القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

عامان على الرحيل: "سارة عودة" قصة مأساة من حكايا الحزن الفلسطيني السوري اليومي

عامان على الرحيل: "سارة عودة" قصة مأساة من حكايا الحزن الفلسطيني السوري اليومي

بقلم: فايز أبوعيد

عامان مرا على رحيل اللاجئة الفلسطينية "سارة عودة" التي قضت برصاص قناص يوم 19 - 3 - 2015 في ‏مخيم اليرموك أثناء توزيع المساعدات الغذائية على الأهالي المحاصرين في المخيم، "سارة" التي تنحدر من بلدة "فرعم -قضاء صفد" فضلت ترك الحياة الآمنة في بلغاريا والعودة إلى سورية للقاء زوجها"علاء فرحان"، الذي عقدت قرانها به عبر شبكة الإنترنت "سكايب"، لم تكن تعلم أن يد الغدر ورصاص القناص قد فتكت يوم بتاريخ 28-1-2014 بجسد حبيبها وزوجها علاء الذي ينحدر من بلد الشيخ- قضاء حيفا في فلسطين المحتلة"، تلك القرية التي دُفن فيها الشهيد السوري القائد "عز الدين القسام"، وسُميت بـ"الشيخ" قبل أيام من وصولها إلى سورية، أصرت سارة بعد علمها نبأ موت زوجها أن تدخل إلى مخيم اليرموك فكان اللقاء والوداع معاً، وقررت البقاء فيه وأوصت بأن تدفن بجانب حبيبها في حال وافتها المنية، تلك المنية التي جاءتها برصاصة قناص حاقد أثناء تواجدها في منطقة توزيع المساعدات الغذائية في منطقة شارع فلسطين، وقعت سارة على الأرض جثة هامدة بدون حركة وجسدها يسبح في دمها إلا أن روحها كانت تهيم في محراب عشقها للمخيم الذي يضم رفاة علاء، ولتسطر بدمائها المسالة قصة جديدة من مآسي وألام شعب عاش النكبات ومرارة اللجوء مرات عديدة.

قصة سارة وعلاء، ليست سوى صفحة من مجموعة روايات المآسي الإنسانية التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في سورية منذ اندلاع الحرب فيها، عنوانها العريض موت ثم موت يليه موت فموت.

رحلت سارة ومن قبلها علاء وآلاف اللاجئين الفلسطينيين في سورية وبرحيلهم ما تزال صورهم وشخصياتهم ماثلة أمامنا كالمرآة تفضح عري وتخاذل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير، راسمين بدمائهم الواقع الفلسطيني المر الذي أضناه التشرد والتشتت والموت والضياع.