكبر لم تكن في التدخل السوري فقط، بل في التآمر الداخلي على المخيم هو "هل من تفسير لخروج القيادات وتركها لمحاورها وعدم إخبار بطل المخيم علي سالم -قائد المحور الأشرس- بأمر الانسحاب؟ (جرى إعدام علي سالم بعد سنتين من سقوط تل الزعتر، على يد القضاء الثوري في منظمة التحرير).

لقد كان دور قيادة منظمة التحرير في معركة تل الزعتر مخزيا، قال الطبيب يوسف العراقي: "قِست المسافة بين تل الزعتر والطريق الجديدة 7.2 كم، لكننا كنا نشعر أنها 7000 كم".

4- برّأ البرنامج حزب الكتائب من المعركة أول أسبوعين، ولم يذكر أن قائد المعركة بعد اغتيال وليم حاوي كان بشير الجميل، وتحدث عن حوارات بين المنظمة وبشير الجميل وصديقه أبو حسن سلامة (الحديث بلسان الكتائب ورأيها، أين شهود المنظمة؟).

5- تجاهل البرنامج المأساة والمجزرة (4000 شهيد)، والوضع الإنساني (الجوع والعطش).. ويوم الخروج من تل الزعتر (أطول نهار في التاريخ بالنسبة لي)، كأن الإنسان والمجازر تحصيل حاصل.

6- في سياق خطة الحلقة عن الدور السوري، لم يتناول نقطتين مهمتين: الأولى: منع الجيش السوري حصار زحلة لتخفيف الضغط عن تل الزعتر. الثانية: فشل العملية العسكرية، وقصف المقاتلين في الجبل، ومن جهة أخرى رفض "أبو عمار" هذه العملية.

7- الوثائقي وثيقة للتاريخ، لا يجب أن تكون خفيفة إلى هذا الحد.

أخيرا، أقول:

ليس هناك بريء من دم تل الزعتر!

السوريون سهّلوا سقوط مخيم تل الزعتر!

وأبو عمار لم يتمسك بالمخيم!

الكتائب والأحرار ارتكبوا المجزرة بالشعب ونجا المسؤولون، وكما قال سجعان قزي: نأسف لذلك، ولكننا لسنا نادمين (عنصرية متأصلة).

ويبقى مخيم تل الزعتر تاجا على رؤوس ضحاياه، ووصمة عار على جبين المتآمرين.

المصدر: مدونات الجزيرة