القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

صدمة "حزب الله”.. "ممانعون" يبيعون السلاح في السوق السوداء

صدمة "حزب الله”.. "ممانعون" يبيعون السلاح في السوق السوداء

علي الحسيني

يوم استُهدفت الضاحية الجنوبية بصاروخين مجهولَي المصدر، سارع جهاز الأمن في "حزب الله" إلى إجراء تحقيقات استمرت أياماً معدودة، ليخرج بعدها بنتائج يتهم فيها طرفاً فلسطينياً محدداً بالوقوف وراء العملية, وقد سرّب الحزب يومها مجموعة من الأسماء من بينها المدعو أحمد طه فلسطيني الجنسية، قال إنهم هم من نفّذوا هذا العمل، الأمر الذي اعتبره الطرف المتهم بأنه يندرج ضمن سياق مبرمج يستهدفه ويلاحقه عقاباً له على مواقف كان اتخذها منذ بدء الثورة السورية.

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على حادثة إطلاق الصواريخ على الضاحية، تعود اليوم هذه القضية إلى الواجهة ولكن عن طريق آخر حاول "حزب الله" التكتم عنه منذ لحظة اختفاء أو اختطاف أحمد طه, والذي قيل إن الحزب هو من اختطفه في إحدى مناطق صور. وهذا الطريق يكشف العديد من المعلومات التي تُدين حلفاء الصف الواحد او ما يُعرف بـ"الممانعين" الذين يبدو أن بعضهم لم يستطع منع نفسه من اللحاق بمن سبقوهم في بيع مخازن السلاح قبل أن يؤخذ عنوة أو يُسلّم للشرعية اللبنانية أو أن يأتي يوم ويُصبح فيه خُردة لا يصلح للصيف ولا لغدر الضيف.

تمكن "حزب الله" من الإيقاع بفريسته أحمد طه ليبدأ بإجراء تحقيقات موسّعة معه أفضت في بداية الامر إلى اعترافه بأنه من يقف وراء إطلاق الصواريخ على الضاحية مع مجموعة من الأشخاص بعضهم لبنانيون وبعضهم الآخر فلسطينيون وسوريون، وبأنه يعمل في تجارة السلاح ويدعم الجهاديين في سوريا وقد سبق أن أوقف أكثر من أربع مرّات لدى الدولة اللبنانية، وفي كل مرّة لم تكن تتجاوز فترة توقيفه الأسبوعين. ومن ضمن الاعترافات أيضاً، أن لطه شقيقاً يُدعى فادي ينتمي إلى تنظيم فلسطيني لم تعد تجمعه بالحزب علاقة مميزة كالسابق وهي المعلومة التي ظن الحزب أنها ستوصله إلى كشف خيوط يمكن أن يستغلها ضد خصومه، علماً أن فادي طه قد جرى تسليمه الى أحد الأجهزة الأمنية التي عادت وأفرجت عنه لعدم ثبوت ضلوعه بأي عمل مشبوه.

صدمة كبيرة تلقّاها أمن الحزب خلال التحقيق مع أحمد طه وهي لحظة اعترافه أنه اشترى السلاح من ثلاثة أشخاص فلسطينيين اثنان منهم ينتميان إلى جماعة القيادة العامة أحمد جبريل والثالث ينتمي الى منظّمة الصاعقة, والفصيلان فلسطينيان مقربان جداً من النظام السوري و"حزب الله"، والأشخاص هم: أبو راتب مسؤول في القيادة العامة في لبنان والثاني مساعد له يدعى نمر. أما الثالث فيدعى خالد غازي ومُلقّب بخالد الصاعقة والده مسؤول في المنظمة ذاتها ومعروف بأبو حسن. وقد اعترف طه بأنه وهؤلاء الأشخاص باعوا السلاح لجهات جهادية في سوريا وللجيش السوري الحر وأن الأسلحة كانت سُرقت من مخازن السلاح التابعة للقيادة العامة، ومن المعروف أن هذه الجماعات تُموّل وتُدرّب على أيدي الجيش النظامي السوري و"حزب الله”.

اعترافات طه لم تقف عند هذا الحد بل تخطتها لتصل إلى أنواع السلاح التي استلمها من المنظمات الفلسطينية "الممانعة" وسلّمها للثوار في سوريا وقد أقرّ بأنه سلّم الثوار عدداً كبيراً من صواريخ غراد من نوع 122 ملم و107 ملم إضافة إلى قذائف هاون متنوعة وأسلحة أخرى ثقيلة ومتوسطة، وهنا تؤكد المعلومات أن الصواريخ والأسلحة هذه، كان سلّمها الحزب للقيادة العامة منذ فترة غير بعيدة وأن الغارة الاسرائيلية الأخيرة على منطقة الناعمة وقعت ضمن الرد المباشر على القيادة العامة التي تبيع مخازن أسلحتها في السوق السوداء، رغم أن اطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل جاء من منطقة الحوش في صور.

وفي المعلومات أيضاً أن "حزب الله" أرسل بطلب أبو راتب ووجّه اليه توبيخاً شديد اللهجة وصل إلى حد التهديد المباشر بالقتل في حال تكررت عمليات بيع الأسلحة, ومن المعروف أن هذا الأخير هو أحد المنسقين داخل اللجنة الرباعية التي تضم الى جانب ممثلين عن الحزب وحركة "أمل" ممثلين آخرين عن منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الفلسطيني وليتضح هنا أن كل ادعاءات الحزب وتكهناته حول أن متفجرتَي بئر العبد والرويس قد أدخلتا إلى مخيم البرج قبل 5 أيام من تفجيرهما ليست سوى أضاليل لا أساس لها من الصحة.

أمس الأول عاد "حزب الله" إلى اتباع سياسة تضييق الخناق على الفلسطينيين داخل المخيمات، من خلال استهدافه موكب عرس على أبواب مخيم برج البراجنة وحصول إشكال مسلّح أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. وبحسب مطلعين على أوضاع الحزب الداخلية فإن ثمة ارتباكاً وتخبّطاً داخل قيادة الحزب سواء الأمنية أو العسكرية، وهذا ناتج عن أزمات بدأت تعصف بحلف أيقن جيداً أن ساعة الحقيقة قد دنت والخلاص لن يكون إلا بسحب "حزب الله" لرأسه من بين الإيرانيين والروس لكي لا تطاله عمليّة قطع الرؤوس.

المصدر: المستقبل