شيفرة المفقودين
الإسرائيليين في غزة
بقلم: إبراهيم
المدهون
لنحذر الوقوع في فخ المبالغة
حول عدد المفقودين والأسرى من الجنود الإسرائيليين. فلا أعتقد أنهم أكثر مما يُنشر
بطرق رسمية وإن كان هناك ما يتم إخفاؤه لأسباب مختلفة، وما يتأكد لي أن الاحتلال حتى
اللحظة لا يعرف مصيرهم الحقيقي إن كانوا من الأموات أم الأحياء، وهذا بالتأكيد يخدم
عملية التفاوض.
وحديث الاحتلال المتكرر
عن جثتين لجنديين فقدوا في الحرب يأتي في إطار الحرب النفسية للتأثير على الآسرين للإدلاء
بمعلومات مجانية من جهة، ولتضليل أهالي المفقودين وتصبيرهم من جهة ثانية، ولضمان تخفيف
الضغط الصهيوني الداخلي من جهة ثالثة، وعلينا ألا نستسلم للرواية الصهيونية، ولنحذر
من تناول أخبار المفقودين وفق الروايات الإسرائيلية
وكأنها مسلمات، فحديث الاحتلال عن جثتين وتأكيده المرة تلو الأخرى يأتي كمراوغة وتبخيس
بما لدى المقاومة ولاستفزازها لتقديم معلومات مجانية، فمصير شاؤول آرون وهدار غولدن
لا يعلمه إلا الله وقيادة كتائب القسام الصامتة.
باعتراف الاحتلال الإسرائيلي
اليوم وبداية رفع الرقابة المكبلة عن وجود أربعة مفقودين انطلق قطار الصفقة الطويل،
ونشهد الآن بداية المعركة الاعلامية والتي ستنتهي بإذن الله بخروج مئات المؤبدات، وعلينا
الانتباه لأمرين اثنين عدم استعجال النتائج، وعدم تقديم أي معلومة مجانية عبر وسائل
الإعلام أو الوسطاء، ومبدأ اشتراط المقاومة الإفراج عن جميع محرري صفقة وفاء الأحرار
كعربون مقدم للبدء بالمفاوضات، مبدأ حكيم يؤسس لقواعد إيجابية ومطمئنة لأهالي الأسرى.
علينا الانتباه حتى اللحظة
لم تتحدث المقاومة عن الاثيوبي والجندي الخائب، وكل ما يقال في هذا المضمار عبارة عن
تكهنات ورواية اسرائيلية فقط، وأعتقد بأن ثمنا ما يجب أن يدفع مقدما قبل أن تقول المقاومة
كلمتها، وهذا يحتاج جهدا أكبر من الوسطاء.
وحديث الإعلام الصهيوني
عن مجنون وحالات إنسانية نوع من أنواع الهرطقة الإعلامية والتي لم تعد تجدي أمام سلاح
متيقظ، ومجتمع دولي لا يحب الضعفاء، وإسرائيل آخر من يتحدث عن الإنسانية ففي معتقلاتها
مئات الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وقبل أن تطالب غيرها
بخطوات إنسانية فإن عليها أن تطلق سراح من تحتجزهم من النساء والأطفال والمرضى.
نحن ما زلنا في بداية الطريق،
وهي معركة دقيقة وحساسة جدا، وقد تطول أشهرا وسنوات، وتحتاج منا جميعا إلى الالتفاف
خلف المقاومة وقيادتها وقراراتها، فقضية الأسرى ليست قضية حزب أو تنظيم وفئة محددة،
هي قضية شعب قرر ألا يترك أسراه في السجون.
المصدر: العربي 21