عائشة قصة نجاح مذهلة تعكس طموح الفرد للعيش بكرامة
انطلاقًا من ايمانها بحق كل إنسان بالعيش بكرامة،
تستيقظ السيدة عائشة كل يوم في الصباح الباكر وتعمل حتى منتصف الليل. منذ أن تزوّجت
كامرأة شابة ، عاشت عائشة حياةً صعبةً جدًّا، لكنها تمكّنت من الاعتناء بأطفالها الستة.
ضحية سابقة للعنف المنزلي، ابتسامتها العريضة تكذب المشقة التي عانت منها في الماضي.
مثل العديد من الشباب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان،
تركت عائشة المدرسة في وقت مبكر، قبل تعلم القراءة والكتابة في السنوات اللاحقة. لذلك
أصرت على الاستثمار في تعليم أطفالها، أذ أنها تؤمن بقوة في التعليم والفرص التي يخلقها،
رغم اعتراضات قوية من زوجها.
إتخاذ قرار جريء
كان الايمان
في اهمية التعليم والفرص التي من الممكن ان يخلقها هو الذي قاد عائشة – العاطلة
عن العمل آنذاك - إلى اتخاذ قرار شجاع: الالتحاق في نفس صف التمريض الذي يدرس فيه أبنها
في سن الثالثة والأربعين. وبعد ذلك بعام، حصل عائشة على دبلوم وعرضت عليها وظيفة بعد
فترة وجيزة في مستشفى المقاصد في بيروت، حيث تعمل الأن.
كان من الصعب جدا إقناع زوجها بقبول فكرة الدراسة
والعمل، تقول عائشة. ولكنها كانت عازمة على أن تكون في وضع يمكنها من اتخاذ القرارات
المالية وإعالة أسرتها. تفضل عائشة العمل في الدوام المسائي بارغم من كونه مرهق لررغبتها
في قضاء الوقت مع عائلتها في النهار.
تقول عائشة انها اصبحت قادرة على تأمين ظروف حياة
أفضل لأبنائها منذ أن بدأت العمل في المستشفى.هذا ليس بالأمر الهين في لبنان، الذي
تنقص فيه الفرص المتاحة للفلسطينيين. تخصص ابن عائشة البكر في التصميم الجرافيكي، بينما
يعمل ابنها الثاني الآن في التمريض. "وأما ابنتي فهي مصففة شعر موهوبة"،
تقول عائشة مبتهجا.
تقول عائشة أنها متفائلة بشأن المستقبل وتضيف أن
أطفالها هم جميع الدوافع التي تحتاج لكي تعمل بجد من أجل مستقبل أفضل.
المصدر: الأونروا