القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

صيدا تحتضن عرس انتصار غزة: استفتاء على نهج المقاومة ومشروع حماس

صيدا تحتضن عرس انتصار غزة: استفتاء على نهج المقاومة ومشروع حماس

 

بقلم: هشام يعقوب
خاص/ لاجئ نت

في الوقت الذي أدلى فيه أبناء وأنصار حركة حماس وكل فصائل المقاومة في غزة بدمائهم انتصارًا لحقوقهم وكرامتهم، أدلى جمهور حماس والنهج المقاوم بصوته وحضوره في الفعاليات التي تواصلت في لبنان طيلة مدة الحرب على غزة، وتُوجت باحتفال الانتصار "شعب يصنع نصره" الذي نظمته الحركة في الملعب البلدي في مدينة صيدا يوم الأحد 7/9/2014. الحشود الغفيرة وتفاعل الجمهور يدفعنا إلى إعطاء الاحتفال توصيفًا أدق، فهو بهذه الصورة لم يكن مهرجانًا عابرًا بقدر ما قرأنا فيه استفتاء على نهج المقاومة، ومشروع حركة حماس. الجموع التي بلغ عددها نحو 15000 ألفًا، رغم الوضع الأمنيّ الصعب في لبنان، لم تهدأ طيلة الاحتفال، وظلت حناجرها تصدح بشعارات التأييد لغزة وللمقاومة ولحماس وللقسام. وقد جرت العادة أن يبدأ الجمهور بالتململ في نهاية الاحتفالات الطويلة، غير أن جمهور احتفال الانتصار بقي على تفاعله وهتافه طيلة ساعتين ونصف، وكانت اللحظات الأخيرة من الاحتفال كما البدايات مفعمة بالهتافات المعبرة عن صدق مشاعر الجمهور، وشعوره بالانتماء إلى فلسطين وغزة بآلامها وجراحها وانتصارها.

ويلفت الانتباه أن الجمهور لم يكن من أبناء حماس فقط، إنما من شرائح وشبانٍ لا ينتمون إلى أي فصيل سوى لنهج المقاومة، ومنهم من ينتمي إلى فصائل وقوى أخرى بما فيها حركة فتح.

مشهد دخول وخروج الجموع من بوابات الملعب لا يقل روعة عن منظر احتشادهم على المدرجات. مشهد أعاد في أذهاننا صورة الجموع التي زحفت نحو حدود فلسطين مع لبنان في مسيرة العودة في أيار/مايو عام 2011. ورغم هذا السيل البشريّ العارم إلا أن هذا الاحتفال كشف عن قدرة عالية لدى حركة حماس على التنظيم بما لديها من كوادر وخبرات وطاقات شبابية على وجه التحديد.

الاحتفال كان غنيًّا برسائله المتنوعة. رسالة التمسك بالوحدة والشراكة الحقيقية والتعالي عن الجدل العقيم والتوقف عن اتهام المقاومة وتضميد جراح غزة كانت على لسان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. لم ينس القائد أبو الوليد التأكيد أن حماس تحتضن همّ الفلسطينيين في لبنان. علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان أكد في رسالته أن الوجود الفلسطيني في لبنان مؤقت، ولا مشاريع للفلسطينيين سوى شق طريق العودة، وأرسل رسالة تضامن أخوية مع الشعب اللبناني.

الفقرات الاستعراضية التي ألهبت الجمهور من إنزالات وعرض صواريخ ومناورات حملت رسالة إيمان الشعب الفلسطينيّ في اللجوء بأن المقاومة هي الطريق الأقصر والأسلم لعودته إلى كل فلسطين. واختيار صيدا لتحتضن هذا المهرجان، وهي عاصمة الجنوب اللبنانيّ المقاوم، حمل رسالة توحيد كل جهود الأمة، وكل قواها الحيّة، ونبذ الفرقة الطائفية والمذهبية والعرقية لتبقى فلسطين هي البوصلة.

تلبية الجمهور بهذا الزخم حملت رسالة شكر وتقدير ووفاء لقيادة حركة حماس في لبنان. فالشعب الفلسطيني عمومًا يرى ويقدّر تصدُّر حركة حماس الدفاع حقوقه ووجوده، لا سيما بعد سيل الاتهامات الكاذبة للفلسطينيين في لبنان عمومًا بالضلوع بتنفيذ أعمال تخلّ بأمن لبنان، كما يقدر الشعب الفلسطينيّ دور حركة حماس الكبير في منع استدراج الفلسطينيين إلى مستنقع العنف والتجاذبات الداخلية اللبنانية.

هذه الثقة التي يمنحها الشعب الفلسطينيّ لحركة حماس في لبنان تفرض على قيادة الحركة تكثيف برامجها، والارتقاء بأدائها للانتقال بالشعب الفلسطينيّ في لبنان إلى لعب دور أكبر في إسناد أهل فلسطين في الداخل والمشاركة الفعّالة في معركة العودة والتحرير.

الرسالة الأقوى للاحتفال تتلخص بأن الشعب الفلسطينيّ في كل أماكن وجوده، وعلى اختلاف مشاربه الفكرية والسياسية توحده المقاومة، وهذا الشعب يسأل: ألمْ يَأْنِ للذين فاوضوا أن تسمع عقولهم لصوت الشعب؟