شهداء القسام في ذكرى النكبة دليل على تاريخ مجيد
محمد حميدة
تمر على الشعب الفلسطيني هذه الايام الذكرى الخامسة
والستون للنكبة حين تآمر العالم كله على الشعب الفلسطيني وسرقوا منه وطنه ليمنحوه هدية
لصهاينة العالم على ايقاع من المجازر والقتل والتهجير، خمسة وستون عاماً على سرقة وطن،
وما زالت فصول الحكاية مستمرة وما زالت السرقة تتم عل مرأى العالم وكذلك ارتكاب المجازر،
ونهب الارض، وتهجير الشعب، وتهويد المقدسات ولكن ومع ذلك، ومع مرور خمسة وستين عاماً
ما تزال فلسطين وقضيتها الاولى وصورتها العتيقة محفورة في قلوب الاطفال والنساء والشيوخ
جرح يأبى النسيان ويرفض التقادم.
ليس مصادفة في الذكرى الخامسة والستين لسرقة فلسطين
ان يكشف الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة " عن عدد شهداء
كتائب القسام في هذه الذكرى بلغ 1948 شهيداً قسامياً وتأتي هذه الذكرى مؤرخة بتاريخها
الذي يعرفه العالم بأسره تطابقا مع عدد شهداء القسام اللذين قدموا الغالي والنفيس من
اجل تحرير هذه الارض المسلوبة من ايدي العدو الصهيوني الغاصب.
ولقد قالها من قبل قادة حماس الشهداء سنعود لحيفا
ويافا وتل الربيع وكل هذه المقولات ستتحقق بإذن الله وهذا يعني ان البشرى بالتحرير
قريبة وهذه بشرى من عند الله ان يصادف عدد شهداء القسام مع ذكرى النكبة التي هجر اهل
فلسطيني من ديارهم عام 1948م وهذا يدل على ان العودة الى تلك الاراضي التي هجر منها
اهلها قريبا ستعود الى اهلها، ودماء الشهداء وقود يضيء لأهل فلسطين الطريق حتى التحرير
وهذه جاءت ايضا لتقول للعالم بأسره ان دماء الشهداء التي صادف عددهم مع ذكرى النكبة
65 انه لا يمكن القبول بتبادل الاراضي وعليكم التمسك بحقكم ولا تتنازلوا عن هذه الارض
التي روت بدماء قادة ومجاهدي هذا الشعب العظيم وعدم القبول باي مبادرة تقدم اليكم بتبادل
الاراضي او غيرها او التنازل او التفريط بأي ذرة تراب فلسطيني مهما بلغت التضحيات فلا
بد من عودة الى ارض فلسطين كل فلسطين.
و إن عدد شهداء القسام الذي بلغ 1948 شهيداً في
ذكرى النكبة، دليل على تاريخ مجيد سطره القسام بمداد من نور وبأنهار من دماء في سبيل
الله، يجعل كتائب القسام تذكر ما إن ذكرت المقاومة الفلسطينية.
ويؤكد ذلك على أن الشعب الفلسطيني صاحب حق، وقدّموا
من أجل الوطن والدين خيرة الشباب والقيادات طاعة لله ودفاعاً عن المقدسات ومسرى النبي
محمد صلى الله عليه وسلم".
القدس اليوم تنادي جنود القسام، وأن فلسطين المحتلة
بترابها وروابيها تستنجد بأبطال القسام، فليشدّو من عزيمتهم، وليعزّزوا ثقتهم بالله
ومن ثم فليعزّزوا ثقتهم بحركتهم ولتبقَ ايديهم على الزناد متأهبين ليوم اللقاء.
ومع مرور خمسة وستين عامًا من النكبة ما زال حلم
العودة في قلوب الملايين من الاطفال والنساء والشيوخ ومن يؤمن بأن هذه البلاد هي كل
من آمال وطموح وغاية وسيبقى من لم يعرف هذه الارض يوماً ولم يستنشق عطر ترابها منبطحاً
دون كرامة تحت اقدام من سرق الوطن قبل 65عاماً.